هدية مصر للعالم: المتحف المصري الكبير يستعد لـ “لحظة تاريخية”

هدية مصر للعالم: المتحف المصري الكبير يستعد لـ “لحظة تاريخية”

تتوجه أنظار العالم إلى أرض النيل، حيث تترقب لحظة فارقة في التاريخ المصري الحديث، مع اقتراب افتتاح أحد أعظم المعالم الحضارية التي عرفتها مصر في العصر الحديث، إذ يعد المتحف المصري الكبير، مشروعا عملاقا وتجسيدًا حيًا لعظمة الحضارة المصرية، ورمزًا جديدًا يُضاف إلى سجل إنجازاتها الخالدة.

موعد افتتاح المتحف المصري الكبير

وتستعد مصر لتنظيم احتفالات ضخمة بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير، تستغرق ثلاثة أيام من 3 حتى 5 يوليو، تُجسّد اعتزاز الدولة المصرية بحضارتها العريقة، ليكون افتتاحا مهيب يليق بامتنان الأحفاد للأجداد.

ويُعد افتتاح المتحف المصري الكبير، مناسبة وطنية ودولية، ويحضره عدد من رؤساء وأمراء وملوك وكبار المسؤولين من مختلف دول العالم، ليشهدوا الإنجاز الضخم الذي حققته مصر لتقدم هذا العمل الحضاري الذي ينتظره العالم منذ أكثر من عقدين.

الاستعدادات لافتتاح المتحف المصري الكبير

وقال المتحدث باسم الحكومة المصرية المستشار محمد الحمصاني، إن الاستعدادات لافتتاح المتحف المصري الكبير دخلت مراحلها النهائية، مشيرًا إلى أن الدولة تضع اللمسات الأخيرة على الجوانب اللوجستية والفنية الخاصة بالحفل المنتظر.


ويمثل المتحف المصري الكبير أحد أبرز معالم النهضة الثقافية في مصر الحديثة، فهو مرآة تعكس أصالة التاريخ المصري وثراءه، وفضاء يضم بين جدرانه كنوزًا نادرة لملوك الفراعنة، أولئك الذين أذهلوا العالم بحكمتهم وإنجازاتهم التي سبقت عصورهم. 

لم يقتصر المتحف المصري الكبير، على مجرد الحفظ، بل اختار أن يعيد للأثر مكانته في سياقه الطبيعي، بجوار أهرامات الجيزة، في مشهد تتكامل فيه عظمة الماضي مع رؤية الحاضر.

فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير

ولدت فكرة المتحف في تسعينيات القرن الماضي، كمشروع وطني طموح يعيد تقديم الحضارة المصرية في ثوب جديد يليق بعظمتها، وبدأ التنفيذ فعليًا بوضع حجر الأساس عام 2002، على موقع فريد يطل مباشرة على أهرامات الجيزة، ليكون شاهدًا على تواصل الأزمان وتكامل الرؤى بين ما صنعه الأجداد وما تبنيه الأجيال الجديدة.

نُظمت مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف المصري الكبير، فازت بها شركة هينجهان بنج للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects، من خلال تقديمها للتصميم الحالي.

تم البدأ في تمهيد موقع المتحف المصري الكبير وتشييده في عام 2005، ثم تم إنشاء أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط في عام 2006، لترميم وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف.

مقتنيات المتحف المصري الكبير

تعرض داخل المتحف المصري الكبير أكثر من 100 ألف قطعة أثرية مميزة منها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون ولأول يتم عرضها كاملة منذ اكتشاف مقبرته في 1922، بالإضافة إلى مقتنيات أثرية متنوعة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.

القطع الأثرية بالمتحف المصري الكبير

ويقدر عدد القطع الأثرية التي تم نقلها إلى المتحف بحوالي 51,472 قطعة، بينما يصل عدد القطع الأثرية التي تم ترميمها 50,466 قطعة، ويصل عدد القطع التي تم ترميمها من مركب خوفو الثانية 1240 من أصل 1272 قطعة تم استخراجها من موقع الاكتشاف، تم نقل 1006 قطع منها إلى المتحف.

كما يقدر عدد القطع الأثرية التي تم نقلها من مجموعة الملك توت عنخ أمون بحوالي 5340 قطعة، ويصل عدد القطع الأثرية التي تم وضعها على الدرج العظيم 42 قطعة من أصل 72 قطعة بالتصميم النهائي للدرج.

ومن أبرز القطع الأثرية المقرر عرضها بالمتحف أيضًا، تمثال مزدوج للآلهة آمون وموت، وعمود من الجرانيت الوردي للملك رمسيس الثاني، وتمثال من الحجر الجيري للمعبودة إيزيس تحمل طفلها حورس، ولوحة كبيرة من الحجر الجيري للملك أمنمحات الأول.

ويستهدف إنشاء المتحف المصري الكبير إتاحة المجموعات الأثرية أمام الزوار باستخدام أحدث أساليب العرض المتحفي، إضافة إلى توثيق وتسجيل القطع الأثرية، وحفظها، وتأمينها، ودراستها، وصيانتها، وترميمها، فضلا عن توعية النشء والمجتمع بالحضارة المصرية، وتنظيم معارض الآثار المؤقتة والدائمة داخل مصر، وإعادة إحياء الحرف والفنون التراثية المصرية، عن طريق صناعة وتسويق وبيع المستنسخات الأثرية.

تكلفة إنشاء المتحف المصري الكبير

وفي يناير الماضي كشف الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، في تصريحات له، أن إجمالي تكلفة إنشاء المتحف المصري الكبير بلغت 1.2 مليار دولار، موزعة على 750 مليون دولار قروض، و450 مليون دولار عبارة عن تمويل من الحكومة.

محتويات المتحف المصري الكبير

تفوق مساحة المتحف المصري الكبير أكثر من 500 ألف متر مربع، واكتمل تشييده عام 2021، حيث يعد أكبر متحف في العالم للآثار، بسعة 5 ملايين زائر سنويا.

ويشمل المتحف حديقة يزرع بها الأشجار التي كانت معروفة عند قدماء المصريين، كما يتضمن مكتبة متخصصة في علم المصريات، ومركز أبحاث.

فيما ستشمل جناباته أماكن للأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف للأطفال، مركز تعليمي، قاعات عرض مؤقتة، سينما، مركز للمؤتمرات، ومناطق تجارية وحدائق ومتنزهات، فضلا عن منطقة المطاعم والأسواق وتضم 20 محلا تجاريا و8 مطاعم وفندق يسع 30 غرفة.

وخلال جولات زائري المتحف في صالة الاستقبال الرئيسة والمعروفة باسم البهو العظيم، يمكنهم مشاهدة ما يحتويه المتحف من قطع أثرية منها تمثال الملك رمسيس الثاني وعمود النصر للملك مرنبتاح، بالإضافة إلى تمثالين لملك وملكة من العصر البطلمي.

معامل الترميم في المتحف المصري الكبير

وفيما يتعلق بمعامل الترميم في المتحف، تقع على مساحة 32 ألف متر، وهي كالتالي:

1- معمل الخزف والزجاج والمعادن ويتخص بترميم الأواني والتماثيل المصنوعة من المواد غير العضوية.

2- معمل الأخشاب ويتم من خلاله ترميم القطع الأثرية المصنوعة من الأخشاب مثل التوابيت والتماثيل بأنواعها والأثاث الجنائزي والنماذج الخشبية.

3_ معمل الأحجار ويختص بترميم القطع الأثرية الحجرية الكبيرة.

4- معمل الميكروبيولوجي ويتم من خلاله دراسة وتحديد أنواع الكائنات الحية المسببة لتلف الآثر لتحضير المواد الكيميائية اللازمة لوقف نموها.

5- معمل المومياوات، لترميم المومياوات من الطيور خاصة طيور أبو منجل، أحد معبودات الفراعنة.

فكرة شعار المتحف المصري الكبير

تم الإفصاح عن شعار المتحف المصري الكبير في 2018، من تصميم طارق عتريسي، اللبناني-الهولندي، بتكلفة 800 ألف جنيه مصري وجرى اختيار التصميم عن طريق لجنة مصرية.

وتدور فكرة تصميم الشعار حول التخطيط الأفقي للمتحف الذي تنفرج جوانبه لتطل على أهرام الجيزة، وأختير اللون البرتقالي للشعار ليعكس اللون الذي تضفيه الشمس على هضبة الأهرام عند الغروب، أما كتابة اسم المتحف بخط عربي انسيابي، تشير إلى من الكثبان والتلال الرملية للبيئة المحيطة.

أسعار تذاكر المتحف المصري الكبير

وفيما يتعلق بأسعار تذاكر المتحف المصري الكبير فتكون وفقا لما أعلنته وزارة السياحة والآثار كالتالي:

_ الأشخاص فوق 21 سنة المتحف المصري الكبير معرض توت عنخ آمون: 350 جنيها.
_ الأفراد من 6 – 21 سنة المتحف المصري الكبير + معرض توت عنخ آمون: 200 جنيه.
الطلاب: المتحف المصري الكبير + معرض توت عنخ آمون: 200 جنيه.
دخول مجاني للأطفال أقل من 6 سنوات، وذوي الاحتياجات الخاصة.
الاجانب: المتحف المصري الكبير + معرض توت عنخ آمون 1200 جنيه مصري، و 750 جنيها للأطفال من 6 إلى 21 سنة.