التوترات بين إسرائيل وإيران تؤثر سلباً على قطاع السياحة والسفر في الشرق الأوسط

كتبت – مروة الشريف : تسبب التصعيد العسكري الخطير بين إسرائيل وإيران في الأيام الأخيرة (منتصف يونيو 2025) في ضربة قوية ومباشرة لقطاع السياحة والسفر في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، وتسببت في اضطرابات واسعة النطاق وخسائر اقتصادية كبيرة.
أبرز تأثيرات التصعيد على قطاع السياحة والسفر:
إغلاق وتجنب المجالات الجوية بشكل واسع:
أغلقت دول رئيسية مثل إيران، إسرائيل، الأردن، العراق، وسوريا مجالها الجوي بشكل كلي أو جزئي لساعات أو أيام، مما أثر فوراً على حركة الطيران العابرة والرحلات المتجهة إلى هذه الدول.
أُجبرت عشرات، إن لم يكن مئات، من شركات الطيران العالمية على إلغاء رحلاتها أو تغيير مساراتها بشكل جذري. هذا شمل مسارات حيوية تربط أوروبا بآسيا، مما أدى إلى رحلات أطول، استهلاك أكبر للوقود، وتأخيرات واسعة.
شركات طيران كبرى مثل الخطوط الجوية القطرية، طيران الإمارات، الاتحاد للطيران، لوفتهانزا، الخطوط الجوية التركية، إير فرانس، دلتا إيرلاينز، ويونايتد إيرلاينز أعلنت تعليق أو تعديل رحلاتها إلى وجهات مثل طهران، تل أبيب، عمان، بيروت، دمشق، وبغداد.
تراجع ثقة المسافرين وإلغاء الحجوزات:
تصاعد التوترات المسلحة يثير مخاوف أمنية عميقة لدى السياح والمسافرين، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في الطلب على السفر إلى المنطقة.
شهدت شركات السياحة والفنادق في العديد من دول الشرق الأوسط موجة من إلغاء الحجوزات أو تأجيلها، ليس فقط في الدول المعنية مباشرة بالصراع، بل أيضاً في الدول المجاورة التي تُعتبر جزءًا من “منطقة الشرق الأوسط” في ذهن السائح الدولي.
أصدرت العديد من الحكومات الأجنبية تحذيرات سفر لمواطنيها فيما يخص السفر إلى أو عبر بعض مناطق الشرق الأوسط، مما يزيد من تردد المسافرين.
تأثير اقتصادي مباشر على شركات الطيران والسياحة:
ارتفاع تكاليف التشغيل: المسارات الجوية الأطول تعني استهلاكاً أكبر للوقود، وارتفاع أسعار التأمين على الرحلات التي تمر بمناطق خطرة، مما يضغط على هوامش ربح شركات الطيران.
خسائر الإيرادات: الإلغاءات وتراجع الحجوزات يترجم مباشرة إلى خسائر كبيرة في الإيرادات لشركات الطيران، الفنادق، شركات تنظيم الرحلات، وكافة الأنشطة المرتبطة بالسياحة.
تراجع أسهم الشركات: تأثرت أسهم شركات الطيران والضيافة المتأثرة بالوضع في المنطقة، مما يعكس قلق المستثمرين.
تأثر قطاع الرحلات البحرية: حتى الرحلات البحرية في المنطقة قد تتأثر بتزايد المخاطر، مما يقلل من جاذبية وجهات معينة.
تحديات طويلة الأمد:
إذا استمر التصعيد أو تحول إلى صراع أوسع، فقد يتأثر موسم السياحة بأكمله في المنطقة، مما يعرقل جهود التعافي التي بذلتها العديد من الدول بعد جائحة كوفيد-19 وتداعيات الصراعات الإقليمية السابقة.
سيتطلب الأمر جهوداً ترويجية مكثفة وإجراءات لتعزيز الثقة بمجرد استقرار الوضع، وهو أمر قد يستغرق وقتاً طويلاً.
باختصار، يمثل التصعيد الإسرائيلي الإيراني “ضربة مزدوجة” لقطاع السياحة والسفر في الشرق الأوسط؛ فهو يزيد من التكاليف التشغيلية لشركات الطيران، وفي الوقت نفسه يقلل من جاذبية المنطقة للسياح، مما يضع القطاع أمام اختبار صعب للغاية.
إقرأ أيضاً :