الصراع الداخلي في السودان يشدد من أزمة السياحة والسفر في منطقة البحر الأحمر

الصراع الداخلي في السودان يشدد من أزمة السياحة والسفر في منطقة البحر الأحمر

كتبت – سها ممدوح : تشكل الحرب الأهلية الدائرة في السودان، والتي بدأت في أبريل 2023، مصدر قلق بالغ للمنطقة، وتلقي بظلالها على قطاع السياحة والسفر، خاصة في منطقة البحر الأحمر التي تعد شريانًا حيويًا للتجارة والسياحة. بينما كان التأثير المباشر على وجهات مثل الغردقة وشرم الشيخ المصرية أقل حدة مقارنة بتأثر السياحة الإسرائيلية أو اللبنانية بالصراعات الأخرى، فإن الحرب السودانية تضاعف “آلام” القطاع بشكل غير مباشر وعبر تحديات متعددة.

كيف تؤثر الحرب في السودان على السياحة والسفر في البحر الأحمر؟

اضطراب الملاحة والأمن البحري:

يطل السودان على ساحل طويل على البحر الأحمر، وأي اضطراب أمني في مياهه الإقليمية أو قبالة سواحله يمكن أن يرفع من تكاليف التأمين البحري والشحن.
على الرغم من أن حركة الملاحة الرئيسية التي تمر عبر قناة السويس والبحر الأحمر لم تتأثر بشكل مباشر بالحرب الأهلية السودانية حتى الآن (بقدر تأثرها بهجمات الحوثيين في جنوب البحر الأحمر)، فإن أي تدهور أمني إضافي في المنطقة قد يشكل تهديداً على سفن السياحة واليخوت التي قد تمر بالقرب من السواحل السودانية.
تقارير سابقة أشارت إلى أن أي اضطراب أمني في البحر الأحمر قد يرفع تكاليف التأمين والشحن بنسبة تصل إلى 30%، وهذا يؤثر على سلسلة التوريد ويقلل من جاذبية المنطقة كمركز لوجستي.

تأثير على حركة الطيران الإقليمية:

أدت الحرب إلى إغلاق مطار الخرطوم الدولي وتوقف شبه كامل للعمليات الجوية التجارية داخل السودان. هذا يعني توقف حركة السياحة والسفر من وإلى السودان عبر الجو.
على الرغم من أن الرحلات إلى وجهات مثل الغردقة وشرم الشيخ لا تمر مباشرة فوق المجال الجوي السوداني المتأثر بالصراع، فإن حالة عدم الاستقرار في المنطقة الأوسع قد تدفع بعض شركات الطيران أو المسافرين لإعادة تقييم مساراتهم أو وجهاتهم، وإن كان تأثير ذلك أقل بكثير من تأثير الصراعات الأخرى في شمال وشرق البحر الأحمر (مثل الصراع الإسرائيلي الإيراني أو هجمات الحوثيين).

تداعيات اقتصادية إقليمية:

تستقبل مصر أعداداً كبيرة من اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب، وهذا يضع ضغطاً على الموارد والخدمات في بعض المناطق المصرية.
تؤثر الحرب سلبًا على التجارة البينية والاستثمارات المشتركة بين السودان ودول الجوار، بما في ذلك مصر. فالاضطراب الاقتصادي في السودان يقلل من القوة الشرائية، وبالتالي يقلل من حركة السياحة الإقليمية التي قد يكون السودانيون جزءًا منها إلى دول مثل مصر.
التراجع الاقتصادي في السودان يؤثر على تحويلات العاملين والتبادل التجاري، مما له تداعيات اقتصادية على دول الجوار.

تأثير على الصورة الذهنية للمنطقة:

الصراعات المستمرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك الحرب في السودان، تخلق صورة عامة لـ “منطقة غير مستقرة” في أذهان بعض السياح الدوليين.
على الرغم من أن الوجهات السياحية المصرية مثل الغردقة وشرم الشيخ بعيدة جغرافياً عن مناطق القتال في السودان، وتتمتع باستقرار أمني كبير، إلا أن الصورة الإعلامية الشاملة للمنطقة قد تؤثر على قرار بعض السياح الأوروبيين أو الآسيويين بالقدوم إلى أي جزء من الشرق الأوسط.

بينما تواصل مدن البحر الأحمر المصرية مثل الغردقة وشرم الشيخ استقبال السياح بأمان وتتمتع ببعد نسبي عن مناطق الصراع المباشر في السودان، فإن الحرب تظل عاملاً إقليمياً يساهم في حالة عدم اليقين الجيوسياسي، ويضع ضغوطاً إضافية على قطاع السياحة والسفر الذي يواجه تحديات متعددة بالفعل في المنطقة.

إقرأ أيضاً :