إذا كانت دعوة ترامب لإخلاء طهران فوراً صحيحة.. فإن الشرق الأوسط يدخل مرحلة غامضة.

إذا كانت دعوة ترامب لإخلاء طهران فوراً صحيحة.. فإن الشرق الأوسط يدخل مرحلة غامضة.

وكالات : إذا كانت دعوة ترامب لإخلاء طهران فوراً قد صدرت بالفعل، فهي تمثل تحولًا دراماتيكيًا قد يدفع الشرق الأوسط إلى مرحلة غير مسبوقة من عدم اليقين والمخاطر.

إذا صحت بالفعل دعوة من رئيس الولايات المتحدة، مثل دونالد ترامب، إلى الإخلاء الفوري لطهران، فإن هذا التطور سيكون بمثابة زلزال جيوسياسي غير مسبوق، يدفع بالشرق الأوسط، بل والعالم، إلى نفق مظلم من المجهول. مثل هذه الدعوة لن تكون مجرد تصريح، بل إشارة واضحة وقوية إلى أن عملية عسكرية كبرى ووشيكة للغاية تستهدف العاصمة الإيرانية، مما يحمل تداعيات كارثية ومتعددة الأوجه:

لماذا يدخل الشرق الأوسط “المجهول”؟

تصعيد عسكري غير مسبوق:

دعوة لإخلاء عاصمة ضخمة بحجم طهران (التي يقطنها ملايين السكان) تعني تحول الصراع من استهداف منشآت عسكرية أو نووية إلى تهديد مباشر بضربات واسعة النطاق للمدن والمناطق المأهولة. هذا سيمثل خرقاً لكل خطوط التصعيد السابقة.

ستُفهم هذه الدعوة على أنها إعلان حرب وشيكة النطاق الكامل، وأن الأهداف ستتجاوز بكثير أي أهداف عسكرية بحتة.

الفوضى الإنسانية والاجتماعية:

إخلاء مدينة بحجم طهران بشكل “فوري” هو أمر لوجستياً مستحيل في غضون ساعات أو أيام. سيؤدي إلى فوضى عارمة، نزوح جماعي، أزمة إنسانية كارثية، وشلل تام في البنية التحتية والخدمات.
الملايين سيتعرضون للخطر الفوري، حتى قبل وقوع أي ضربات، نتيجة الذعر والتدافع والافتقار للملاذ الآمن.

رد فعل إيراني غير متوقع وغير محدود:

لن تمر دعوة كهذه دون رد إيراني قاسٍ وموسّع. من المرجح أن تلجأ إيران إلى استخدام كل قدراتها العسكرية المتاحة، ليس فقط ضد إسرائيل، بل ربما ضد المصالح الأمريكية في المنطقة.
يمكن أن تشمل الردود صواريخ باليستية، طائرات مسيرة، وهجمات إلكترونية واسعة النطاق.
تفعيل كامل للوكلاء الإقليميين: ستتحرك الفصائل المدعومة من إيران (مثل حزب الله في لبنان، الحوثيين في اليمن، الميليشيات العراقية) لفتح جبهات متعددة، مما يوسع نطاق الصراع إلى حروب إقليمية شاملة.

تدويل الصراع وانعكاسات عالمية:

ستضطر القوى العالمية الكبرى (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، الاتحاد الأوروبي) إلى الانخراط بشكل مباشر في الأزمة، سواء في محاولات احتواء التصعيد أو في دعم الأطراف.
اقتصاد عالمي على شفا الانهيار: أسعار النفط ستقفز إلى مستويات قياسية، وسيتعرض مضيق هرمز لتهديد مباشر، مما سيشل حركة التجارة العالمية ويقود إلى ركود اقتصادي عالمي عميق.
أزمة لاجئين وكارثة إنسانية إقليمية ودولية: الملايين سيتشردون داخل إيران وخارجها، مما يفاقم أزمة اللاجئين العالمية.

انهيار الأنظمة الإقليمية وتغير الخرائط:

الصراع الشامل يمكن أن يزعزع استقرار دول المنطقة ويدفع إلى انهيار بعض الأنظمة، مما يعيد تشكيل الخرائط السياسية والديموغرافية بشكل جذري وغير متوقع.

خطر استخدام أسلحة الدمار الشامل:

على الرغم من عدم وجود تأكيد بامتلاك إيران أسلحة نووية، فإن أي تهديد وجودي لها يمكن أن يدفعها إلى سيناريوهات غير محسوبة، مما يزيد من خطر تصعيد غير مسبوق.

إذا تحققت دعوة ترامب لإخلاء طهران، فإن الشرق الأوسط سيتجاوز مرحلة التوتر والصراع المحدود ليدخل حقبة من الفوضى الشاملة والدمار الإقليمي والعالمي، حيث تصبح التنبؤات مستحيلة والنتائج كارثية. هذا السيناريو يمثل ذروة مرعبة للتصعيد، ويتجاوز بكثير مستوى التوترات الحالية بين إسرائيل وإيران.

لليوم الخامس على التوالي تتبادل إسرائيل وإيران إطلاق الصواريخ والتهديدات، وسط مخاوف من تصعيد الحرب بعد ما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى “إخلاء طهران فورا”، فيما تتم عمليات إجلاء جماعية من إسرائيل وإيران.

ورغم دعوات المجتمع الدولي لإنهاء الأعمال العدائية، لا يظهر أي من الجانبين أي علامات على تخفيف حدة المواجهة العسكرية المستمرة منذ الجمعة عندما شنت إسرائيل هجوما على إيران بهدف معلن، وهو منعها من الحصول على قنبلة ذرية.

وبعد موجة جديدة من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت إحداها التلفزيون الوطني الإيراني، فعّل البلدان دفاعاتهما الجوية خلال الليل مرات متكررة، في حين تستعد العواصم الغربية على ما يبدو لمزيد من التصعيد.

إقرأ أيضاً :