الأزمات في الشرق الأوسط تعيق حركة الطيران من غزة إلى باكستان والهند

الأزمات في الشرق الأوسط تعيق حركة الطيران من غزة إلى باكستان والهند

كتبت – دعاء سمير : تفرض الصراعات الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط، وخاصة تلك المرتبطة بالوضع في غزة، ضغوطاً هائلة على قطاع السفر الجوي، وتتجاوز تأثيراتها المباشرة مناطق النزاع لتطال مسارات حيوية تمتد شرقاً نحو باكستان والهند. هذه التوترات لا “تخنق” حركة الطيران فحسب، بل تزيد من تكاليف التشغيل، وتؤثر على ثقة المسافرين، وتدفع شركات الطيران لإعادة تقييم استراتيجياتها.

تأثيرات الصراعات على قطاع الطيران:

إغلاق وتجنب المجال الجوي:

مناطق النزاع المباشر: يؤدي الصراع في غزة والمناطق المحيطة بها إلى إغلاق أو تقييد المجال الجوي فوق بعض الدول، أو نصح شركات الطيران بتجنبه تماماً. هذا ينطبق بشكل خاص على المجال الجوي الإسرائيلي واللبناني وأحياناً الأردني أو المصري في أوقات معينة.
تغيير المسارات (Rerouting): تضطر شركات الطيران إلى تغيير مسارات رحلاتها لتجنب مناطق الخطر، مما يعني التحليق لمسافات أطول. على سبيل المثال، ذكرت تقارير أن شركات طيران مثل الخطوط الجوية السنغافورية وشركات أخرى غيرت مسارات رحلاتها لتجنب المجال الجوي الإيراني، والآن هناك حديث عن تجنب المجال الجوي الباكستاني أيضاً بسبب التوترات بين الهند وباكستان. هذا يزيد من زمن الرحلة واستهلاك الوقود.

زيادة التكاليف التشغيلية:

ارتفاع أسعار الوقود: يؤدي عدم اليقين الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط، وهي منطقة رئيسية لإنتاج النفط، إلى تقلبات وارتفاع محتمل في أسعار النفط العالمية، وبالتالي وقود الطائرات، مما يزيد الأعباء المالية على شركات الطيران.
أقساط التأمين: تفرض شركات التأمين أقساطاً أعلى على الرحلات التي تمر عبر مناطق تُصنف على أنها عالية المخاطر، مما يزيد من تكاليف التشغيل.
تكاليف الصيانة والتشغيل: المسارات الأطول تعني ساعات طيران أكثر للطائرات، مما يزيد من الحاجة للصيانة وتكاليفها.

تراجع الطلب وثقة المسافرين:

مخاوف أمنية: يؤدي تصاعد الصراعات إلى مخاوف أمنية لدى المسافرين، مما يدفعهم لتجنب السفر إلى أو عبر المنطقة المتأثرة. بيانات سابقة أظهرت انخفاضاً كبيراً في حجوزات الرحلات إلى الشرق الأوسط بعد بدء الصراع في غزة.
إلغاء الرحلات: تُجبر شركات الطيران على إلغاء رحلاتها كلياً إلى بعض الوجهات بسبب الوضع الأمني أو قلة الطلب، مما يؤثر على إيراداتها.
تأثير على السياحة: تتأثر السياحة بشكل مباشر في العديد من دول المنطقة، حتى تلك غير المشاركة مباشرة في الصراعات، بسبب النظرة العامة للمنطقة على أنها غير مستقرة.

تأثير خاص على المسارات من/إلى آسيا:

بالنسبة للمسارات الجوية التي تربط أوروبا والشرق الأوسط بباكستان والهند وجنوب شرق آسيا، فإن أي إغلاق أو تقييد للمجال الجوي في الشرق الأوسط أو بين الهند وباكستان يُجبر الرحلات على اتخاذ مسارات أطول بكثير، مما يزيد التكاليف ويؤثر على الكفاءة التشغيلية لشركات الطيران العاملة على هذه الخطوط الحيوية. هذا يشمل شركات الطيران الخليجية الكبرى التي تعد محاور ربط رئيسية بين الشرق والغرب.

باختصار، فإن الصراعات في الشرق الأوسط لا تقتصر آثارها على الدول المعنية مباشرة، بل تمتد لتُحدث اضطرابًا واسع النطاق في قطاع السفر الجوي العالمي، خاصة في مساراته الطويلة التي تعبر المنطقة، مما يفرض تحديات كبيرة على شركات الطيران ويزيد الأعباء على المسافرين.

إقرأ أيضاً :