الصين تعزز جاذبيتها السياحية في الخليج من خلال استراتيجيات مبتكرة للترحيب بالسياح.

كتبت- سها ممدوح – وكالات: في خطوة تعكس التزام الصين بتوسيع الانفتاح على العالم، بدأت البلاد تجريب سياسة الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر العادية من السعودية وعُمان والكويت والبحرين، ما لاقى ترحيبا واسعا من قبل المسافرين القادمين من هذه الدول، وذلك منذ بدء تطبيقها في 9 يونيو الجاري.
وبحسب سلطات تفتيش الحدود في مطار شانغهاي بودونغ الدولي، شهد يوما 9 و10 يونيو دخول أكثر من 100 مسافر من الدول الخليجية الأربع إلى الصين عبر المطار دون تأشيرة مسبقة، مستفيدين من هذه السياسة المعلن عنها مؤخرا، والتي أتاحت لمواطني جميع الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي دخول الصين دون تأشيرة.
وكان الأخوان الكويتيان اليحيى من أوائل المسافرين الذين دخلوا الصين عبر المطار بعد منتصف الليل فور تطبيق السياسة. وقال أحدهما لصحيفة “ذا بيبر” إن إجراءات الدخول كانت “سلسة وسريعة للغاية”، مشيرا إلى أن العائلة قررت السفر إلى شانغهاي فور علمهم بالسياسة الجديدة. وأضاف: “والدنا سيلحق بنا بعد أيام قليلة، ونحن متحمسون لهذه الرحلة في الصين”.
كما أعرب المواطن السعودي الدريس، الذي يزور الصين لأول مرة ضمن زيارة عمل لإحدى شركات معدات الأتمتة في شانغهاي، عن تقديره الكبير لهذه التسهيلات، قائلا إن سياسة الإعفاء من التأشيرة وفّرت له الكثير من الوقت وستجعل زياراته التجارية المستقبلية أكثر سهولة.
وقامت سلطات تفتيش الحدود في المطار باتخاذ سلسلة من الإجراءات لتسهيل دخول المسافرين الأجانب، منها فتح ممرات تفتيش كافية خلال فترات الذروة لضمان انسيابية الإجراءات وتوفير خدمات اللغات الأجنبية على مدار الساعة لتقديم استشارات متعددة اللغات لهم.
وفي مؤشر واضح على الأثر الإيجابي لهذه السياسة، أفادت منصة “سيتريب” للسياحة بأن عمليات البحث عن الرحلات من دول الخليج إلى الصين ارتفعت بنسبة 90 في المائة في اليوم الأول من إعلان السياسة، فيما تصدّرت السعودية قائمة الدول من حيث حجم البحث.
وخلال الربع الأول من عام 2025، سجلت حجوزات السفر من السعودية إلى الصين عبر المنصة نموا بنسبة 235 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ويُتوقع أن تعزز سياسة الإعفاء من التأشيرة طلب السفر إلى الصين لأغراض مختلفة.
وأكدت تشين جينغ، نائبة رئيس مجموعة “سيتريب”، أن “توسيع سياسة الإعفاء من التأشيرة يوفر تسهيلات مباشرة للمسافرين الأجانب لأغراض الأعمال التجارية، كما يسهم في تحفيز سيناريوهات استهلاك متنوعة تشمل السياحة والتجارب الثقافية”.
وبالتوازي مع سياسة الإعفاء من التأشيرة، تعمل الصين على تعزيز جاذبيتها السياحية عبر إطلاق حزمة من التدابير لجعل التسوق فيها أكثر سهولة للمسافرين الأجانب، منها توسيع نطاق خدمة الاسترداد الفوري للضرائب، ما يسمح للسياح الأجانب بالحصول على استردادهم الضريبي مباشرة عند منافذ البيع بالتجزئة، بدلا من الانتظار حتى مغادرة البلاد.
وخلال الشهر الأول منذ بدء توسيع هذه الخدمة في أواخر أبريل الماضي، تم إنشاء 1303 متاجر جديدة للاسترداد الضريبي الفوري في جميع أنحاء البلاد، ما رفع العدد الإجمالي لتلك المتاجر إلى 5196، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 40 في المائة مقارنة بنهاية عام 2024، وفقا لبيانات صادرة عن الهيئة الوطنية للضرائب.
وفي مدينة قوانغتشو، التي تُعرف بكونها مركزا تجاريا في جنوبي الصين، شهدت سياسة “الاسترداد الفوري للضرائب” تطبيقا سريعا، حيث تم تحسين توزيع المتاجر المشاركة في هذه الخدمة، إلى جانب توسيع قائمة السلع المشمولة، ما شجّع على مزيد من الإنفاق من قبل الزوار الأجانب.
وقال بنغ جيه، المدير العام لمركز التسويق بشركة مجموعة قوانغدونغ الصينية للسياحة: “يشهد قطاع السياحة الوافدة زخما قويا في الوقت الراهن”، مشيرا إلى أن السياح الأجانب يبدون شغفا كبيرا بالتسوق في قوانغتشو، خصوصا في أسواق الجملة المتنوعة بالمدينة
اقرأ أيضًا :