“المهندسون”: تدشين أكاديمية جديدة للتدريب والتطوير الهندسي لتحقيق تقدم في تنمية المهارات.

استمرارًا لجهودها المتواصلة وإيمانها العميق بأهمية دعم المهندس وتزويده بالمعارف والمهارات اللازمة لمواكبة التطورات المتسارعة في مجالات الهندسة والتكنولوجيا، وتقديم تدريب متخصص عالي الجودة يسهم في بناء كوادر هندسية قادرة على قيادة المستقبل بكفاءة واحترافية، افتتحت النقابة العامة للمهندسين، أكاديمية التدريب والتطوير الهندسي.
وجاء هذا الافتتاح بحضور المهندس طارق النبراوي- نقيب مهندسي مصر والأستاذ الدكتور هشام سعودي- وكيل النقابة رئيس لجنة التدريب، والمهندس محمود عرفات- أمين عام النقابة، والمهندس أسامة حسن- عضو مجلس النقابة ومقرر لجنة التدريب، وعدد من أعضاء مجلس النقابة، ورؤساء عدد من الجامعات المصرية، بالإضافة إلى مجموعة من المهندسين والمهندسات من مختلف التخصصات، في خطوة وُصفت بأنها نقلة نوعية في مسيرة تطوير وتأهيل الكوادر الهندسية.
وأوضح نقيب المهندسين، خلال كلمته، أن تدشين هذه الأكاديمية يُعد ثمرة جهود مستمرة تهدف إلى رفع كفاءة الأداء المهني للمهندسين، من خلال تزويدهم بالمهارات الحديثة التي تواكب تطورات سوق العمل ومتطلبات المشروعات القومية الكبرى.
وأكد المهندس طارق النبراوي أن النقابة تضع تأهيل وتطوير قدرات شباب المهندسين على رأس أولوياتها، مشددًا على أن الاستثمار في العنصر البشري هو الركيزة الأساسية لأي نهضة حقيقية في المجتمع. وقال: “نحن نؤمن بأن المهندس المصري قادر على المنافسة إقليميًا وعالميًا، بشرط توفير البيئة المناسبة والدعم اللازم، وهذه الأكاديمية تمثل إحدى الأدوات المهمة لتحقيق هذا الهدف”.
وأشار النبراوي إلى أن افتتاح أكاديمية التدريب والتطوير يعكس التوجه الواضح الذي تبنّاه مجلس النقابة منذ اليوم الأول، والذي يقوم على اعتبار التدريب حجر الزاوية في تطوير المهنة وتحسين أوضاع المهندسين. كما أوضح أن النقابة رصدت بعض الملاحظات على مخرجات العملية التعليمية، وتسعى إلى معالجتها من خلال التدريب العملي والتأهيلي، بما يضمن تأهيل المهندس المصري لسوق العمل وتمكينه من الحصول على فرص مهنية متطورة وواعدة، وهو الدور الذي ستقوم به الأكاديمية بفعالية.
واختتم نقيب المهندسين بالتأكيد على أن النقابة تمتلك خطة طموحة لتطوير الأكاديمية بشكل مستمر، لتصبح أحد أهم المنابر التدريبية الرئيسية المعتمدة، وذلك بالتعاون مع المراكز والمؤسسات التدريبية المعترف بها لدى النقابة، بما يعزز من قدرات المهندسين ويرتقي بالمهنة ككل.
من جانبه أوضح الأستاذ الدكتور هشام سعودي، أن الأكاديمية تأتي تجسيدًا للتوجه العام للنقابة، والتأكيد على أهمية التدريب في ظل المتغيرات التي تحدث على مستوى التعليم والتعلم، وأن النقابة قادرة على مواكبة هذه المتغيرات من خلال توفير تدريب جيد وبسعر مناسب للمهندسين، مشيرًا إلى أن لجنة التدريب تحرص على الاختيار الجيد والتدقيق والمتابعة لكل مراكز التدريب المتعاونة مع النقابة للوصول إلى أعلى مستوى من مستويات التدريب.
وأشاد “سعودي” بمهندسي مصر الذين استطاعوا خلال الفترة من عام 2013 وحتى الآن، إظهار قدراتهم وإبداعاتهم الهندسية في كافة المشروعات القومية الضخمة التي شهدتها مصر، واستخدام أحدث التكنولوجيا في تنفيذ هذه المشروعات، قائلًا:” كل التقدير للمهندسين الذين يقومون بدورهم في خدمة الوطن، ودور النقابة إعداد مهندسين قادرين على حمل المسئولية وتشريف مصر صاحبة الحضارة” .
وأوضح “سعودي” أن لجنة التدريب ستوفر برامج تدريبية لكافة النقابات الفرعية، طبقًا لاحتياجات سوق العمل بكل محافظة، وبصفة خاصة النقابات البعيدة جغرافيًّا.
فيما عبر المهندس محمود عرفات، عن سعادته الكبيرة لافتتاح الأكاديمية، والتي تُعد اللبنة الرئيسية الأولى في صرح يفخر به المهندسون، قائلًا: “هذا اليوم من الأيام التي ستُحسب في إنجازات المجلس الحالي للنقابة، فاليوم نفتتح باكورة مقرات أكاديمية التدريب والتطوير الهندسي”، واعدًا بافتتاح مقر للأكاديمية في كل نقابة فرعية، لتغطية كل برامج واحتياجات المهندسين بكل التخصصات، مشيرًا إلى أن النقابة أطلقت العديد من المبادرات التدريبية، وأن هناك تعاونًا مع اتحاد المهندسين العرب لتدريب المهندسين بالدول العربية.
وقال “عرفات”: “لا بد أن تأخذ مصر مكانتها الرائدة في مجال التخصص الهندسي، فلدينا الكفاءات الهندسية ومراكز التدريب الموجودة في الوزارات وقطاعات الدولة المختلفة التي ترحب بالتعاون مع نقابة المهندسين”، موضحًا أن النقابة تضع التدريب ضمن أولوياتها، إيمانًا بأن التعليم الجامعي ليس كافيًا لتزويد الخريجين بمتطلبات واحتياجات سوق العمل، وأن النقابة قادرة على القيام بهذا الدور بالتعاون مع كل المؤسسات التدريبية الموجودة في مصر.
واستعرض الأمين العام مجهودات النقابة في مجال الميكنة والتحول الرقمي، موضحًا أن البداية كانت بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بصفتها الذراع الفنية لمصر في هذا المجال، والتعاون مع مركز التحول الرقمي بجامعة القاهرة، موضحًا أنه تم العمل على أربعة محاور، الأول توفير البنية التحتية، والثاني مجال التطبيقات، والثالث إنشاء منصة رقمية تغطي كل الخدمات النقابية، والمحور الرابع تمثل في توفير الكوادر الفنية التي يمثل وجودها استدامة واستقرارًا للتحول الرقمي، وهو ما نجحت فيه النقابة، مشيرًا إلى أنه تم الانتهاء من إعداد التصميمات لإنشاء مبنى نقابي متطور ومميكن، لتقديم الخدمات للمهندسين وفق أفضل معايير الجودة، وجارٍ استخراج التراخيص اللازمة، مختتمًا كلمته بالتأكيد على أن النقابة تسعى لتقديم خدمة راقية تليق بمهندسي مصر.
وعن دور الأكاديمية، قال المهندس أسامة حسن- مقرر لجنة التدريب بالنقابة، إنها ستكون منصة للعلم والتأهيل، ومنارة لتطوير المهندس المصري، بما يواكب تطورات العصر ويخدم الوطن، مؤكدًا أن لجنة التدريب لم تدخر جهدًا لترجمة اهتمامها بتدريب شباب المهندسين في إنشاء أكاديمية تدريبية شاملة بدعم من هيئة مكتب النقابة والمجلس الأعلى.
وأوضح “حسن” أن لدى لجنة التدريب مفهوم “المهندس المتجدد”، القادر على التفاعل مع التحديات المهنية، ومواكبة المتغيرات التكنولوجية، وصياغة حلول إبداعية تخدم خطط التنمية المستدامة للدولة، لافتًا أن هدف اللجنة وهو متسق مع هدف النقابة في تأهيل شباب المهندسين وحديثي التخرج تحت شعار “مهندس قادر، مؤهل، مؤثر”، إضافة إلى كونه يتقن أدواته، ويفكر بإبداع، ويقود التغيير لا ينتظره.
وقال مقرر لجنة التدريب: “جاءت هذه الأكاديمية استجابة لحاجة حقيقية في سوق العمل، ودعمًا لرسالة النقابة في رفع كفاءة أعضائها وتمكينهم علميًّا ومهنيًّا، من خلال برامج تدريبية متخصصة، معتمدة، مصممة بمعايير جودة عالية، وتغطي كافة التخصصات والاحتياجات المعاصرة”.
لافتًا إلى حرص اللجنة على أن تكون الأكاديمية نموذجًا يُحتذى به في التخطيط والتنفيذ والتقييم، وإقامة شراكات حقيقية مع الجامعات، والمراكز البحثية، والجهات الصناعية والمهنية، لتقديم تدريب نوعي ومؤثر.
واختُتم الحفل بجولة تعريفية داخل القاعات التدريبية بالأكاديمية، وسط تفاعل كبير من الحضور الذين أشادوا بهذه الخطوة التي تواكب رؤية ورسالة النقابة التدريبية.
جدير بالذكر أن أكاديمية التدريب والتطوير الهندسي تقدم مجموعة متميزة من البرامج والدورات التدريبية المصممة لتلائم احتياجات المهندسين في مختلف التخصصات، مع التركيز على الجانب العملي والتطبيقي لضمان أقصى استفادة مهنية.
وتشتمل الأكاديمية على قاعات تدريب حديثة، ومعامل هندسية متخصصة، وتُقدم الدعم الفني واللوجستي من خلال فريق “مدربين معتمدين”.
وتوفر الأكاديمية البرامج الأساسية الموجَّهة لحديثي التخرج، والبرامج المتقدمة لتطوير المهارات الفنية والإدارية للمهندسين ذوي الخبرة، إضافة إلى شهادات مهنية تحضيرية للشهادات الدولية المعتمدة، والبرامج القصيرة وورش العمل التي تركز على المهارات والتقنيات المتخصصة.
وعلى هامش الافتتاح اليوم، وقَّعت النقابة عددًا من بروتوكولات التعاون في مجالات التدريب المتخصصة مع مجموعة ICPM الاستشارية، وأكاديمية كاد ماسترز، وأكاديمية سمارت جروب.