40% من المصريين يعانون من فقر الدم.. الأمراض الناتجة عن سوء التغذية تشكل خطرًا على حياتهم

40% من المصريين يعانون من فقر الدم.. الأمراض الناتجة عن سوء التغذية تشكل خطرًا على حياتهم

 الأطفال مهددون بالموت وضعف القدرات الذهنية بسبب نقص الغذاء

13% من الأطفال يعانون من التقزم و43% مصابون بالانيميا و12,4 % بالسمنة

أمراض سوء التغذية تكلف الدولة 20 مليار جنيه سنويا

تراجع استهلاك المصريين من اللحوم الحمراء بنسبة 50%

نادر نور الدين :الفقر وارتفاع أسعار الغذاء و سياسات الحكومة ..أبرز الأسباب

عبلة الألفى: مطلوب إعادة النظر فى برامج الحماية الاجتماعية والتمكين الأقتصادى للأسر الفقيرة

خالد سمير:توزيع علبة لبن مدعم بالحديد على أطفال المدارس لحمايتهم من انيميا الحديد

علاء غنام :تسريع تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل وتعميم صرف الوجبات المدرسية

إسلام عنان: تقليل معدلات الولادة القيصرية والاعتماد على الرضاعة الطبيعية أول 6 أشهر

عمرو ناجى: تعزيز الوعى الغذائى والبحث عن بدائل للحوم والدواجن

تحقيق:نجوى ابراهيم

يعانى ملايين المصريين من أمراض سوء التغذية كما يعانى أكثر من 13% من الأطفال تحت عمر الخامسة من التقزم ويصاب 43% من الأطفال بين 6 أشهر و5 سنوات بالانيميا ,و 12,4 % منهم يعانون من السمنة ..هذه الأمراض الثلاثة تمثل مثلث الخطر الذى يهدد صحة المصريين وخاصة الأطفال مما يؤثر سلبا على التعليم والانتاجية الاقتصادية ويتسبب مستقبلا فى إنتاج جيل ضعيف البنية قليل الإنتاج مصاب بالعديد من الأمراض التى تثقل كاهل موازنة الدولة.

ففى ظل  الأوضاع الاقتصادية أصبحت الشرائح الدنيا من الطبقة الوسطى والطبقات الفقيرة غير قادرين على مواصلة الحياة ..وكانت النتيجة أن 40% من المصريين يعانون من فقر الدو وفقا لنتائج المسح الصحى الذى الذى اعدته وزارة الصحة فى إطار مبادرة 100 مليون صحة ,وأعلن وزير الصحة فى أحد المؤتمرات مارس الماضى ..كما أعلنت د.عبلة الألفى نائب وزير الصحة خلال إطلاق البرنامج القومى للوقاية من التقزم الأسبوع الماضى أن 40 %من المصريين معرضيين لسوء التغذية .

أرقام مرعبة

تقارير منظمة اليونيسيف ومنظمة الأغذية والزراعة”الفاو” تصنف مصر على قائمة الدول التى يتزايد بها معدلات انتشار أمراض سوء التغذية بين الأطفال ..حيث كشف تقرير لمنظمة الغذاء والزراعة أن أمراض سوء التغذية تسبب فى 90% من وفيات الأطفال فى أكثر من 36 دولة مصر واحدة منهم فمن بين كل خمسة أطفال دون سن الخامسة يوجد طفل يعانى من التقزم ,فهناك نحو 2,1 مليون طفل يعانى من التقزم وهذا يعنى أن مصر لديها أكبر عدد من حالات التقزم فى منطقة الشرق الأوسط .

ويشير تقرير منظمة الغذاء والأغذية أن معدل انتشار التقزم فى مصر وصل إلى 22.3%,ومعدل انتشار السمنة بين الأطفال دون الخامسة من العمر وصل إلى 17,8 %,ويصل لدى البالغين حوالى 32%, وتبلغ نسبة معدلات انتشار فقر الدم لدى النساء التى تتراوح أعمارهن بين 15و49 سنة بنحو 28,3 % عام 2019 وفقا لارقام منظمة الصحة العالمية ….

المبادرات الرئاسية

تم إطلاق المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن أمراض سوء التغذية بين الأطفال عام 2019 بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى من أجل مواجهة انتشار وفيات الأطفال بسبب نقص الغذاءوالاهتمام بصحة تلاميذ المدارس قامت باجراء الكشف الطبى على 15 مليون طالب وطالبة فى المرحلة الابتدائية على أن يتم تحويل الطفل المصاب إلى التأمين الصحى للعلاج بالمجان

و كشف المسح الصحى الشامل الذى اجرته وزارة الصحة للكشف عن أمراض سوء التغذية التقزم والسمنة والانيميا وجود 13.5% من الأطفال مصابين بالسمنة و33 % مرضى الأنيميا و5 % مصابين بالتقزم بعد عمل مسح شامل لــــ 26 مليون طفل بالمرحلة الابتدائية, حيث تمركزت نسب الإصابة بالأنيميا في محافظات الوجه القبلى” أسيوط، أسوان، سوهاج، الأقصر، الفيوم، والجيزة وتراوحت نسب الإصابة بهذة المحافظات ما بين 35 إلى 57%. وتمركزات نسب ارتفاع السمنة في محافظات الوجه البحري حيث سجلت محافظات الإسكندرية ودمياط والقليوبية والقاهرة والغربية والجيزة والدقهلية والبحيرة أعلي نسب إصابات بالسمنة على مدار 3 سنوات حيث تراوحت النسبة من 13 إلى 23 % , فيما تمركزات ارتفاع نسبة الإصابة بالتقزم في محافظات الوجة القبلي والمحافظات الحدودية وهي مرسى مطروح وأسوان والمنيا والاسماعيلية وشمال سيناء واسيوط والفيوم وقنا وبني سويف أعلي نسب إصابة بالتقزم حيث تتراوح بين من 8 إلى 14 %.

 

التكلفة الاقتصادية

أكدت د.عبلة الألفى نائب وزير الصحة أن التقزم أخطر ما يمكن لانه لا يعنى فقط قصر فى الطول ولكنه يؤدى إلى ضعف فى القدرات الذهنية والتحصيل الدراسى ,مشيرة إلى أن 30% من الحالات تبدأمن الحمل بسبب سوء تغذية الأم ,و70% يحدث فى أول سنتين من العمر ,وأكدت أن 13% من الأطفال المصريين معرضيين للتقزم بسبب سوء التغذية والتربية السلبية والعدوى المتكررة .

وأشارت إلى أن الرضاعة الطبيعية أول 6 شهور من غير أعشاب أو ماء أو أى إضافات هامة جدا فى حياة الطفل ,وبعد الشهر السادس يحتاج الطفل البروتين والخضار والفواكه والنشويات مع استمرار الرضاعة الطبيعية

وأكدت أن مشكلة سوء التغذية تبدأ من فترة الحمل ,ثم مرحلة الرضاعة والسنوات الأولى من حياة الطفل لافته إلى أن 40 % من السكان فى مصر معرضين لأمراض سوء التغذية ,و هذه ا لأمراض تكلف الدولة 20 مليار جنيه سنويا وفقا لإحصائيات 2018،

وتابعت : كل دولار يتم إنفاقه على الرعاية الأولية يوفر على الدولة 4 دولار لتقديم نفس الخدمة فى المستشفيات ، وكل دولار ينفق عن الطفولة المبكرة يوفر على الدولة 155 دولار لعلاج الاطفال عند سن السادسة، وكل دولار ينفق على تنظيم الأسرة يوفر على الدولة 58 دولار

مشكلات مزمنة

فيما أكد د.إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأمراض والأوبئة, أن هناك تزايد فى معدلات السمنة والانيميا بين السكان ,حبث أن المبادرة الرئاسية مختصة بأطفال المدارس فقط من أولى ابتدائى وحتى الصف السادس الابتدائى ,

وأكد أنه يتم فحص 10 مليون تلميذ سنويا فى إطار المبادرة الرئاسية للكشف عن أمراض سوء التغذية, أى أن المبادرة تختص تلاميذ المرحلة الابتدائية فقط ليس شاملة كل أطفال مصر ولا تضم أيضا الأطفال قبل مرحلة الدراسة ,وبالتالى النسب خاصة بمرحلة معينة ,والسن قبل الدراسة تدخل ضمن مبادرة الألف يوم الذهبية للطفل أول ألف يوم من حياة الطفل .

أما النسب التى تخص السكان ككل فهى موجودة فى تقارير منظمة الصحة العالمية ..تشير إلى أن لدينا مشكلات كبيرة أدت لتفاقم مشكلة السمنة والانيميا والتقزم ,منها إننا من أعلى بلاد العالم فى جراحات القيصيرية التى تؤثر على بداية الرضاعة الطبيعية حيث تصل إلى نسبة 72,2 % كما أن مصر من أأعلى بلاد العالم فى الرضاعة غير الطبيعية حيث تراجع معدل الرضاعة الطبيعية إلى 40% للأطفال دون 6 أشهر ..وبالتالى تحاول مبادرة الألف يوم الذهبية العمل على تقليل معدلات الولادة القيصرية وأيضا الاعتماد على الرضاعة الطبيعية خاصة خلال الست شهور الأولى من عمر الطفل لأن هذا يؤثر على حياة الطفل.

الأزمة الاقتصادية

وأكد أن المبادرة الرئاسية ساهمت فى تراجع معدلات إلى حد ما مما أدى إلى توفير 8,4 بيليون جنيه للاقتصاد المصرى وعاد الانفاق على المبادرة بعائدات تصل إلى 29%.

وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعا الغذاء والاعتماد على النشويات والدهون الضارة والسكريات عامل مهم فى تزايد نسب أمراض سوء التغذية فى مصر ,فكل ما ترتفع أسعار السلع الغذائية ذات القيمة الغذائية الصحية والسليمة تتجة الناس إلى بدائل أخرى بسعرات أعلى وفوائد صحية أقل والهدف هو الاشباع ,وهناك مشكلة أخرى وهى توافر السلع الصحية ,ورغم تواجد الخضار والفاكهة إلا أن هناك بدائل غير صحية مغرية للأطفال ,تتحول مع الوقت إلى إدمان للاطفال وبالتالى يقل استهلاك الخضروات والفواكه مما يؤدى إلى ضعف المناعة والنمو والتطور العقلى مما يؤثر على تحصيلهم الدراسى ,كما أن الانيميا تؤثر على الانتاجية فى سوق العمل

وأضاف إلى إننا نحتاج أيضا إلى تعزيز الوعى التغذوى وتوعية الأسر بشكل مستمر بالبدائل المتاحة التى تكون قيمتها الغذائية أعلى وبأسعار أقل,

فتش عن الفقر

رغم جهود الدولة لمكافحة فقر الدم وأمراض سوء التغذية عبر اطلاق المبادرات الرئاسية مثل الكشف عن أمراض سوء التغذية بين طلاب المدارس والألف يوم الذهبية واطلاق الاستراتيجية القومية للغذاء والتغذية(2023-2030 ),والبرنامج القومى لتعزيز الخبز المدعم بالمغذيات الحديد وحمض الفوليك لمحاربة الانيميا وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية للوقاية من الانيميا إلا إنها غير كافية دون وضع برامج عاجلة للقضاء الفقر ..هذا ما يؤكده د”نادر نور الدين ” مستشار وزير التموين الأسبق وخبير بمنظمة الفاو ,مشيرا إلى أن القرارات التى تتخذها الحكومة سبب فى الغلاء وارتفاع أسعار السلع الغذائية وارتفاع معدلات التضخم مما أدى إلى انخفاض مستويات الدخول وسقوط شرائح عديدة فى براثن الفقر ,مشيرا إلى أن تعريف الفقر وفقا للأمم المتحدة أن رب الأسر قادر على الانفاق ولكن يعتمد على المصادر النباتية فى التغذية لكى تعطيهم السعرات الحرارية اللازمة للبقاء على قيد الحياة بغض النظر عن قيمتها الغذائية ,أما تعريف الجوع فهو عدم قدرة الأسر على الوفاء بما تحتاج إليه من سعرات حرارية ,حتى لو من مصادر نباتية غير حيوانية ومن هنا تتفشى أمراض سوء التغذية ,وطبقا لمنظمة الأغذية والزراعة أخرجت بيان أكدت فيه أن لدينا 7,5 مليون مواطن فى مصر ينتمون إلى فئة الجوعى يأكلون من وجبة إلى وجبتين فى اليوم .

وتابع : أن الفقير عندما تتزايد الأسعار خاصة مع تحرير سعر العملة وتراجع قيمة الجنية خاصة وأن نحو 60% من غذائنا يتم استيراده من الخارج, يلجأ المواطن الفقير إلى

تقليل كميات الغذاء التى اعتاد شرائها إلى النصف ,ومع ارتفاع اللحوم والدواجن تستغنى أغلب الاسر عنها تماما ,والبيض والفاكهة يصبحان من المحظورات لأن ارتفاع أسعار الغذاء يقابله ارتفاع فى بنود أخرى مثل أسعار المدارس والخدمات والايجارات السكنية ..والنتيجة انخفاض السعرات الحالية التى تحصل عليها الاسرة فى اليوم بدلا من 3000آلاف سعر للفرد فى اليوم إلى أقل من 2000 سعر.

وأكد أن الأسر الفقيرة تعتمد فى غذائها على الارز والمكرونة والخبز ,مما يسبب لهم فقر دم وسمنة كاذبة وهشاشة عظام واجهاض متكرر للحوامل .

وأوضح أن أهم أضرار الفقر والجوع ارتفاع نسب أمراض سوء التغذية,لافتا إلى أن وزارة الصحة أشارت إلى أن نسبة الانيميا “فقر الدم”40% ,ومركز بصيرة أكد فى دراسة حديثة انخفاض استهلاك اللحوم والدواجن فى مصر بنسبة 50% خلال ال 3 سنوات الماضية ,وهذا أهم مصدر للبروتين الذى يمنع الانيميا ,وبالتالى انخفاض استهلاك اللحوم فى مصر يؤكد أن الاستهلاك البروتينى قل فى مصر رغم انخفاضه عن المعدل العالمى فاستهلاك البروتين فى مصر لايزيد عن 10% من معدل الاستهلاك العالمى ,تراجع الاستهلاك من 24 إلى 12 كيلو للفرد فى السنة ,فى حين أن معدل الاستهلاك العالمى يصل إلى 40 كيلو جرام للفرد سنويا ,وفى محافظات الصعيد الأفقر يصل فيها نسبة الفقر إلى 65% وهذه القرى مهددة أكثر بارتفاع نسب الاصابة بالانيميا .

وأشار مستشار منظمة الفاو إلى أن التقزم فى الأطفال يعنى عدم نمو العظم بشكل كافى نتيجة نقص الغذاء ونسبة التقزم فى مصر يقال أنها بلغت من 20 إلى 30% ,وهذا نتيجة للفقر وارتفاع أسعار الغذاء وتراجع معدلات الدخول ,وليس مرض ورائى لكن نتيجة لسوء التغذية ,وأيضا سوء التغذية يتسبب فى هشاشة العظام وتكرار الاجهاض لدى السيدات الفقيرات التى لا تحصلن على الغذائى الكافى لها ولطفلها مشيرا إلى أن معدلات التضخم تلتهم الاجور والرواتب فالتضخم العام الماضى تجاوز ال 30% فى حين أن الزيادة فى الاجور 10% وهذا يعنى تراجع للدخول .

الوجبة المدرسية الساخنة

ويشير د.نادر نور الدين إلى أن الحل فى توزيع الواجبات المدرسية خاصة على الأطفال فى القرى الأكثر فقرا خاصة فى الصعيد محافظات سوهاج وأسيوط وقنا وأسوان مشددا على أن الوجبة التى يتم توزيعها فى الوقت الحالى وتمثل البسكويت, لن تحل الأزمة فهى دون المستوى لأنها تعتمد أيضا على النشويات بل يجب أن يتم إدخال واجبات الساخنةالتى تحتوى على البروتين خاصة أن برنامج الغذاء العالمى والمنظمات الدولية تدعم هذه الوجبات ,مع توزيع وجبات إفطار للاطفال بها نسبة من النشا والسكر لتعطى لهم طاقة وقدرة على التركيز موضحا أن توزيع هذه الواجبات على تلاميذ المدارس سوف يقلل من عملية التسرب من التعليم فأغلب الاسر الفقيرة سوف تحرص على انتظام أطفالها فى المدارس لكى يحصلون على الوجبة المدرسية ,كماأن تغذية الأطفال سوف ترفع من مستوى تحصيلهم الدراسى .

وحول إطلاق البرنامج القومى للوقاية من التقزم أكد على أهمية أن يتبع المبادرات الرئاسية والبرامج والاستراتيجيات القومية توصيات بزيادة الدخول لتتناسب مع معدلات التضخم وزيادة الدعم التموينى للأسر الفقيرة وإضافة الحديد وحمض الفوليك إلى رغيف الخبز المدعم مشيرا إلى انه فى عام 2005 تم اضافة الحديد للخبز لمواجهة انتشار أمراض الغدة الدرقية.

برامج الحماية الاجتماعية

و رغم توسع الحكومة فى برامج الحماية الاجتماعية من خلال تكافل وكرامة لمساعدة الأسر الفقيرة إلا أن د. “يحيى محمد هاشم” استاذ علم الاجتماع واستشارى برامج الحماية الاجتماعية أكد فى دراسته حول آليات الحماية الاجتماعية أنه رغم تعدد برامج الحماية الاجتماعية فى مصر المقدمة من وزارة التضامن الاجتماعى إلا إنها لا تتضمن برامج تحقق توليد الدخل أو برامج تعتمد على التنمية المستدامة,كما إن المساعدات النقدية المقدمة من الوزارة رغم أهميتها الاجتماعية إلا إن قيمتها المادية ضعيفة لا تقوى على مكافحة الفقر أو الحد منه .

وأشارت د.عبلة الألفى نائب وزير الصحة لتنمية الأسرة والمشرف على المجلس القومي للسكان أن أغلب الأسر المستفيدة من المساعدات النقدية ترفض الانخراط فى مشروع والعمل من أجل التمكين الاقتصادى خوفا من انقطاع المساعدات الشهرية ولذلك توصى بضرورة استمرار صرف المساعدات حتى تضمن السيدة عائد شهرى من خلال مشروعها ,ودعت

بإعادة النظر فى برامج الحمايه الاجتماعيه وشروط صرفها ،مشيرة إلى أن برنامج تكافل يشترط صرف المساعدات للأسرة التى لديها طفلين رغم وجود الكثير من الأسر لديها أطفال تعانى من أمراض سوء التغذية نتيجة لعدم قدرة الأسرة على توفير طعام متوازن لأطفالها..

وأشارت إلى أن تدنى الدخل يساهم فى زيادة معدلات سوء التغذية والتقزم والسمنة بين الأطفال وبالتالى فإن التمكين الاقتصادي للأسر، وتوفير الحماية الإجتماعية للأسر الأكثر احتياجا سوف يساهم فى تقليل التقزم بنسبة 3 %بين الأطفال.

تسريع تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل

فيما يؤكد د.علاء غنام أن تعميم الوجبات المدرسية أمر ضرورى فى الوقت الحالة للوية من انتشار أمراض سوء التغذية مشيرا إن لدينا فجوة فى العدالة الاجتماعية فهذه الأمراض تنتشر بشكل كبير فى المناطق التى ترفع بها معدلات الفقر وخاصة الصعيد وهى المناطق التى تتدنى فيها الخدمات وعدم اتاحتها ,ومطلوب أن يتم ترجمة أثر المبادرات الرئاسية بتوصيات يتم تنفيذها على أرض الواقع مع تزايد الانفاق على الصحة لتوافر العلاج اللازم للأطفال مجانا ودعم الرعاية الأساسية عبر تسريع تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل

تدنى ميزانية الصحة

فيما أكد د”خالد سمير”استشارى جراحة القلب بجامعة عين شمس أن اكتشاف الأطفال المصابة من خلال الكشف المبكر على أطفال المدارس أمر محمود ولكن المتابعة وتقديم العلاج هو الأهم خاصة أن علاج هذه الامراض لا يتم بين يوم وليلة بل يحتاج الى متابعة مستمرة ,ويتطلب تحسين نوعية الغذاء المقدم للأطفال ,وذلك من خلال الواجبات المدرسية كاعطاء الأطفال علبة لبن يوميا مدعمة بالحديد لعلاج أنيميا نقص الحديد .

وأشار الى أن أغلب الاسر تتحمل علاج أطفالها والاسر الفقيرة تتجاهل الأمر ,موضحا أن هناك عجز صارخ فى الامكانيات المتاحة للتأمين الصحى ,فالمنظومة بأكملها تعانى مشكلات أزلية منها نقص الأدوية والزحام كما أن المستشفيات ليست بالمستوى الذى يرضى المنتفعين، كل هذا يرجع الى تدنى الميزانية المتاحة للصحة ,وبالرغم من هذه الازمات إلا أن الحكومة لا تعترف بها,وللاسف الضحية هو المواطن المصرى .

وأكد د”خالد سمير”على خطورة أمراض سوء التغذية مشيرا أن سوء التغذية يعتبر من أكثر الاسباب التى تسبب وفاة الاطفال دون سن الخامسة وتتسبب فى اعتلال الصحة والشعور الدائم بالتعب وظهور أجزاء نحيلة من الجسم ، تورم القدمين، نقصان الوزن أو زيادته، وعدم ملاءمة الوزن مع العمر أو طول القامة.

واوضح أن أغلب الاطفال فى مصر يعانوا من انيميا الحديد التى تتسبب فى الإعياء وضيق فى التنفس، شحوب لون الجلد، زيادة اللون الأزرق فى بياض العينين، العصبية، زيادة معدل ضربات القلب، الصداع، التهابات اللسان، صعوبة التركيز، الدوخة.

التغذية السليمة والبحث عن البدائل

فما أكد د. عمرو ناجى أخصائى التغذية العلاجية أن أنتشار أمراض سوء التغذية بين الأطفال يرج إلى نقص الوعى الغذائى لدى الأم الحامل فى البداية حيث أن بعض الأمهات لا تهتم بالحصول على كافة احتياجاتها الغذائية خلال فترة الحمل ,فصحة الأم عنى صحة الطفل ولذلك يجب على الأم أن تستعد لقترة الحمل من خلال الأكل المتوازن غنى بالخضراوات والفاكهة ,وتناول حمض الفوليك يوميا ,تناول الحديد ,وأثناء الحمل الأكل المتوازن غنى بالحديد والكاليسوم والفيتامينات وتناول المكملات الغذائية بانتظام .

وأضاف أن تجاهل الرضاعة الطبيعية فى المرحلة الأولى من عمر الطفل الست شهور الأولى يؤثر كثيرا على صحته ويجعله عرضه للأمراض سواء هزال أو تقزم ,والهزال هو نقص الوزن بالنسبة للطزل ,واحيانا يكون وزن الطفل طبيعى ولكن يعاى نقصا فى الفيتامينات والمعادن ,مؤكدا أن الوقاية والرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية يجب أن تكون غنية بالبروتين بعد 6 أشهر كل هذا يساهم فى حماية الطفل من أمراض سوء التغذية وأيضا حماية الطفل من أى عدوى بكتيرية ,والمكملات التى يصفها الطبيب للطفل مثل فيتامن A,وفيتامن B,الزنك الحديد .

وأشار إلى أن اهتمام الدولة بأمراض سوء التغذية واطلاق مبادرات لمواجهتها أمر جيد ,موضحا أن لدينا مصادر بروتين متعددة وليس من الضرورى أن يكون مصدر البروتين لحوم أو دواجن أو أسماك ففى ظل الأزمة الاقتصادية هناك بدائل متعددة فمثلا البيض هو بروتين كامل القيمة الحيوية وأيضا اللبن والجبن القريش والزبادى زكبدة الدواجن ,وهناك مصادر البروتين النباتية مثل الفول والعدس والحمص والفريك والبرغل ممكن ربة الأسرة تستغل هذه البدائل لعمل وجبة غذائية مفيدة تحتوى على كل العناصر الغذائية لأطفالها.