وزيرة التضامن تحضر اللقاء التقديمي “النساء يمكنهن إحداث التغيير”

شاركت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي في اللقاء التعريفي رفيع المستوى الذي نظمه المجلس القومي للمرأة تحت عنوان “النساء يستطعن التغيير”،
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أننا نجتمع اليوم لا لنعلن أن المرأة قادرة على التغيير، بل لنُؤكد أن التغيير الحقيقي لا يتم بدونها، فـ”النساء يستطعن التغيير” ليست مجرد عبارة رنانة، بل حقيقة نعيشها كل يوم في مصر وفي عالمنا العربي، حيث تثبت المرأة في كل موقع أنها صانعة القرار، وشريكة التنمية، ورمز الصمود والأمل، مشيرة إلى أن الدولة المصرية تؤمن
من أعلى مستوياتها، بأن تمكين المرأة ليس ترفًا تنمويًا، ولا ملفًا جانبياً، بل هو جوهر مشروع الدولة الوطنية الحديثة، فقد قطعت مصر شوطًا كبيرًا في هذا المسار من دستور ينص على المساواة وعدم التمييز، إلى استراتيجية وطنية لتمكين المرأة 2030 والتي تُعد نموذجًا إقليميًا، إلى نساء يتولين الوزارات، المحافظات، والبرلمان، ويقدن مسارات التغيير على الأرض في كل المجالات.
ووجهت الدكتورة مايا مرسي الشكر لحرم وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بطل من أبطال الدبلوماسية المصرية، على هذا الحضور الكريم والداعم، داعية من هذا المكان كل شريك في العالم العربي أن يُمد يده من أجل تمكين المرأة ليس كقضية نسوية فقط، بل كضرورة تنموية، وأمن قومي، واستثمار حقيقي في المستقبل، فنجتمع اليوم حول فكرة، وحقيقة نؤمن بها ونراها تتجسد كل يوم في عيون كل امرأة عربية “النساء يستطعن التغيير”، هذه ليست مجرد كلمات تُلقى، بل هي نداء، وإعلان، وشهادة على قوة لا حدود لها..
وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي أنها تقف اليوم وقلبها يفيض فخراً واعتزازاً بكل واحدة منكن، لكل أم كافحت، لكل ابنة حلمت، لكل سيدة تحدت المستحيل، أنتن لستن مجرد نصف المجتمع، بل أنتن النصف الذي يبني، النصف الذي يربي، النصف الذي يضيء دروب المستقبل. أنتن سر الصمود، وقوة المجتمع.
وأشارت الدكتورة مايا مرسي إلى أن هذا اللقاء المُلهم يجمع نخبة من القيادات النسائية والداعمين لمسيرة التمكين في عالمنا العربي، حيث نؤمن أننا لا نأتي من منطلق الاحتفال، بل من منطلق الالتزام، ومن عمق الإيمان بأن المرأة العربية لم تعد تنتظر التغيير، بل أصبحت صانعة له، لكن الأهم من كل ما تحقق، هو ما نخطط له معًا من خلال هذا اللقاء: فتح آفاق عربية جديدة، قائمة على الشراكة والتبادل والخبرة والثقة، لنبني معًا فضاءً عربيًا داعمًا للمرأة، عابرًا للحدود، متحررًا من الصور النمطية، ومستندًا إلى الطاقات الحقيقية التي تزخر بها مجتمعاتنا.
وأكدت أنه في قلب كل التحولات التي تمر بها منطقتنا العربية، تقف المرأة العربية في موقع المواجهة لا كمُتلقٍ سلبيٍ للتحديات، بل كفاعل رئيسي، وركيزة لصمود الأسرة العربية واستمرارها، ومع ارتفاع النزاعات المسلحة، والأزمات الاقتصادية، والنزوح، تصبح المرأة الأم والمعيلة والناجية؛ أكثر عرضة للخطر، وتتحول الأسرة إلى مساحة مقاومة يومية؛ حيث لا تزال المرأة تُقصى في بعض السياقات، ويُنظر إليها كصوت ثانوي، رغم أنها أثبتت، مرارًا وتكرارًا، أنها أول من يصمد، وآخر من ينهار، وأقوى من يُرمم المجتمعات بعد النزاعات، لقد علمتنا المرأة العربية – في فلسطين وفي كل أرض عربية – أن صوت المرأة لا يخفت، حتى في أشد الأوقات ظلمة، هي تبني تحت القصف، وتُربّي في الملاجئ، وتُحاور وسط النزاع، فهل بعد كل هذا يُسأل: هل تستطيع المرأة التغيير؟ نعم وبقوة؛ أقف أمامكن اليوم ومئات المرات لا لأكرر هذه الحقيقة، بل لأدافع عنها، وأدعمها، وأشارككن ما تقدمه النساء في كل الوطن العربي، وما نحلم بأن نحققه سويًا من المحيط إلى الخليج.
وأوضحت الدكتورة مايا مرسي أنه في مصر، المرأة ليست ملفًا، بل محركًا للتنمية، وضعت القيادة السياسية بقيادة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، المرأة في قلب السياسات العامة، ليس فقط كقضية مساواة، بل كضرورة لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة.
واختتمت وزيرة التضامن الاجتماعي كلمتها قائلة:”
المرأة العربية تستطيع…تستطيع أن تُعيد بناء وطن محطم، أن تصنع اقتصادًا بأقل الإمكانيات، أن تُربي أجيالًا وسط أصعب الظروف،أن تقود، وتخترع، وتغيّر”، وتابعت ” أحلم… بأن تخرج كل امرأة عربية من تحت سطوة الحصار والاحتلال والدمار أن يكون بيتها آمنا وأن يتوقف سيل النزوح والتهجير ، يكون لكل امرأة عربية دخل ثابت يقيها الفقر والحاجة، أن تختفي الأمية من قاموس النساء..أن تُصبح مشاركة المرأة في سوق العمل ومواقع القيادة أمرًا طبيعيًا لا يُحتفل به لأنه “استثناء”، بل لأنه “استحقاق”وأحلم أن نُطلق برنامجًا عربيًا موحدًا لتمكين المرأة اقتصاديًا،أن نتبادل قواعد بيانات للمبادرات الناجحة، أن نُوحد الجهود لحماية النساء من العنف والنزوح والتمييز..وأن تكون كل سيدة عربية، من القاهرة إلى بغداد، ومن الخرطوم إلى تونس، قادرة على أن تقول: “أنا مرئية… أنا مسموعة… أنا استطعت التغيير.