نادية هنري تكتب: احتفالات دخول العائلة المقدسة إلى مصر

في خطوة مستحقة تأخرت كثيرًا، أعاد الأستاذ هاني صبري، المحامي والكاتب، فتح ملف من أعظم الملفات المنسية في ذاكرتنا الوطنية: زيارة السيد المسيح وأمه العذراء مريم والقديس يوسف النجار إلى أرض مصر.
إنه حدث إلهي فريد من نوعه، لم تتشرف به أي أرض غير مصر. زيارة لم تكن عابرة أو هامشية في التاريخ، بل لحظة غيّرت مجرى الوجود. فكما أن ميلاد السيد المسيح أصبح تاريخًا يُقاس به الزمان، فإن دخوله إلى مصر يستحق أن يُحفر في وجدان المصريين لا كحدث ديني فقط، بل كـ مناسبة قومية خالدة، تؤكد أن مصر كانت، وما زالت، ملاذًا إلهيًا ومكانًا للسلام الإلهي.
هذه الزيارة لم تكن مجرد هروب من بطش طاغية، بل كانت تنفيذًا لنبوءات إلهية، واعترافًا روحيًا بمكانة مصر. جاء المسيح طفلًا، لكنه لم يكن مجرد طفل، بل كلمة الله الحي، اتحد فيه الإلهي بالبشري، وفي وجوده بيننا قوة لا تزال تُبارك هذا الوطن. يقول الوحي الإلهي:
“من مصر دعوت ابني” (هوشع 11: 1)، و”مبارك شعبي مصر” (إشعياء 19: 25).
ولأن الدولة المصرية، بقيادتها الواعية، تولي اهتمامًا واضحًا لمسار العائلة المقدسة، وتبذل جهودًا لإحياءه كأثر تاريخي وسياحي وروحي، فإننا نناشد من هذا المنبر السيد رئيس الجمهورية، وكل المعنيين، بإقرار الأول من يونيو عيدًا وطنيًا رسميًا، تحت اسم:
“عيد دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر”.
هذا القرار لن يكون مجرد احتفال، بل إعلان هويّة:
• هوية مصر الجامعة بين الأديان والثقافات.
• هوية مصر التي استقبلت السماء على أرضها.
• هوية مصر التي لا تُقصي ولا تُفرّق، بل تكرّم ما هو مقدّس عند جميع أبنائها.
في زمن تحتاج فيه الشعوب إلى رموز جامعة، فإن هذا العيد سيكون رسالة سلام من مصر إلى العالم، وإحياءً لذاكرة تُوحدنا أكثر مما تفرّقنا.
مصر تستحق هذا العيد. والعالم يحتاج أن يتعلّم من أرضها معنى الضيافة الإلهية.