كيف يمكن للاقتصاد المصري الاستفادة من النزاعات التجارية بين الصين وأميركا؟

كيف يمكن للاقتصاد المصري الاستفادة من النزاعات التجارية بين الصين وأميركا؟

في ظل استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والسياسات الاقتصادية المثيرة للجدل التي اتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتجه أنظار العالم نحو تداعيات هذه السياسات على الاقتصادين الأكبر عالميًا، وانعكاساتها على الأسواق الناشئة، ومن بينها مصر، وفي هذا السياق، سلط عدد من الخبراء الضوء على الفرص التي يمكن أن تقتنصها مصر مع تصاعد التوترات، مؤكدين أن الأزمات العالمية قد تفتح أبوابًا جديدة أمام الاقتصاد المصري لتعزيز صادراته وجذب استثمارات أجنبية.

الاقتصاد الأمريكي والعالمي 

يقول أحمد سمير زكريا، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس الشيوخ، إن السياسات النقدية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أشعلت شرارة الحرب بين أكبر إقتصادين في العالم، اثرت بشكل مباشر على الاقتصاد الأمريكي، حيث ارتفعت نسبة توقعات الركود من 25% إلى 40% فيما تراجعت توقعات معدل النمو من 2.7% إلى 1.8% وبالتالي سيكون له تداعيات على الاقتصاد العالمي.

وأضاف عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس الشيوخ في تصريحات خاصة لجريدة “الاستثمار العربي” أن تراجع ترامب في قراراته الخاصة بتقليص الرسوم الجمركية، محاولة منهم لخفض التوترات العالمية، وخطوة لفتح باب المفاوضات مع الصين تمهيدًا لعودة العلاقات التجارية مرة أخرى بين البلدين.

وأوضح سمير زكريًا أن رسوم ترامب الجمركية محاولة منه لإظهار أمريكا كقوة اقتصادية عظمى تتحكم في قواعد وشروط حركة التجارة العالمية، مستنكرًا وصف ترامب بالرجل المتهور اقتصاديًا، حيث أكد أن الولايات المتحدة لا تدار بشكل فردي، بل تدار بشكل مؤسسي.

الرسوم الجمركية 

وشدد عضو اللجنة الاقتصادية، على أن الأزمات تصنع فرص عظيمة، وهو ما حدث مع مصر بعد قرارات ترامب بفرض رسوم جمركية لا تتعدى 10% مقابل رسوم تجاوز 50% وتصل إلى 100% على بعض الدول الأخرى، أي أقل بكثير مما فرض على بريطانيا والسين ودول الاتحاد الأوروبي.

وأكد على أن مصر يجب أن تستغل هذه الفرصة لزيادة الإنتاج وزيادة المصانع خاصة في المناطق الحرة، إذ أنها تمتلك البيئة المناسبة والإمكانيات المؤهلات التي تجعلها بئية قوية وجاذبة للاستثمارات ومنافسة الدول المجاورة.

تراجع ترامب عن قراراته 

ومن جهته يقول، أحمد زكي أمين عام شعبة المصدرين، إن تخفيض ترامب التعريفة الموقعة على الصين، تعبر عن قوة الصين ككيان اقتصادي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بكبرى الشركات الأمريكية، متوقعًا أن قرار ترامب هو باكورة الرجوع عن جميع قراراته التي وصفت بالعشوائية والعنجهية في الفترة الماضية.

وأضاف أمين عام شعبة المصدرين، في تصريحات خاصة لجريدة “الاستثمار العربي” أن الصين قد تحركت بالفعل خلال الأسابيع الأخيرة، لمحاولة الإضرار بالدولار الأمريكي من خلال سياسات منتهجة، مثل بيع جزء من السندات الأمريكية التي تمتلكها، وذلك مع عدة دول أخرى ومنها دول الإتحاد الأوروبي.

وأكد على أن مصر قادرة على اقتناص هذه الفرصة، والاستفادة من التوترات التجارية العالمية، بزيادة معدل الصادرات وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية للسوق المحلي، إذ أنها سوقًا واعدًا به كافة مقومات الاستثمارات ويتميز بوجود المساحات والعمالة المدربة والرخيصة، بالإضافة للقوانين الجديدة وحزم التسهيلات الضريبية الجديدة، والتسهيلات الإجرائية والإفراجات الجمركية، التي تتيح مزيد من الحلول أمام المستثمرين.