الضربة القاصمة: إسرائيل تستعد للحرب في الشرق الأوسط

الضربة القاصمة: إسرائيل تستعد للحرب في الشرق الأوسط

بقلم :احمد شتيه 

باحث فى الشأن الاستراتيجي والامن القومى 

في تطور مفاجئ وخطير، شنت القوات الإسرائيلية فجر اليوم هجمات جوية مكثفة استهدفت منشآت حيوية في إيران، من بينها مواقع تخصيب يورانيوم في نطنز وأصفهان، إلى جانب تنفيذ عمليات اغتيال طالت شخصيات عسكرية واستخباراتية بارزة داخل العمق الإيراني.

 هذه الضربة، التي وصفتها تل أبيب بأنها “استباقية ومحددة”، قد تكون نقطة تحول في خريطة التوترات الإقليمية وتفتح المجال أمام تصعيد غير مسبوق في الشرق الأوسط.

بحسب مصادر إعلامية وتقارير استخباراتية، استهدفت المقاتلات الإسرائيلية فجر اليوم منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، مما أدى إلى تدمير جزئي في منشآت التخصيب وتوقف العمل بها مؤقتاً.

 كما طالت الضربات مقار للحرس الثوري ومراكز بحثية تعتبرها إسرائيل جزءاً من البنية التحتية النووية والعسكرية الإيرانية وقد أعلنت مصادر مقربة من الحكومة الإيرانية عن مقتل عدد من الشخصيات البارزة فى الحرس الثورى والجيش الايرانى وعلماء بارزين فى البرنامج النووي الإيراني.

الهجوم الإسرائيلي لم يمر مرور الكرام؛ إذ عمّت حالة من التأهب القصوى في طهران، كما بدأت الاستعدادات لرد عسكري محتمل وأعلنت وزارة الدفاع الإيرانية رفع جاهزية منظومات الدفاع الجوي إلى الدرجة القصوى، وسط تهديدات برد “مزلزل ومباشر” على إسرائيل كما حذرت طهران الدول المجاورة من التعاون مع أي عمليات هجومية قد تُشن من أراضيها.

في المقابل، رفعت دول الخليج حالة التأهب الأمني، وأعربت عن قلقها من تدهور الأوضاع، فيما دعا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى “ضبط النفس” و”منع انزلاق المنطقة إلى حرب .

رغم بُعد مصر الجغرافي عن ساحة الاشتباك المباشر، إلا أن تداعيات الضربة قد تصل إلى القاهرة، خاصة في حال اندلاع حرب إقليمية واسعة.

من أبرز التأثيرات المحتملة:

ارتفاع أسعار النفط والغاز، مما سيؤثر على فاتورة الاستيراد المصرية والميزانية العامة و

تراجع الاستقرار الإقليمي، وهو ما قد يؤثر سلباً على حركة التجارة في قناة السويس ، تزايد خطر الإرهاب، إذ قد تحاول جماعات مسلحة استغلال الفوضى لتوسيع نفوذها أو تنفيذ عمليات في مناطق رخوة.

من المتوقع أن يكون الرد الإيراني محسوباً لكنه قوي، وربما يتمثل في استهداف مصالح إسرائيلية أو أمريكية في المنطقة عبر وكلاء مثل حزب الله في لبنان أو الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق وقد يتوسع الرد ليشمل هجمات سيبرانية ضد بنى تحتية إسرائيلية، أو حتى محاولات استهداف منشآت حيوية في الداخل الإسرائيلي.

الخطورة الكبرى تكمن في انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، خاصة إذا ما تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر لدعم إسرائيل، أو إذا توسعت الضربات المتبادلة لتشمل أراضي دول أخرى.

الضربة الإسرائيلية، وإن كانت مؤلمة لإيران، إلا أنها تعكس تصعيداً خطيراً يهدد بتقويض الاستقرار الإقليمي بالكامل و لا يمكن حسم الملف النووي الإيراني عبر القصف، بل من خلال الدبلوماسية والضغوط المتبادلة، في المقابل، فإن الرد الإيراني يجب أن يكون محسوباً لتفادي إشعال المنطقة بالكامل.

على مصر أن تتبنى سياسة “الحياد النشط” بالضغط من خلال القنوات الدبلوماسية لإيقاف التصعيد، مع الاستعداد لاحتواء أي تبعات اقتصادية أو أمنية محتملة. كما يجب على الدول العربية أن تلتف حول مبادرة عربية للتهدئة قبل أن تتحول الأزمة إلى صراع طويل الأمد يستهلك موارد وأرواح الجميع.

الشرق الأوسط يقف اليوم على شفير هاوية، بين خيارين: الانزلاق إلى الفوضى الشاملة أو العودة إلى طاولة المفاوضات ، الضربة الإسرائيلية لإيران قد تكون بداية لموجة تصعيد دموية، ما لم يتحرك المجتمع الدولي بسرعة لكبح جماح الأطراف المتصارعة. الوقت لا يزال متاحاً، لكن النافذة تضيق بسرعة.

هل يكون هذا هو الشرارة لحرب إقليمية كبرى، أم آخر نداء للسلام قبل العاصفة؟ الأيام القليلة القادمة ستحمل الإجابة.