شرارة النزاع في سماء الشرق: صراعات الدول وتأثيرها على الشعوب

بقلم: شيماء محمود أمين
في زمن يبحث فيه الناس عن لحظة راحة وسط ضجيج الحياة، تستيقظ منطقتنا العربية على صوت صواريخ، وتهتز الأرض تحت أقدام شعوبها بخطر لا ذنب لهم فيه.
الصراع بين إسرائيل وإيران لم يعد خبرًا عابرًا في نشرات الأخبار، بل تحول إلى واقع ثقيل، يسكن كل بيت، حتى من لا يتابع السياسة ولا يعرف أين تقع طهران أو تل أبيب على الخريطة.
إسرائيل قصفت مواقع داخل إيران، وقالت إنها تدافع عن نفسها. وإيران ردّت بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وقالت إن كرامتها لا تُهان. وبين التصريحات والهجمات، لا أحد يفكر حقًا في الناس.
الناس الذين يركضون إلى الملاجئ، الناس الذين لا يعرفون إن كانوا سيعودون لأطفالهم مساءً، والناس في الدول المجاورة الذين يجلسون كل ليلة أمام الشاشات، خائفين من أن تمتد النيران إليهم.
الدول العربية تشاهد، تترقّب، وتحذر. لا أحد يريد أن يدخل حربًا هو في غنى عنها. الخليج يتنفس بهدوء ثقيل، ولبنان يخشى اشتعال جبهته، وسوريا والعراق مرهقون أصلًا من أوجاع لم تندمل بعد.
حتى من قرروا الصمت، يعرفون أن كل صاروخ ينفجر هناك، يترك صداه في قلوب الملايين هنا.
أما العالم الكبير، فهو كعادته يتعامل مع الحرب كأرقام ومؤتمرات. أمريكا تدعم إسرائيل بلا شروط، وروسيا تطالب بالهدوء، والصين تنادي بالحوار.
لكن الحقيقة البسيطة أن لا أحد يستطيع أن يُوقف ما بدأ، ولا أحد يملك أن يعيد للناس شعور الأمان بعد أن فُقد.
وفي ظل كل هذا الجنون، لا أحد يسأل عن حال المواطن البسيط. لا أحد يراه وهو يدفع ثمن الحرب مرتين: مرة بالخوف، ومرة بغلاء الأسعار.
الذهب يرتفع، النفط يغلي، وكل شيء يتأثر، حتى الخبز، حتى الدواء، حتى أمل الناس في غدٍ أبسط.
لسنا خبراء عسكريين ولا محللين سياسيين، لكننا بشر، نعرف أن الحرب لا تخلّف إلا الحزن، وأن كل طلقة تُطلق هناك، تصيب فينا شيئًا هنا.
نتمنى السلام لا ضعفًا، بل لأننا جرّبنا الألم. نتمنى أن تتوقف هذه الصراعات، ليس حبًا في طرف على حساب آخر، بل لأن الشعوب تستحق الحياة، لا الموت المجاني.
قد تكون السياسة لعبة الكبار، لكننا نحن من يتحمل خساراتها ،ولأننا نعيش هنا، وننتمي لهذه الأرض التي تستحق السلام، نرفع أصواتنا بكلمة واحدة: كفى.