احذر من فخ “المدير الذي وصل بالصدفة”

بقلم محمد الرفاعي

كيف تستعد إداريًا قبل الترقية؟

في بيئة العمل الحديثة، الترقية قد تبدو كمكافأة مستحقة، لكنها أحيانًا تتحول إلى فخ مهني يُسقط الموظف الناجح في دوامة من الضغط والإرتباك.

كثيرًا ما نجد موظفين يحققون نتائج مذهلة في مواقعهم التنفيذية، فيتم ترقيتهم إلى مناصب إدارية دون إستعداد كافٍ… والنتيجة؟ مديرون بالصدفة غير جاهزين، يتخبطون في القرارات، ويفقدون السيطرة على فرق العمل.

الترقية لا تعني الجاهزية الإدارية

من الطبيعي أن تُمنح الترقية كمكافأة على الإنجاز، لكن الحقيقة المُرة أن تحقيق الأهداف لا يعني بالضرورة أنك جاهز لقيادة فريق. الإدارة لا تُكتسب تلقائيًا، بل تتطلب وعيًا خاصًا، ومهارات مختلفة تمامًا عن تلك التي يحتاجها الموظف المتميز.

الفرق بين الموظف الشاطر والمدير الناجح

الموظف الشاطر يتقن التنفيذ بدقة، ينجز المهام بسرعة، ويحقق الأرقام.

أما المدير الناجح، فهو من يرى الصورة الكبيرة، يوزع الأدوار، يتخذ قرارات إستراتيجية، ويدير علاقات إنسانية معقدة داخل بيئة العمل.

الترقية دون تأهيل إداري تجعل الشخص يستمر في التفكير بعقلية الموظف، في الوقت الذي تتطلب فيه المرحلة الجديدة تفكيرًا قياديًا مختلفًا تمامًا.

الإدارة علم ومهارة قابلة للتعلُّم

الإدارة ليست موهبة فطرية يولد بها البعض، بل هي مزيج من المعرفة النظرية، والتجربة العملية، والتواصل الفعّال، والقدرة على التكيف مع المتغيرات. كما أن الإدارة اليوم أصبحت علمًا يتطور بإستمرار، وإستراتيجيات الأمس قد لا تصلح لغدٍ سريع التغير.

لماذا يجب أن تستعد قبل الترقية؟

الإنتقال لمنصب إداري دون تأهيل يعرّضك لمشاكل مثل:

فقدان السيطرة على الفريق.

إتخاذ قرارات متسرعة.

الفشل في التواصل الفعال مع الإدارات الأخرى.

إنخفاض الأداء العام.

ولذلك، إذا كانت الترقية قريبة منك، لا تنتظر حتى تُختبر… إستعد من الآن.

التأهيل الإداري: إستثمار في نجاحك المستقبلي

من أفضل الطرق للإستعداد، الإنخراط في برامج تدريبية متخصصة مثلل هذا النوع من البرامج يقدّم لك:

فهمًا عميقًا للإدارة الإستراتيجية.

مهارات القيادة وبناء فرق العمل.

كيفية إتخاذ قرارات مبنية على تحليل واقعي.

التوازن بين أهداف العمل والجانب الإنساني.

وفي النهاية

أن تكون مديرًا ناجحًا لا يعني فقط أن تجلس على مكتب أكبر أو تحمل لقبًا أعظم، بل أن تكون قادرًا على قيادة الناس، وإتخاذ قرارات حاسمة، وتطوير بيئة العمل.

النجاح في موقعك الحالي خطوة، لكن الإستعداد للخطوة التالية هو ما يصنع الفارق الحقيقي