إسرائيل تطلب من المدنيين الإيرانيين مغادرة منطقة المنشآت النووية في ظل تصاعد التوترات العسكرية.

إسرائيل تطلب من المدنيين الإيرانيين مغادرة منطقة المنشآت النووية في ظل تصاعد التوترات العسكرية.

كتبت منى توفيق

تزايدت حدة التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل خلال الساعات الماضية، بعد تبادل الضربات الجوية والهجمات الصاروخية بين الجانبين، مما دفع إسرائيل إلى إصدار دعوة رسمية تطالب المدنيين الإيرانيين بإخلاء المناطق المحيطة بالمنشآت النووية، في خطوة تعكس حجم المخاوف من تطور الصراع إلى مرحلة أكثر خطورة.
وتزامن هذا التحذير الإسرائيلي مع تصاعد الهجمات المتبادلة التي طالت مواقع استراتيجية. ففي مدينة بات يام الواقعة جنوب تل أبيب، أفادت السلطات بسقوط صاروخ إيراني على مبنى سكني، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 180 آخرين، فيما لا يزال سبعة أشخاص في عداد المفقودين. وقد باشرت فرق الإنقاذ عمليات بحث في موقع الدمار، وسط مخاوف من ارتفاع أعداد الضحايا، مع تقديرات غير رسمية تشير إلى وجود أكثر من 30 مفقودًا تحت الأنقاض.
وفي حيفا، أعلنت شركة مصافي النفط الإسرائيلية عن تعرض خطوط أنابيب وخطوط نقل تابعة لها لأضرار جسيمة نتيجة هجوم صاروخي إيراني، مؤكدة في بيان لبورصة تل أبيب أن مرافق التكرير لا تزال تعمل جزئيًا، مع توقف بعض العمليات إلى حين تقييم حجم الأضرار.
من جهة أخرى، أعلنت الحكومة الإسرائيلية استمرار إغلاق المجال الجوي لليوم الثالث على التوالي، بموجب تعليمات أمنية صادرة عن وزارتي النقل والخارجية، وذلك في ظل التهديدات المتواصلة وتعقيدات الوضع الميداني.
في المقابل، شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال لقائه مع دبلوماسيين أجانب في طهران، على أن بلاده “تمارس حقها المشروع في الدفاع عن النفس”، واصفًا الضربات الإسرائيلية الأخيرة بأنها تجاوز لخطوط حمراء في القانون الدولي، خاصة مع استهداف مواقع مرتبطة ببرنامج إيران النووي. وأضاف أن الهجوم الإسرائيلي الذي وقع يوم الجمعة كان يستهدف تقويض المحادثات النووية الجارية، لافتًا إلى أن بلاده ما زالت منفتحة على التفاوض بشرط عدم المساس بحقوقها النووية السيادية.
وفي تطورات متصلة، تسعى قوى أوروبية لاحتواء التصعيد عبر العودة إلى طاولة المفاوضات. فقد أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه تواصل مع الرئيس الإيراني مسعود بيزكيان، داعيًا إلى وقف فوري للتصعيد والعودة إلى المفاوضات النووية، وأكد أن فرنسا مستعدة للعب دورها في هذا المسار. كما أعلن وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، خلال زيارة إلى سلطنة عمان، استعداد كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لإجراء محادثات فورية مع إيران، مشيرًا إلى أن إنهاء هذا الصراع يتطلب ممارسة ضغوط متوازنة على الجانبين.
ويأتي هذا التصعيد بعد أن كانت إيران تستعد للدخول في جولة سادسة من المباحثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في مسقط، إلا أن طهران أعلنت تعليق مشاركتها عقب الهجوم الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل عدد من قادة الحرس الثوري وعلماء الطاقة الذرية. وبينما لا تزال الإدارة الأمريكية تدعو إيران للعودة إلى طاولة الحوار، يبدو أن وتيرة الأحداث تسير باتجاه أكثر تعقيدًا، مع مخاوف دولية متزايدة من انفلات الوضع الأمني في المنطقة.

ظهرت المقالة إسرائيل تدعو المدنيين الإيرانيين لإخلاء محيط المنشآت النووية وسط تصعيد عسكري خطير أولاً على جريدة الصوت المصرية.