إيران وإسرائيل: صراعات معلنة وأهداف خفية

بقلم: فيفي سعيد محمود
بين دخان الصواريخ ولهيب التصريحات، عاد الصراع الإيراني الإسرائيلي إلى الواجهة في واحدة من أكثر لحظاته اشتعالًا. لم تعد المواجهة بالوكالة أو عبر جبهات بعيدة، بل انتقل التصعيد إلى مواجهة مباشرة توحي بأن الحرب لم تعد احتمالًا، بل خيارًا مطروحًا.
منذ سقوط الشاه وقيام الجمهورية الإسلامية في إيران عام 1979، تشكل العداء بين طهران وتل أبيب كجزء من معادلة سياسية وأيديولوجية جديدة.
دعمت إيران فصائل المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق واليمن، فيما اعتمدت إسرائيل على سياسة الضربات الاستباقية، من اغتيالات العلماء إلى ضرب المنشآت النووية، لتبقى يدها العليا في المنطقة.
في منتصف يونيو الجاري، قامت إسرائيل بشن هجوم هو الأعنف منذ سنوات على الأراضي الإيرانية، استهدف مواقع نووية وعسكرية في طهران وأصفهان ونطنز وتبريز.
وقد تزامن الهجوم مع تفجيرات داخلية غامضة وهجمات بطائرات مسيرة مجهولة المصدر، ما كشف عن اختراق أمني غير مسبوق في العمق الإيراني.
إيران لم تنتظر طويلًا للرد فأطلقت أكثر من 150 صاروخًا وطائرة مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي.
والقبة الحديدية اعترضت معظمها، لكن البعض سقط في قلب تل أبيب.
الرد الإيراني لم يكن مجرد عمل عسكري، بل إعلان صريح بأن زمن الصمت انتهى وأن الردع لم يعد أحادي الاتجاه.
الضربة لم تكن عسكرية فقط، بل نفسية أيضًا.
وشهدت طهران حالة ذعر شعبي، وحركة نزوح داخلي غير معلنة، في ظل صمت رسمي وقلق شعبي من دخول البلاد في حرب مفتوحة قد تكون هذه المرة على الأرض الإيرانية نفسها.
أما أمريكا، فلم تطلق صاروخًا واحدًا لكنها كانت حاضرة بكل أدواتها من دعم استخباراتي مباشر لإسرائيل، تعزيز للوجود العسكري في الخليج، ضغوط دبلوماسية خلف الكواليس، ورسائل ردع لإيران بعدم تجاوز “الخطوط الحمراء”.
فالمصلحة الأمريكية واضحة: منع إيران من امتلاك السلاح النووي، حماية أمن إسرائيل كحليف إستراتيجي، الحفاظ على تدفق النفط، وإبقاء حلفاء الخليج تحت مظلة الحماية الأمريكية.
رغم أن التصريحات الدولية تدعو للتهدئة، إلا أن المؤشرات على الأرض تقول إن المنطقة تقف على حافة بركان.
لم تعد الجبهة الإيرانية الإسرائيلية باردة، والصراع خرج من الظلال. وفي غياب وساطة فعالة، ووسط خطاب مشحون، قد تكفي شرارة صغيرة لتفجير حريق إقليمي واسع.
إيران وإسرـ ا-ئ-ل نيران مكشوفة ومصالح مستترة
بقلم: فيفي سعيد محمود
بين دخان الصواريخ ولهيب التصريحات، عاد الصراع الإيراني الإسرائيلي إلى الواجهة في واحدة من أكثر لحظاته اشتعالًا. لم تعد المواجهة بالوكالة أو عبر جبهات بعيدة، بل انتقل التصعيد إلى مواجهة مباشرة توحي بأن الحرب لم تعد احتمالًا، بل خيارًا مطروحًا.
منذ سقوط الشاه وقيام الجمهورية الإسلامية في إيران عام 1979، تشكل العداء بين طهران وتل أبيب كجزء من معادلة سياسية وأيديولوجية جديدة.
دعمت إيران فصائل المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق واليمن، فيما اعتمدت إسرائيل على سياسة الضربات الاستباقية، من اغتيالات العلماء إلى ضرب المنشآت النووية، لتبقى يدها العليا في المنطقة.
في منتصف يونيو الجاري، قامت إسرائيل بشن هجوم هو الأعنف منذ سنوات على الأراضي الإيرانية، استهدف مواقع نووية وعسكرية في طهران وأصفهان ونطنز وتبريز.
وقد تزامن الهجوم مع تفجيرات داخلية غامضة وهجمات بطائرات مسيرة مجهولة المصدر، ما كشف عن اختراق أمني غير مسبوق في العمق الإيراني.
إيران لم تنتظر طويلًا للرد فأطلقت أكثر من 150 صاروخًا وطائرة مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي.
والقبة الحديدية اعترضت معظمها، لكن البعض سقط في قلب تل أبيب.
الرد الإيراني لم يكن مجرد عمل عسكري، بل إعلان صريح بأن زمن الصمت انتهى وأن الردع لم يعد أحادي الاتجاه.
الضربة لم تكن عسكرية فقط، بل نفسية أيضًا.
وشهدت طهران حالة ذعر شعبي، وحركة نزوح داخلي غير معلنة، في ظل صمت رسمي وقلق شعبي من دخول البلاد في حرب مفتوحة قد تكون هذه المرة على الأرض الإيرانية نفسها.
أما أمريكا، فلم تطلق صاروخًا واحدًا لكنها كانت حاضرة بكل أدواتها من دعم استخباراتي مباشر لإسرائيل، تعزيز للوجود العسكري في الخليج، ضغوط دبلوماسية خلف الكواليس، ورسائل ردع لإيران بعدم تجاوز “الخطوط الحمراء”.
فالمصلحة الأمريكية واضحة: منع إيران من امتلاك السلاح النووي، حماية أمن إسرائيل كحليف إستراتيجي، الحفاظ على تدفق النفط، وإبقاء حلفاء الخليج تحت مظلة الحماية الأمريكية.
رغم أن التصريحات الدولية تدعو للتهدئة، إلا أن المؤشرات على الأرض تقول إن المنطقة تقف على حافة بركان.
لم تعد الجبهة الإيرانية الإسرائيلية باردة، والصراع خرج من الظلال. وفي غياب وساطة فعالة، ووسط خطاب مشحون، قد تكفي شرارة صغيرة لتفجير حريق إقليمي واسع.
ظهرت المقالة إيران وإسرـ ا-ئ-ل نيران مكشوفة ومصالح مستترة أولاً على جريدة الصوت المصرية.