تأملات في الصراع الإيراني الإسرائيلي

كتب- ياسر أبو الريش
بعد الضربة الإسرائيلية المفاجئة لإيران استطاعت طهران لملمت جراحها والوقوف من جديد سريعا وتوجيه ضربات موجعة للكيان المحتل أسقطت اسطورة القبة الحديدة التي كان يتباهى بها.. وفي تحليل سريع لنقاط القوة والضعف لكلا الطرفين نأخذ جولة سريعة:
يبدو أن إيران لديها بنك أهداف كبير للداخل الإسرائيلي ولكنها تتوسع في الاستهداف تدريجياً.. وهو ما يظهر من خلال آلية الأهداف التي تضربها تباعاً وطبيعتها..
الكيان الصهيوني يعتمد في هجماته على إيران على الجواسيس والعملاء، بمعنى أنه كان يعتمد على ضرب إيران أولا من الداخل.. وهو الأمر الذي انتبهت له طهران سريعاً وبدأت في البحث واسقاط هذه الشبكات والتي كان أخرها ضبط ورشة لتصنيع المسيرات والعبوات الناسفة في أطراف المدينة لضرب الداخل الإيراني.
الاحتلال الإسرائيلي راهن على بُعد المسافة بين طهران وتل أبيب.. وأعتقد أنه آمن عبر قبته الحديدية وأنظمته الدفاعية المتعددة الطبقات إلا أنه تفاجئ باستراتيجية هجومية إيرانية تكنيكية عالية الدقة..
رغم قوة الرد الإيراني، لكن هذا لا ينفي أن النظام الإيراني ينزف دماً وتتساقط رجالاته بعد أن فقد الكثير منهم خلال الأشهر والسنوات الأخيرة، وهو الأمر الذي جعل ترامب يقول ساخراً ” إن اجتماعا كان من المنتظر أن يُعقد بين إدارته وعدد من القيادات الإيرانية، غير أنه لم يتبق أحد منهم”.
رغم تفوق سلاح الجو الصهيوني وطبقات الدفاع المتعددة في الكيان إلا أن حجم الدمار الذي حدث في الداخل الإسرائيلي لم يحدث منذ حرب 48.. وهو ما جعل النتن ياهو ينزل هو وحكومته المتطرفة لتفقد أثار الخراب الذي أحدثته الهجمات الإيرانية.
الاحتلال الإسرائيلي يعلم أنه لن يستطيع إنهاء المشروع النووي الإيراني عسكريا.. وذلك لأن إيران احترزت لذلك سابقاً ونثرت النقاط الحيوية في كل النواحي شرقاً وغربا وفي أعماق أرضها.. لكن الكيان يتتبع إستراتيجية موازية قائمة على استهداف العنصر البشري الذي يقود هذا المشروع.
** ومع تصاعد التوترات.. قالت أمريكا أنها قد تتدخل لصالح الكيان وبالفعل تحركت حاملة طائرات وقطع حربية متوجهة للمنطقة.. وتحركت مدمرات بريطانية لتوجيه الصواريخ الإسرائيلية لضرب اهداف إيرانية.. وفي المقابل أعلنت الصين وباكستان دعمهما المباشر لإيران.. في حين اشارت روسيا الى دعم حليفها الإيراني وأكد بشكل غير مباشر أنه ضد العجرفة الصهيونية.. لتصبح المنطقة والعالم كله على حافة الانفجار بسبب الكيان المحتل والدعم الأمريكي له..
** المواجهة المباشرة أسقطت ورقة التوت الباقية على عورة الغرب تجاهنا كعرب ومسلمين.. فعلى الرغم من أن الكيان هو من بدأ هذه الحرب القذرة إلا أن اللوم يقع على ايران لردها القوي على الهجمات الصهيونية..
يبدو أن المواجهة تسير نحو حرب استنزاف كبيرة.. تجيدها طهران، ولا يستطيع الاحتلال الإسرائيلي تحمل تكلفتها البشرية والاقتصادية.. فالعنصر البشري لديه هو الأهم والأولوية..
وفي عملية توازن الردع والرعب بين طهران والاحتلال الصهيوني.. هل سنرى تغيراً في المواقف خلال الأيام المقبلة.. سنرى!
ظهرت المقالة وقفات في المواجهة الايرانية الصهيونية أولاً على جريدة الصوت المصرية.