تربية الطفل على أن الزكاة واجبة على المسلمين

تربية الطفل على أن الزكاة واجبة على المسلمين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله كما أمر، والشكر له وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إرغاما لمن جحد به وكفر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الشافع المشفع في المحشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، السادة الغرر، وسلم تسليما كثيرا ما رأت عين وامتد نظر، أما بعد لقد أوصي الإسلام بتربية الأبناء تربية إسلامية ترضي الله ورسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم، وينبغي أن نعلم أبناءنا أن الزكاة فرض على المسلم، أي أنه لا إختيار له في هذا الأمر، وينبغي أن يحسبها بدقة وألا يخلطها بأموال الصدقة، وأن ينفقها في مصارفها التي حددها الله تعالي في القرآن الكريم، وأن الزكاة تطهر النفس من البخل، كما تطهر المال مما قد يختلط به من المال المشبوه، وتزكّي المؤمن فتزيد من حالته الإيمانية، وترفع درجاته عند ربه تبارك وتعالى.

وكما ينبغي أن يعرف أنواع الزكاة وأن لكل نوع طريقة في الحساب، وأن الصوم ليس إمساك عن الشراب والطعام والشهوة فقط، وإنما هو إلتزام يؤدي على التقوى، وهو عطية غالية من الجواد الكريم، فلا ينبغي أن نضيعها، ويمكن أن نستمع معه إلى درس يتحدث في ذلك بشمولية وإيجاز وهو درس ” كيف تستقبل رمضان” وأن من يترك أداء فريضة الحج وهو مستطيع فإنما يأتي عملا من أعمال الكفر والدليل هو قول الله تعالى ” ولله على الناس حج البيت من إستطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين” فمناسبة مجيء الكفر بعد ذكر الحج هو أن المسلم الرافض لأداء فريضة الحج يدخل في دائرة خطيرة، فهو يهدم ركنا قويا من أركان دينه، وعمودا أساسيا من أعمدة إيمانه، حيث يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تاركي الحج.

” والله لقد هممت أن أكتب في الأمصار أن من كان غنيا ويجب عليه الحج فافرضوا عليه الجزية” ويقول سعيد بن جبير رضي الله عنه وهو عالم وفقيه من أئمة السلف لو علمت أن في البلدة التي أعيش فيها غني من الأغنياء كان يستطيع الحج ولم يحج ومات على ذلك ما صليت عليه الجنازة، وفي حديث الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم أن امرأة جاءت له صلى الله عليه وسلم فرفعت صبيا ما يدل على أنه صغير السن خفيف الوزن وقالت ” يا رسول الله ألهذا حج؟ قال ” نعم ولك الأجر” وفي الحج إستشعار حقيقي لمشاهد من يوم القيامة حيث الزحام الشديد، والملابس التي تشبه الأكفان، والأذان بالحج يشبه النفخ في الصور، والكل في خشية ووجل من الله تعالى طمعا في المغفرة والثواب وكيف لا والله تعالى يقول في مطلع سورة الحج.

” ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم” فالحج صورة مصغرة من يوم الزلزلة، وكما أن الحج يدرب المؤمن على الجهاد والمثابرة إبتغاء مرضاة الله تعالي، حين يجرده من كل الرفاهية التي يعيشها في بيته وبلده، وفيه تقوية لأواصر الوحدة بين المسلمين بشتى جنسياتهم وإختلاف ألوانهم، وفيه إشارة لوجوب إستمرار هذه الوحدة بعد الحج، كما أن الحج تربية أخلاقية عظيمة، فالحاج لا يرفث ولا يفسق ولا يجادل ولا يصخب ولا ينتصر لنفسه، ولا يكذب إلى آخر الأخلاق الإسلامية الحميدة، فاللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي في معاشنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا

من كل شر.