ملاك يعيش في بيتي

كتبت هناء الصغير
إن الأبناء في الحياة نعمة لكل من نالها
،فيعطينا الله البنون وارزاقهم تسبقهم ويعطينا
الصحة والمقدرة والحيلة لنؤدي الرسالة كما
يجب ، تصعب الرسالة احيانا عندما يكون فى
هؤلاء الأبناء نموذج مُجهد فى التعامل أو فى
غرس القيم والأخلاق واحيانا يكون نموذج
مُجهد في الشكر من كثرة النعم التي منَّ الله
على الوالِدان بها، بسبب ذلك الابن «المميز » .
والبعض يطلقون عليه المعاق أو ذوي الهمم اياً
مايكُن المصطلح ..
فهو ملاك يسكن البيت
ينشر الدفء والمحبة والسلام فى أركانه
ففي الأجيال السابقة، وصف المصابون بالتوحد
في لغة الطب والعلاج وفي وسائل الإعلام
بأنهم أشخاص لا عواطف لديهم، وغير قادرين
على الرأفة، وقد كتبت إحدى الصحف عن
“متلازمة اسبرجر” عام 1990 تصف التوحد
بأنه “المرض الذي يصيب الأشخاص الذين
ليست لديهم المقدرة على الإحساس”، كما
وصفت الأشخاص المصابين بالتوحد بأنهم
قساة، ولا قلوب لهم.
كيف نخبرهم أن التوحد طابع انساني فريد
جينات تُخرِج الاطفال من دائرة أنهم مشروع
انسان يحمل الخير والشر الي نوع جديد من
البشر يحمل السلام والحب والخير فقط ولا
مكان لأي صفات أخرى كيف نخبرهم أن
التوحد ليس أسوأ وحش يمكنه أن يبتلع أجمل
فترات حياة الطفل فيحولها لكابوس، بل اجمل
حلم تتمنى كل المجتمعات بلا استثناء تعديل
جينات الأجيال القادمة لتصبح مبرمجة على
السلام والمحبة مثلهم ؟!
كيف نخبرهم عن انزعاجهم من الأصوات
المرتفعة والأضواء الصاخبة وآلمهم وحزنهم
لمجرد رؤيتهم مشهد تلفزيوني عنيف أو
ترجيهم لإنهاء مشاجرة بالقرب منهم ؟.
كيف نشرح أن كل مناهج التعليم التي تُدرس
منذ الأزل لنشر المحبة والبسمة والتآخي
والتسامح وكتب الدين المليئة بالوعظ والعدل
الاجتماعي حُفِظت في ذاكرة وجينات تلك
الفئة من الأولاد ؟!
اطفال التوحد مخلوقات مزودة بطابع متفرد
خاص يصعب على الآخرين تقليده .
ظهرت المقالة فى منزلي ملاك أولاً على جريدة الصوت المصرية.