العاشر تُطلق اسم ‘سائق الإنسانية’ على أحد شوارعها تكريمًا لمَن ضحى بحياته لإنقاذ الأرواح

هناء الصغير
ضحى بنفسه وأنقذ “العاشر من رمضان” فأطلقوا اسمه على أحد شوارعها.. السائق خالد قصة ستظل حاضرة في قلوب المصريين.
لم يتردد لحظة واحدة ولم يفكر في نفسه، ولا في حجم الخطر الذي كان يحيط به، كل ما كان يشغل باله هو إنقاذ أرواح المارة ورواد محطة الوقود بهذه الروح، سطر السائق خالد محمد شوقي عبدالعال ملحمة من الشجاعة والتضحية، ستظل حاضرة في ذاكرة مدينة العاشر من رمضان، بل وفي قلوب المصريين جميعًا.
تعود الواقعة إلى ثالث أيام عيد الأضحى، حين اندلعت النيران فجأة في خزان وقود سيارة نقل أثناء تفريغ الحمولة في محطة بنزين بالمجاورة 70 بمدينة العاشر من رمضان.
في لحظة فاصلة، قرر خالد أن يقود السيارة المشتعلة بنفسه، دون تردد أو خوف، لإبعادها عن المحطة المزدحمة بالمواطنين، ليتفادى وقوع كارثة إنسانية.
جسده يحترق.. لكنه لم يتوقف
رغم أن النيران كانت قد بدأت تلتهم جسده، واصل خالد القيادة حتى ابتعد بالسيارة لمسافة آمنة، ثم نزل منها والنيران تغطي جسده بالكامل.
مشهد أبكى من شاهده، ولامس قلوب الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي، التي امتلأت بالدعوات له عقب الحادث.
موجات دعم.. ووفاة بعد صراع
نُقل خالد إلى مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، مصابًا بحروق شديدة في مختلف أنحاء الجسد، وبدأ رحلة مؤلمة من الصراع مع الألم.
ورغم كل المحاولات لإنقاذه، لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصاباته، ليرحل عن الدنيا تاركًا خلفه قصة بطل حقيقي ضحى بروحه من أجل سلامة الآخرين.تكريم مستحق.. واسم خالد يُخلد
في لفتة إنسانية وتقديرًا لموقفه النبيل، قرر المهندس علاء عبداللاه مصطفى، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، إطلاق اسم “خالد محمد شوقي عبدالعال” على أحد شوارع المدينة.
وقال إن هذا القرار يُجسد رسالة مجتمعية بأن البطولة ليست فقط في ميادين القتال، بل أيضًا في ميادين الحياة، حين يقدّم الإنسان روحه فداءً لواجبه.
بطل من بين الناس.. وضحية للواجب
خالد لم يكن ضابطًا أو جنديًا، بل سائق بسيط، لكن قلبه كان جنديًا حقيقيًا.
اختار أن يحترق هو، بدلًا من أن يحترق المئات، لم يكن يبحث عن شهرة أو وسام، بل عن سلامة الناس.
واليوم، صار اسمه شاهدًا على بطولة نادرة، سيحكيها الناس طويلًا لأبنائهم، كما تُروى حكايات الأبطال الحقيقيين.
ظهرت المقالة العاشر تطلق اسم سائق الإنسانية على أحد شوارعها ..ضحى بنفسه لينقذ الأرواح أولاً على جريدة الصوت المصرية.