حالة عائشة عند ظهور أنوار الطهارة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد،
لقد وصل بنا الحال أن تكون هناك أناس مأجورة علي الإسلام لهدم ثوابت الدين
وتشوية صور الصحابه وأمهات المؤمنين رضوان الله تعالي عليهم أجمعين،
وإن تعجب أخي المسلم من إجرام الشيعة مرة، فعليك أن تعجب ألف مرة من حال المسلمين السنيين الذين
لم يحرك فيهم ساكنا سب أمهم أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وإتهامها بالزنا،
فلم يكن منهم حتى قلب يحترق أو عين تفيض أو خطوة إيجابية واحدة،
وكأن هذه المرأة لاتخصهم لأنه لايعرفها
حق المعرفة ولايدرك قدرها ومكانتها ولايعرف ماذا تعني له كمسلم.
ولأن الدين وعرض المصطفى صلى الله عليه وسلم ليس مما يشغله أو يهمه، ولو رمى أحدهم أمك من النسب بالزنا وسط الناس وظل يذيع ذلك ويشيعه؟ فبماذا ستشعر؟ وماذا ستفعل؟ فأنا أؤكد لك إن كنت لاتعرف أن ولائك لأمك أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها ينبغي أن يكون أعظم من ولائك لأمك من النسب وغيرتك لها ينبغي أن تكون أعظم من غيرتك لأمك وليس هذا كلامي ، فقد أراد الله لك ذلك ووصاك به، فيقول الله تعالي ” النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ” ولكن ماذا سنقول لرسول الله صلي الله عليه وسلم حين نلقاه يوم القيامة فيسألنا ماذا فعلتم وقد رأيتم وسمعتم عرضي ينتقص وحرمتي تنتهك؟ وماذا سنقول لأمنا عائشة رضي الله عنها حين تقول إنتقصوا عرضي وقذفوني وما حركتم ساكنا؟ وبماذا سنجيب الله تعالي حين يقول قذفوا أوليائي؟
وآذوا أحبابي فبماذا نصرتموني وأوليائي؟ أما تستأهل أمنا عائشة رضي الله عنها أن نغار لأجلها؟ أما يستأهل عرض نبينا محمد صلي الله عليه وسلم أن نغار لأجله وقد إتهموه صراحة وضمنا بارتضاء الخبث في أهله؟ أما يستأهل ديننا أن نغار لأجله وهم يحطمون رموزه ويقوضون أركانه؟ أما يستأهل ربنا أن نغار لأجله وقد كذبوه في تبرأته لعائشة وحرفوا كلامه؟ وقد أشرقت أنوار البراءة وتبدد دياجير الكذب والإفتراء، فعليك أن تقرأ بقلبك وعقلك آيات سورة النور التي أنارت ظلمات الكذب والإفتراء وجاءت كفلق الصبح تبرأ الطاهرة العفيفة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وتبين الحقائق الناصعة وتضع الأمور في نصابها الصحيح، فقد برأ الله الله تعالي السيدة عائشة رضي الله عنها من فوق سبع سماوات وسمى قذفها إفكا، أي كذبا وإفتراء، مبينا واضحا.
وسماه بهتانا عظيما ونزه السيدة عائشة رضي الله عنها عنه، وأكد أن كل من خاض في عرض الطاهرة قد تلطخ بالإثم وكل من أذاع ذلك وإفتراه ينتظره فوق ذلك عذاب عظيم، وكما أكد الله تعالي أن السيدة عائشة رضي الله عنها ما ينبغي أن يشك فيها أحد، وأن من خاض في عرضها كاذب ينتظره ما ينتظر الكاذبين المفترين من النكال، وكما أخبر أن هذه فعلة شنيعة عظيمة ليست عند الله تعالي بهينة فحرمة عرض السيدة عائشة رضي الله عنها عند الله كبيرة، وكما ينعي الله تعالي عليهم الكذب وترديد مالم يعلموه ولم يروه فإن كانوا يصدقون الله عز وجل فقد رأى وعلم فبرأ العفيفة الطاهرة، فمن خاض في عرضها بعد ذلك فقد كذّب الله، وكذّب رسول الله صلي الله عليه وسلم، فنسأل الله تعالي العفو والعافية يا رب العالمين.
شارك