مادلين تتحدث: سفينة حرية تزعزع صورة إسرائيل على الصعيد العالمي

مادلين تتحدث: سفينة حرية تزعزع صورة إسرائيل على الصعيد العالمي

بقلم :احمد شتيه 

باحث فى الشأن الاستراتيجي والامن القومى

 

في سابقة جريئة تعيد إلى الواجهة مشهد تحدي الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة،

تعرضت السفينة “مادلين”، التي أبحرت في مهمة إنسانية رمزية لكسر الحصار،

لهجوم مباشر من قبل قوات البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية،

ما أثار موجة إدانات دولية جديدة وسلط الضوء من جديد على ممارسات

الاحتلال بحق أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في القطاع منذ أكثر من 17 عامًا.

كانت السفينة، التي تحمل نشطاء سلام وأطباء من جنسيات مختلفة،

قد انطلقت في رحلة سلمية تهدف إلى إيصال رسالة تضامن مع سكان غزة،

وكسر الحصار المفروض عليهم.

 ومع أن مادلين لم تكن تحمل شحنات كبيرة من الإغاثة،

إلا أن رمزيتها كانت كفيلة بإثارة الرأي العام العالمي،

وهو ما يبدو أن إسرائيل حاولت إفشاله باستخدام القوة،

الأمر الذي انتهى بنتائج عكسية تمامًا.

الهجوم على مادلين لم يمر مرور الكرام، فقد أشعل موجة انتقادات دولية واسعة، أبرزها صدرت عن منظمات حقوقية وحكومات أوروبية رأت في ما جرى انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحرية الملاحة ، كما جددت تلك الحادثة النقاش حول شرعية الحصار المفروض على غزة، والسكوت الدولي المريب عن استمرار معاناة سكانه.

ورغم أن السفينة لم تتمكن من الوصول إلى غزة، إلا أنها نجحت بامتياز في إيصال الرسالة: الاحتلال الإسرائيلي لا يتردد في استخدام القوة حتى ضد المبادرات السلمية، ما يفضح مرة أخرى الوجه القبيح لإسرائيل أمام المجتمع الدولي ” مادلين لم تُكسر، بل كسرت صمت العالم”، وذكّرت الجميع أن معاناة الفلسطينيين ليست ملفًا منسيًا، بل جرحًا مفتوحًا في الضمير الإنساني.

ختامًا، لم يكن هدف مادلين كسر الحصار فعليًا فقط، بل كسر الجمود الأخلاقي الدولي تجاهه وبهذا المعنى، فقد انتصرت السفينة على الرغم من اعتراضها، وأثبتت أن مجرد الإبحار نحو غزة هو بحد ذاته مقاومة.