دهشت

بقلم: طارق فتحى السعدنى
عجبت… من حالنا في هذا المجتمع الذي نحبه بقدر ما ندهش منه .ولم تكن بالنسبة لى العجبة الأولى ولن تكون الأخيرة، . فنحن نعيش فى مجتمع تتجاور فيه المتناقضات كأنها ضيوف على مائدة واحدة، لا يسأل أحدها الآخر من أين أتيت.
عجبت من طوابير ننتظر فيها الخبز ونتزاحم في الزحام، بينما نسرع إلى شراء ما لا نحتاجه في لحظة نزوة على “الأونلاين”.
عجبت من حديثنا المتواصل عن الأخلاق، بينما يهان المعلم و المعلمة في فصلهما، ويصفق لمحتال ومستخف لعقولنا على شاشاتنا.
عجبت من آلاف الشهادات الجامعية التي تعلّق على الحوائط، بينما الحِرَف تندثر والعقول تهاجر.
ترى في شوارعنا العجب: شاب يحمل لافتة يطلب فرصة عمل ، وآخر يرفض العمل لأنه “مش على مزاجه”.
و تجد في بيوتنا تربى الفتاة على الطموح، ثم يطلب منها التنازل عنه بحجة “الست مكانها بيتها”.
عجبت من مسؤول يعِد بأنه يبذل قصارى جهده لرفع المعاناة والظلم عن من يعانى منهما، ثم ينسى ما وعد به وكأن ذاكرتنا مثقوبة.
عجبت من إعلام يلهينا ثم يعود ليقول “نحن معكم”.
عجبت من مواطن يجلد يوميا بقرارات لا تفسَّر له، ثم يُطلب منه الصبر وكأن الصبر سلعة متوفرة على الأرفف.
لكن ورغم كل ما عجبت منه. أعلم أن في هذا الوطن قلوبا لا تزال تنبض بالأمل، وعقولا تفكر في الصباح رغم عتمة المساء، وسواعد لا تزال تبني وإن كانت تنهكها الظروف.
فـعجبي لا يعني يأسا، بل سؤال. وسؤالي بداية وعي.
وعجبت، لأنني ما زلت أُحب هذا تع الوطن، رغم كل شيء.
شارك