الإضاءات المتألقة في منزل النبي

الإضاءات المتألقة في منزل النبي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله السميع البصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ثم أما بعد إنه ينبغي علينا جميعا أن نتحدث في سيرة زوجات النبي المصطفي العدنان صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين، ففي سيرتهن الكثير من المواقف المشرفة والأحداث الهامة التي تنفع سائر المسلمين ويقدمن لهم مثلا صادقا على سلوك المرأة المسلمة المجاهدة في سبيل الله تعالي والحافظة لبيتها وزوجها، فمن أجل ذلك وجب علينا التعرف على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى حياتهن وفضلهن، ومكانتهن في الإسلام بعد دخولهن بيت النبي صلى الله عليه وسلم، تلك الثريات المضيئة.

التي سطعن في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وإهتدين بهديه صلى الله عليه وسلم، وننهل من هذه الينابيع الدافقة بنور العلم والمعرفة، العامرة بنور الإيمان، وقد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وكما قالوا الشيعة والخوارج بأن عائشة تبغض عليا، وهذا إفتراء وكذب علي أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها تجاه الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإن ما ذكره أهل الفتنة والهوى حول موقف أم المؤمنين السيدة عائشة من صهرها الإمام علي رضي الله عنهما، لا يصح منه شيء، ولا يقره عاقل، وخصوصا أن الصحيح من الأخبار يدل على عظيم التقدير والإحترام الذي كانت تكنه للإمام علي وأبنائه رضي الله عنهم أجمعين، كما أخرج ابن أبي شيبة أن عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي.

أنه سأل عائشة من يبايع ؟ فقالت له إلزم عليّا” فهل يعقل بعد هذا أن تخرج عليه وتحاربه ؟ ثم تعمد إلى إنكار فضله وفضائله كما زعم المغرضون ؟ فما خرجت لقتال علي وما أراد علي قتالها وإنما وقعت فتنة وإنما كان خروجها مطالبة بدم عثمان بن عفان رضي الله عنه ولم تكن وحدها وإنما كان معها غيرها من الصحابة الأبرار وكانت هذه وجهة نظرهم وما أدى إليه إجتهادهم، وأما عن علاقة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها بالإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهي مبنية على المودة والإحترام والتقدير المتبادل، فالإمام علي أعرف الناس بمقام السيدة عائشة، ومنزلتها في قلب رسول الله صلي الله عليه وسلم، وقلوب المسلمين، كما كانت هي الأخرى تعرف للإمام علي رضي الله عنه سابقته في الإسلام وفضله وجهاده وتضحياته.

ومصاهرته للنبي المصطفي صلي الله عليه وسلم، وقد روت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عددا من الأحاديث في فضائل الإمام علي رضي الله عنه وأهل البيت رضي الله عنهم، وذكرها أئمة الحديث بأسانيدها وهي تدل دلالة واضحة على عظيم إحترامها وتقديرها لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأهل البيت رضي الله عنهم أجمعين، وقد روت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها مناقب أهل البيت التي تعتبر شامة في مناقب الإمام علي رضي الله عنه، ومن ذلك ما أخرجه الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت “خرج النبي غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال ” إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ”

قلت والذي أدين الله به أنه لا يصح حديث الكساء إلا من طريق عائشة رضي الله عنها فقط، فكيف يدعي من كان له أدنى ذرة عقل أو دين أن يتهمها بنصب العداء لعلي رضي الله عنه.

ظهرت المقالة الثريات المضيئة التي سطعن في بيت الرسول أولاً على جريدة الصوت المصرية.