الرجوع والشوق

بقلم
حسن ابو زهاد
عودي سريعا فقد طال انتظار بياض القلب وسلامة الأفكار عودي الينا ايامنا التي طويت فقد كانت أياما فيها القلوب تتواصل والأحاسيس تتدفق وتشارك الناس بعضها بعضا في الافراح والاحزان وتمتلك القلوب الصفاء والنقاء فتحسن النوايا وتدفع بالتي هي أحسن رحم الله أياما تعالت فيها صوت الحق وبئس ايام صار الظلم فيها لغة سائدة وصار العدل ضائعا بين البشر تعالت الأصوات وضاعت الهيبات نتحسر علي اياما ضاعت فيها القدوة وكثرت فيها السطوة تعالت فيها بين القلوب الأسوار وكثرت الاعزار فلا لقاء ولا نقاء صار الناس يظلمون الطيب ويخافون الاشرار صارت الحقيقة ضائعة والكلمة فاترة ايام نترحم عليها كانت الكلمة عهدا وميثاقا يفوق ما تسطره الدواوين فلا تبليه السنين يورثه الجد الأبناء ويتناقله الاحفاد الكلمة كلمة والعهد ميثاق الاعتماد على الله في الأرزاق يتزاور الناس في الأقدار ويهدون اطيب الحديث يحفظون للناس الاسرار ويؤثرون غيرهم علي أنفسهم لا ينتظرون يوماً للاعتزار يزول السبب قبل زوال النهار ايام سادت فيها البركة رغم المشقة وبدائية الأفكار ايام كانت تمر طيفا هادئا تخلو من مسببات تدهور الأفكار الرجل رجلا والسيدة سيدة والعلم تاج وأصحابه يتسمون الوقار كلنا املا ان تعودي ايتها الأيام تعلو فيها الأفعال لا الأقوال كل شيئا يمر بمقدار سلامة الزلات درس يتعلمه الصغار صار اليوم غير الامس اختلطت المعايير والأفكار صارت الكلمة كلمات والعهد لا يفارق باب الدار حزنا والما علي هذا العهد كان فيها الكبار كبار والصغار صغار تعلو الهمة وتحسن الأفكار وتصان الأحاديث والأسرار فلا مجال للهزل ولا وقت للخيبات فأهلا وسهلاً بكي ايتها الاحلام كم تمنيت ان أعود لهذا الزمان فقد شيدت فيها الأهرام التي ما زالت صامدة رغم مرور آلاف السنين افلا تعودي إلينا عودي سريعا مع وضح النهار فقد طال الإنتظار صرنا فرقا في بيت واحد نتبادل ان امكن الرنات او نهدي مسجات في المناسبات بعد ان كانت تجمعنا الوجبات والسهرات نتخذ القرارات ونتبادل الأفكار عودي سريعا مع وضح النهار
ظهرت المقالة العودة والحنين أولاً على جريدة الصوت المصرية.