افتحوا الحصار

شعر: أحمد عزيز الدين أحمد
فكّوا الحِصارَ… فقد كفانا صمتَنا
قد آنَ أن نغضبْ… ونُوقدَ موقدا!
قد آنَ أن نكسرْ قيودَ مذلّـةٍ
ونُعيدَ مجدَ الشمسِ إذْ أنجدا
قد آنَ أن نمضي بلا تردُّدٍ
فالصمتُ موتٌ والسكوتُ تردّدا
فكوا الحِصارَ، فقد غدتْ أرواحُنا
كالطيرِ في قفصٍ يئنُّ مُقيَّدا
يا من تقيمون الولائمَ عندنا
والطفلُ يشكو من جُوىً ما أجهدا
ماذا دهاكم؟! هل نسيتم أنكم
من نسلِ من في بدرَ قد قدّمْ يدا؟
ماذا جرى للعربِ؟! أينَ نخوةٌ
كانت تَشُبُّ الحربَ نارًا توقدا؟
أين العُروبةُ؟ أين صوتُ مساجدٍ
كانت تهزُّ القلبَ حين تردّدا؟
فكّوا الحصارَ عن العيونِ التي
تبكي فلسطينًا، وتخنقُها المدى
فكوا الحصارَ، عن البيوتِ تهدّمتْ
عن الجدائلِ، عن ثرىً قد أزهدا
فكوا الحصارَ، عن الجدارِ المائلِ
عن جرحِ أمٍّ، عن شهيدٍ سُجِّدا
عن طفلةٍ تمضي إلى مدرستِها
تتلو النشيدَ، وتحتَها الموتُ اعتدى
عن مسجدٍ ظلّت مآذنُهُ تُرى
رغمَ الدمارِ، ورغم قصفٍ ألحَدا
عن قِبلةٍ أولى تئنُّ بأسرِها
والمعتدي فيها يُصولُ ويعتدى
فكوا الحصارَ، فها الصراخُ مدوٍّ
والنارُ في الأحشاءِ تنمو وتَكْتدا
وإذا دُعينا للجهادِ، فإننا
من أهل بدرٍ، لا نهابُ المهندا
قومٌ إذا ما الموتُ لاحَ بسيفهِ
صافحْـتُهُ أرواحُنا كي يُحْمدا
نرنو إلى الجرحِ الذي في صدرِنا
فنراهُ دربَ العزِّ لو نتعبّدا
يا أيها الأقوامُ! هذا موطني
لا يُشترى، لا يُستباحُ، ولا يُدى
سنظلُّ رغم الجوعِ نهتفُ دائمًا:
فكّوا الحصارَ… فإننا لن نُبْعَدا!
ظهرت المقالة فُكّوا الحِصار أولاً على جريدة الصوت المصرية.