قافلة الصمود تقترب من رفح: مصر تتولى السيطرة… والاحتلال في دائرة الأضواء

قافلة الصمود تقترب من رفح: مصر تتولى السيطرة… والاحتلال في دائرة الأضواء

بقلم الجيوفيزيقي محمد عربي نصار

المشهد الآن حرج… والساعات القادمة ستحمل مفاجآت على الهواء مباشرة.
قافلة “الصمود” التي شغلت الرأي العام العربي، تُوشك على الوصول إلى معبر رفح الحدودي، بعد أن قطعت آلاف الكيلومترات من المغرب العربي، مرورًا بتونس، فالجزائر، فليبيا… لتتجه مباشرة إلى الأرض المصرية، حاملةً شعار “كسر الحصار عن غزة”، وسط زخم شعبي وإعلامي غير مسبوق.

لكن مصر، الدولة التي لا تتحرك بالعواطف، قررت أن تُحسن إدارة اللحظة.
السلطات السيادية المصرية لم تتردد في فتح الممر الإنساني، لكنها أصرّت أن يمر الحدث وفق منظومة قانونية صارمة، لا تقبل الفوضى ولا المزايدات.

١. الدولة تحكم قبضتها: العبور مسموح… لكن بشروط الدولة

منفذ السلوم سيكون البوابة الأولى لدخول القافلة إلى الأراضي المصرية، وهناك تبدأ لحظة الحسم:
ضباط من الأجهزة السيادية، وعلى رأسهم المخابرات العامة والأمن الوطني، سيخضعون كل المشاركين لتدقيق أمني شامل.
قائمة المشاركين، أرقام جوازات السفر، محتويات القافلة، الخلفيات السياسية… كل شيء سيتم تفتيشه بدقة.

والشرط واضح:
لا عبور لأي شخص لم يحصل على تأشيرة، أو لم يُوقّع تعهدًا بعدم ممارسة أي نشاط سياسي أو إعلامي داخل مصر.
إنها ليست أرض عبور مجاني، بل دولة ذات سيادة تُحسن استقبال من احترم حدودها.

٢. مصر لا تمانع… لكنها لا تنجر

ستُصدر القاهرة بيانًا رسميًا تؤكد فيه موقفها:

> “مصر لن تمنع القوافل الإنسانية ما دامت تحت مظلة القانون، لكنها لن تسمح بتحويل أراضيها إلى منصات صدام أو استعراضات سياسية.”

بهذه العبارة الموجزة، ستنزع مصر فتيل أي اتهام أو محاولة شيطنة، وتضع المعادلة في مكانها الصحيح: الإنسانية نعم، الاستغلال لا.

٣. على الهواء مباشرة: العالم سيرى الحقيقة

بالتنسيق مع الهيئة العامة للاستعلامات، ستُطلق مصر تغطية إعلامية فورية من معبر رفح، حيث ستُقام منصة بث مباشر تنقل الحدث لحظة بلحظة.

وسيرى العالم مشهدًا دراميًا واقعيًا:
شباب من دول المغرب العربي يرفعون الأعلام الإنسانية…
جنود مصريون يفتحون الطريق بحرفية وهدوء…
وعلى الجانب الآخر من البوابة، جنود الاحتلال الإسرائيلي يُغلقون المعبر، يستنفرون، ويجهزون قنابل الغاز والرصاص المطاطي.

حينها لن تُنقل معركة بالسلاح، بل معركة بالصورة.
صورة ستفضح: من الذي يفتح أبوابه لغزة، ومن الذي يغلقها في وجه الإنسانية.

٤. التصعيد بعيون القاهرة: هدوء العقل لا رعونة الانفعال

بمجرد وقوع أي مواجهة من جانب الاحتلال – وهو أمر شبه محسوم – ستتحرك الدبلوماسية المصرية سريعًا:

مؤتمر صحفي مباشر يُعقد في مدينة العريش بحضور المتحدثين باسم الرئاسة والخارجية، للتأكيد على أن مصر قدّمت كل ما يُمكن تقديمه، وأن المعوق الوحيد هو الاحتلال.

اتصالات فورية تُجرى مع الأمم المتحدة والجامعة العربية لتوثيق الحدث.

دعوة لوسائل الإعلام الأجنبية للنزول الميداني والتغطية من المعبر.

مصر هنا ليست طرفًا في الصدام… بل شاهدة عليه، وناقلة له إلى ضمير العالم.

٥. الجماهير تتابع… وهاشتاجات الغضب تتصدر

على مواقع التواصل الاجتماعي، ستتحول قافلة الصمود إلى ترند عربي.
وسينقسم التفاعل إلى مشهدين:

إشادة ضخمة بموقف مصر المتوازن، الرافض للفوضى والداعم للحق الفلسطيني.

إدانات واسعة لممارسات الاحتلال، الذي يمنع دخول المساعدات حتى لو أتت بأيدٍ عربية وأصوات سلام.

وسيتصدر المشهد العربي هاشتاج:
#مصر_مع_الحق
#الاحتلال_يخنق_الإنسانية
وسيتحول الموقف من محاولة إحراج للقاهرة… إلى فضيحة دولية للاحتلال.

٦. اللحظة الحاسمة: مصر تنجح… والاحتلال يسقط

سينتهي الحدث كما خططت له القاهرة:
قافلة عبرت الأراضي المصرية بسلام،
شعب غزّي شاهد تضامنًا حقيقيًا،
ودولة الاحتلال وُضعت في قفص الاتهام… لا أمام الحكومات، بل أمام الشعوب.

خاتمة

مصر لا تُدير المعارك بالصوت العالي، بل بالحكمة والسيادة.
لن تسمح بأن تُستغل أراضيها للظهور الإعلامي، لكنها لن تقف أيضًا عائقًا أمام من يريد الخير لغزة.
ستفتح الأبواب عندما تكون هناك نوايا إنسانية… وستغلقها أمام كل من يريد تسويق الصدام أو تصدير الفوضى.

وهكذا، في لحظة تاريخية نادرة، سينتصر العقل المصري… ليس على خصم مباشر، بل على مشهد عربي مرتبك.
ومرة أخرى، تُثبت مصر أنها ليست ممرًا للأزمات، بل صانعة للحلول، وضامنة للكرامة… والعروبة.