حلاقة شعر الطفل الجديد والتبرع بوزنه من الفضة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإن أصدق الحديث كلام الله عز وجل، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أما بعد لقد أوصي الإسلام بتربية الأبناء تربية إسلامية حسنة، وإن من حقوق الطفل كذلك عند ولادته هو إستحباب تحنيكه بتمر، وذلك كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى أبو موسى رضي الله عنه، قال ” ولد لي غلام فآتيت به النبي صلي الله عليه وسلم فسماه إبراهيم فحنكه بتمره ودعا له بالبركة ودفعه إلي ” وفي توضيح ذلك يقول الإمام النووي.
إتفق العلماء على إستحباب تحنيك المولود عند ولادته بتمر، فإن تعذر فما في معناه وقريب منه من الحلو، فيمضغ المحنك التمر حتى تصير مائعة بحيث تبتلع، ثم يفتح فم المولود ويضعها فيه ليدخل شيء منها جوفه، ويستحب أن يكون المحنك من الصالحين وممن يتبرك به، رجلا كان أو امرأة، فإن لم يكن حاضرا عند المولود حمل إليه” وكما أن من حقوق الطفل بعد ولادته حلق شعر رأسه والتصدق بوزنه فضة، وفي ذلك فوائد صحية واجتماعية، فمن الفوائد الصحية هو تفتيح مسام الرأس، وإماطة الأذى عنه، وقد يكون ذلك إزالة للشعر الضعيف لينبت مكانه شعر قوي، وأما الفائدة الإجتماعية فتعود إلى التصدق بوزن هذا الشعر فضة، وفي ذلك معنى التكافل الإجتماعي ومما يدخل السرور على الفقراء، وفي ذلك فقد روى محمد بن علي بن الحسين أنه قال.
” وزنت فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم شعر حسن وحسين فتصدقت بزنته فضه ” وكما أن من حقوق الطفل كذلك عند ولادته حقه في التسمية الحسنة فالواجب على الوالدين أن يختارا للطفل إسما حسنا ينادى به بين الناس، ويميز به عن أشقائه وأقرانه، وأوجب الإسلام أن يحمل الاسم صفة حسنة أو معنى محمودا، يبعث الراحة في النفس والطمأنينة في القلب، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم ” وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسمي أبناء أهله وأقاربه وأصحابه، ويتخير لهم الأسماء الحسنة والجميلة، كما أحب صلى الله عليه وسلم الأسماء التي تحمل معنى العبودية لله، والأسماء التي تحمل معاني الخير والجمال والحب والكمال، فالاسم الذي يحمل أحد هذه المعاني.
يوقظ في وجدان صاحبه المعاني السامية والمشاعر النبيلة، ويشعره بالعزة والفخار باسمه وإحترام ذاته، ويبعده عن سخرية الناس وإستهزائهم، وعلى النقيض من ذلك، فالأسماء القبيحة تثير في نفس صاحبها عدم الرضا عن النفس، وتدفعه للإنطواء على الذات، والإنعزال عن الآخرين، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فالأسماء القبيحة تثير السخرية والإستهتار من قبل الآخرين، مما يولد في نفس صاحبها مرارة، وجرحا غائرا، وقد يدفعه ذلك إلى الخجل الشديد، وعدم القدرة على مواجهة الناس ومواقف الحياة، وقد يدفعه أيضا إلى كراهية الناس والإبتعاد عنهم، لذا فقد حبب الإسلام تسمية الأولاد بالأسماء التي تحمل معاني العبودية لله تعالى، أو بأسماء الأنبياء، حيث يقول رسولنا الكريم المصطفي صلى الله عليه وسلم.
” تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلي الله، عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومره ” ومن أصدق ما جاء في ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء إليه رجل يشتكي ابنه ويقول يا أمير المؤمنين، إن إبني هذا يعقني، فقال عمر رضي الله عنه للابن أما تخاف الله في عقوق والدك؟ قال الإبن يا أمير المؤمنين، أَما للابن حق على والده؟ قال عمر حقه عليه أن يستنجب أمه ويحسن إسمه، ويعلمه كتاب الله، فقال الإبن فوالله ما إستنجب أمي، وما هي إلا أمة مشتراة، ولا أحسن اسمي، بل سماني جعلا، ولا علمني من كتاب الله آية واحدة، فإلتفت عمر رضي الله عنه إلى الرجل وقال تقول ابني يعقني؟ فقد عققته قبل أن يعقك”
ظهرت المقالة حلق شعر رأس المولود والتصدق بوزنه فضة أولاً على جريدة الصوت المصرية.