ارتفاع العقود الآجلة للأسهم الأمريكية وسط ترقب وول ستريت لتحركات ترامب بشأن الرسوم الجمركية

سي إن بي سي_ ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في تعاملات وول ستريت، ليلة الأحد، إثر تعليق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على المنتجات الإلكترونية والرقائق، وسط توقعات أن تُبقي التقلبات الحادة في الأسواق العالمية مستثمري الأسهم الأمريكية في حالة من التوتر خلال الأسبوع المقبل.
وفي ظل ترقب وول ستريت أحدث تحركات الرئيس دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية، تداولت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 S&P بنسبة 0.9%، بينما تقدمت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بأكثر من 1%. وارتفعت العقود الآجلة المرتبطة بمؤشر داو جونز الصناعي 260 نقطة، أي 0.6%.
وأعفى ترامب الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، بالإضافة إلى أجهزة ومكونات أخرى مثل أشباه الموصلات، من رسومه الجمركية “التبادلية” الجديدة، وفقاً لتوجيهات جديدة صادرة عن هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية في وقت متأخر من يوم الجمعة.
وأشار الرئيس ووزير تجارته، هوارد لوتنيك، يوم الأحد إلى أن هذه الإعفاءات ليست دائمة، مما أثار المزيد من الشكوك بشأن الرسوم الجمركية.
وصرح ترامب في منشور على موقع تروث سوشيال أن هذه المنتجات لا تزال “خاضعة لرسوم الفنتانيل الحالية البالغة 20%، وأنها تنتقل فقط إلى فئة تعرفات مختلفة”.
خلال الأسبوع الماضي، فاقم ضعف الدولار وتراجع أسعار سندات الخزانة الأمريكية التقلبات الحادة في أسواق الأسهم التي اندلعت بعد أن فرض الرئيس دونالد ترامب رسوماً جمركية شاملة وأثار حرباً تجارياً وارتباكاً حاداً في الأسواق قبل أن يعلقها لمدة 90 يوماً.
في تعاملات جلسة يوم الجمعة 11 أبريل ، أغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية على ارتفاع جماعي، بعد أن أشار البيت الأبيض إلى انفتاحه على اتفاق تجاري مع الصين، في ختام أسبوع حافل كان أحد أكثر الأسابيع تقلباً في وول ستريت على الإطلاق.
وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.8%، وصعد مؤشر Nasdaq المركب بنسبة 2.1%. وزاد مؤشر Dow Jones الصناعي نحو 619 نقطة أو بنسبة 1.6%.
وشهد الأسبوع الماضي واحدة من أكثر الفترات تقلباً على الإطلاق في وول ستريت. تراجعت المؤشرات الرئيسية يوم الخميس مع اتجاه المتداولين نحو تجنب المخاطرة، حيث أثر عدم اليقين بشأن السياسة التجارية سلباً على معنويات السوق، مما أدى إلى فقدان جزء كبير من المكاسب التاريخية التي تحققت يوم الأربعاء بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تأجيل لمدة 90 يوماً لبعض الرسوم الجمركية “المتبادلة” المرتفعة.
اختارت إدارة ترامب تطبيق معدل تعرفة جمركية عالمي بنسبة 10%، باستثناء الصين. وأكد مسؤول في البيت الأبيض لشبكة CNBC يوم الخميس أن البضائع الواردة من بكين ستخضع لمعدل 145%.
من جانبها، ردت الصين يوم الجمعة برفع رسومها الجمركية على المنتجات الأمريكية من 84% إلى 125%. وقالت وزارة المالية الصينية في بيان، نقلته قناة CNBC: “حتى لو استمرت الولايات المتحدة في فرض رسوم جمركية أعلى، فلن يكون لذلك أي معنى اقتصادي، وسيصبح مجرد مزحة في تاريخ الاقتصاد العالمي”.
وعلى الرغم من الأسبوع المضطرب، فإن المؤشرات الرئيسية الثلاثة حققت مكاسب قوية خلال الأسبوع. وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 5.7% منذ بداية الأسبوع، مسجلاً أفضل أداء أسبوعي له منذ نوفمبر، كما ارتفع مؤشر Nasdaq بنسبة 7.29%، ومؤشر Dow Jones بنسبة 4.95% خلال الأسبوع.
جاءت أحدث أرقام ثقة المستهلك الأمريكي لشهر أبريل أسوأ من المتوقع، كما ارتفع مستوى التضخم المتوقع إلى أعلى مستوى له منذ عام 1981، وفقاً لمسح أجرته جامعة ميشيغان حول المستهلكين، وأصدرت نتائجه يوم الجمعة.
والأسبوع المقبل، ستمثل نتائج الشركات الأمريكية الفصلية اختباراً جديداً للمستثمرين.
ومن بين الشركات الأمريكية الكبرى التي من المقرر أن تُصدر تقاريرها غولدمان ساكس وجونسون آند جونسون ونتفليكس.
وستسلط بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر مارس الضوء على صحة المستهلك، ولكن المستثمرين قد يستبعدون التقرير إلى حد ما؛ لأنه يغطي فترة ما قبل إعلان ترمب عن الرسوم الجمركية في 2 أبريل.
وستظل الأسواق مترقبة للتطورات على جبهة الحرب التجارية. حيث يأمل المستثمرون في الحصول على أدلة على إحراز تقدم بين الولايات المتحدة والدول التي أوقف ترامب فرض رسوم باهظة عليها لمدة 90 يوماً.
كما ستستحوذ المواجهة بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم، على اهتمام المستثمرين. فقد قامت بكين بزيادة رسومها الجمركية على الواردات الأمريكية إلى 125% يوم الجمعة، بعد خطوة ترامب برفع الرسوم على السلع الصينية.