«مدينة الشارقة المستدامة» تؤكد التزامها بدعم مفاهيم الاستدامة في الإمارات

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر
«مدينة الشارقة المستدامة» تؤكد التزامها بدعم مفاهيم الاستدامة في الإمارات
April 8th, 9:50amApril 8th, 9:50am
ابوظبي – ياسر ابراهيم – الثلاثاء 8 أبريل 2025 09:50 صباحاً – دبي ــ حال الخليجأكد يوسف أحمد المطوع، الرئيس التنفيذي لمدينة الشارقة المستدامة، على الالتزام بدعم مفاهيم الاستدامة في الإمارات. وقال إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تخصيص 2025 ليكون عام المجتمع في الإمارات، تحت شعار يداً بيد. وتأتي هذه الخطوة نتيجة رؤية تحويلية تؤكد التزام قيادة الدولة بدعم مجتمع مزدهر يعمل بروح واحدة. ويشكل عام المجتمع فرصة مهمة لتقوية نسيج مجتمعنا من خلال التركيز على التماسك الاجتماعي والحفاظ على الثقافة وتطوير مساحات تحتضن الجميع للتعاون والتجارب المشتركة.ويتمثل جوهر هذه الرؤية في المشاركة الفعالة للمواطنين. وتدعو المبادرة جميع سكان الإمارات إلى المشاركة في الأعمال التطوعية والمبادرات المجتمعية وجهود الاستدامة، كي لا يستند التقدم إلى الحكومة فحسب بل إلى الجهود الجمعية.
وأضاف: لا شكّ أن هذه المبادرة ستُحدث تغييرات كبيرة في مجتمعاتنا، ونتطلع لفرص التعاون التي توفرها لجميع أصحاب المصلحة في مجتمعنا. فمن خلال اعتماد التنمية الحضرية التعاونية، تضع الإمارات خارطة طريق لكيفية التوفيق بين الاستدامة والرفاهية الاجتماعية.وتابع: تُعد العلاقة بين الاستدامة البيئية والرفاهية الاجتماعية عنصراً أساسياً لتحقيق مجتمعات مزدهرة. وأكدت الإمارات إمكانية تحقيق الانسجام بين التنمية المستدامة وبناء المجتمعات لإحداث تأثير إيجابي دائم.
ويكمن الترابط الحيوي بين الماء والغذاء والطاقة في صميم التنمية المستدامة. فإنتاج الغذاء اليومي للفرد يتطلب ما بين 2,000 و5,000 لتر من المياه، فيما يُتوقع أن يرتفع الطلب على الغذاء بنسبة 50 % بحلول عام 2050.وقال إنه في ظل الارتفاع السريع في الطلب على الموارد الثلاثة بسبب التوسع الحضري والنمو الاقتصادي والزيادة السكانية، بات من الضروري ضمان إدارة المياه والغذاء والطاقة بأسلوب متكامل ومستدام لتحقيق التوازن بين احتياجات الناس والطبيعة والاقتصاد. وفي مدينة الشارقة المستدامة، يتجلى هذا الترابط في مختلف جوانب التصميم والعمليات. ويؤكد النهج المتكامل للمشروع دور الممارسات المستدامة في توحيد المجتمعات والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. ومن خلال البرامج المجتمعية المبتكرة للمدينة، نعمل على ترسيخ ثقافة الوعي البيئي والمسؤولية الاجتماعية. وتسهم هذه البرامج في التشجيع على الإنتاج الغذائي المستدام وإنشاء مساحات تتيح للجيران التواصل والتعاون. وتُقيم المدينة جلسات توعوية منتظمة تسلط الضوء على فوائد العيش المستدام، الذي يدمج الاهتمام بالصحة البدنية مع الوعي البيئي. كما تشمل مبادرات التفاعل مع السكان ورش عمل متخصصة في فرز النفايات وإعادة التدوير، حيث يمكن للعائلات التعرف على أسس الإدارة المسؤولة للمخلفات.
وأضاف: بصفتنا مشروعاً سكنياً مستداماً، نعمل أيضاً على تعزيز قدرة المجتمع على التكيف والازدهار. وتُنتج البيوت الخضراء المزودة بمزارع عمودية خضراوات خالية من المواد الكيميائية، فيما تشكل مشروعات الزراعة المجتمعية منصات تعليمية تتيح للسكان التعرف أكثر على الزراعة المستدامة بالتجربة والعمل المشترك. كما أن تصميم المنازل والمرافق العامة الموفر للطاقة رسّخ شعوراً بالمسؤولية عند السكان، الذين يفتخرون بدورهم في تقليل التأثير السلبي على البيئة. وتنسجم هذه المبادرات مع رؤية عام المجتمع تحت شعار يداً بيد، فهي تجسد دور الحياة المستدامة في تعزيز الروابط الاجتماعية. وعندما تتكاتف المجتمعات لمواجهة التحديات البيئية، تنشأ علاقات متينة تتجاوز مجرد الجوار. ويسهم نهجنا في بناء المجتمع من خلال الاستدامة في توفير دعم مباشر للأهداف الأوسع لدولة الإمارات في تنمية المجتمعات وترسيخ مفهوم المسؤولية البيئية.ويلتقي التزامنا بتنمية المجتمعات المستدامة مع الأولويات الوطنية التي حددها عام المجتمع، لا سيما في تطوير المهارات، وصقل المواهب، وتعزيز الابتكار. ومن خلال برامجنا ومرافقنا المتنوعة، نوفر بيئة تزدهر فيها الاستدامة بروح مجتمعية متكاملة، لنرسم بذلك نموذجاً يُحتذى به لمشروعات التنمية المستقبلية ضمن دولة الإمارات وخارجها.
وقال إننا نواجه اليوم مفترق طرق، فإما أن نواصل بناء مشروعات تزيد الضغط على مثلث الماء والغذاء والطاقة وتؤجج أزمة المناخ، أو يمكننا اعتماد نموذج المجتمعات المستدامة الذي يوفر مساراً للمستقبل. وتشكل المجتمعات المستدامة الحلقة المفقودة التي نحتاجها اليوم، ذلك أن المنازل فيها تُطوّر على أساس نموذج مرن ومتمحور حول الناس. ونجح مجتمع مدينة الشارقة المستدامة، الذي يضمّ أكثر من 600 منزل، في تقليل استهلاك المياه بنسبة 50 % من خلال عمليات مبتكرة لإعادة التدوير. وتحقق منازلنا الذكية، المُجهزة بألواح الطاقة الشمسية وأجهزة موفرة للطاقة، وفورات كبيرة في استهلاك الكهرباء. وتُعالج المدينة 100 % من مياه الصرف الصحي فيها لري المساحات الخضراء، كما حققت معدلات عالية في إعادة التدوير. وإضافة إلى الجانب البيئي، تحقق هذه الإنجازات فوائد اقتصادية كذلك، إذ يشهد السكان تراجعاً ملموساً في فواتير الخدمات العامة. ونجحنا في تقليل استهلاك الطاقة، وتحسين إدارة النفايات وإعادة تدوير المياه، بما يدعم جهود الاستدامة على المستوى المحلي والعالمي. وتساعد المجتمعات المستدامة الناس على التفاعل مع الطبيعة والاهتمام بها، وتعزيز الروابط فيما بينهم، فضلاً عن دورها في تعزيز أسلوب حياة ألطف مع البيئة، وأكثر انسجاماً مع إيقاع الفصول والطبيعة. ولا يندرج هذا التوجه ضمن الضرورات البيئية فحسب، بل يعكس طموحاً لحياة أكثر جودة.