سلطنةُ عُمان تستضيف الاجتماع الأول لأعضاء اللجان الوطنية للبرنامج الهيدرولوجي بدول الخليج

April 8th, 9:40pmApril 8th, 9:40pm

كتب باسل النجار – الثلاثاء 8 أبريل 2025 09:40 مساءً – حال الخليج ـ مسقط

تستضيف سلطنة عُمان أعمال الاجتماع الإقليمي الأول للجان الوطنية للبرنامج الهيدرولوجي الحكومي الدولي لدول الخليج العربي، ويهدف إلى تعزيز دور اللجان الوطنية للبرنامج الهيدرولوجي الدولي، وتحديد احتياجاتها، وإلى مواءمة الخطة الحادية عشرة للبرنامج مع الاستراتيجية الموحدة للمياه لدول مجلس التعاون الخليجي (2015-2035).

ويناقش الاجتماع الذي يستمر يومين التحديات المشتركة في دول مجلس التعاون مثل ندرة المياه والتلوث المائي والبحث عن حلول مستدامة، وزيادة الوعي العام بأهمية المحافظة على موارد المياه، والاستفادة من تجارب الدول الخليجية الأخرى خاصة تلك التي قطعت أشواطًا كبيرة في مجال الموارد المائية بهدف التخفيف من المخاطر المتعلقة بالمياه.

وقال الدكتور محمود بن عبدالله العبري أمين اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم في كلمة له إن الاستراتيجية الخليجية والتدابير والســياسـات المشتركة والتشريعات والقوانين في مجال المياه؛ تعزز الوسائل والسبل والخطوات الكفيلة لمواجهة تحدي الطلب المتزايد على المياه، وتحقيق الأمن المائي في دول المجلس ومنها “الخطة التنفيذية لدول مجلس التعاون الخليجي للفترة من 2015- 2035”.

وأضاف أن سلطنة عُمان بذلت جهودًا حثيثة في مجال التنظيم المستقل لقطاع المياه، وأصدرت العديد من القوانين واللوائح التنظيمية التي تكفل إدارة هذا القطاع وحوكمته بما يتناسب مع توجهات سلطنة عُمان لتحقيق رؤية عُمان 2040، بهدف مواكبة الطلب المتنامي على المياه، بما يحقق جودة الخدمات المقدمة للمستهلك، ويتماشى مع التطور العالمي في حوكمة القطاع المائي، ويعظِّم من دوره التنظيمي والتنموي.

وأكد على أن الخطوات التي اتخذتها اليونسكو في مواجهة تحديات المياه الوطنية والإقليمية والعالمية، أسهمت في بناء مجتمع مستدام وقادر على الصمود من خلال توسيع الفهم العلمي للمياه، وتحسين القدرات التقنية، وتعزيز التعليم من خلال الخطة الاستراتيجية للبرنامج الهيدرولوجي الحكومي الدولي للمرحلة التاسعة 2022-2029م.

من جانبه قال المهندس ناصر بن محمد البطاشي مدير عام التقييم موارد المياه بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في كلمة له إن أعمال افتتاح الاجتماعِ الإقليمي الْأَول للجان الْوطَنية لبرنامج اليونسكو الهيدرولُوجي الدولي لدول الْخليج الْعربية يأْتي تنظِيمه على هامش فعاليات أُسبوعَ عمان للمِيَاه بمركز عمان للْمعارض.

وأضاف أن البَرنامج الْهيدرولُوجِي الدولي يعد أَحد البرامج الْأَساسيةِ الَّتِي تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة للتربية وَالْعُلُوم والثقافة ” اليونسكو ” ويُمثل هذا اللقاءِ فُرْصَةً في تعزيز التَّعَاوُنِ الْإِقْلِيمِي والدولي في مجال موارد الْمِيَاهِ والسَّيَاسَاتِ المائية، وَكَمَا يَعْدُ فُرْصَةً لمراجعة خطط وأنشطة الحالية والمستقبلية الَّتِي تنفذها الدُولَ الأَعْضَاء.

وأكد على أن سلطَنةَ عمَّانِ وضعتْ في أَولَويات سياستها التنموية تحقيق أَهداف التنمية الْمستدامة والمحافظة علَى الموارد الطَّبيعِية وتَرشِيد استخدامها بِاعتبارها ثَروة وطنية وتبذل جهوداً مُتواصلَةً لتَوفير الْمياه وإِدارتها بِصُورةِ سليمةِ ومُتكاملة لكافة الاستخدامات وقد أَصدرت القوانينُ المنظَّمةُ لِإِدارةَ مواردهَا المَائيةِ، كما انتهت أخيرا من إعداد استراتيجية خاصةً للمِياه تَتَضمنُ الكَثير من البرامج والخُطط الّتي تضمُن استدامتها في سلطنة عمان.

ووضح أن سلطنة عمان ممثلة بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه قامت بإصدار قرار وزاري خاص بتشكيل لجنة خاصة للبرنامج الهيدرولوجي الوطني تضمُ عددًا من الجهات الحكومية والأكاديميةِ والخاصة.

وأشار إلى أن سلطنة عُمان أولت اهتماما كبيرا بإِنشاء شبكة هيدرولُوجية لمراقبة الموارد المائية حَيْثُ تم إنشاء 3 آلَاف و475 محطةً يتم من خلالها قياسَ الهطول المطري، ومراقبة مسْتويات المياه الجوفية في الآبار، وتدفقات الأفلاج والعيون المائية، والسدود، وَالرَصد المناخي، منها 639 محطة تعمل بنظام المراقبَة عن بعد. بالإضافة إلى إِنشاء 13 محطة للاستمطار الاصطناعي موزعة علَى جبال سلطنة عُمان.

وبين أن سلطنة عُمان سعت إلى إيجاد مصادر مائية غير تقليدية وقامت حتى نهاية عام 2024م بإنشاء 95 محطة َتحلية من مياه البحر وتبلغ سعتها الإنتاجية 601 مليون متر مكعب من المياه يوميا.

وفي سياق متصل قال صلاح خالد مدير مكتب اليونسكو لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن في كلمة له إن هذا الاجتماع الإقليمي المهم يجسد روح التعاون والتكامل بين اليونسكو ودول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة التحديات المائية التي تزداد تعقيدا سنة بعد أخرى، تحت تأثير عوامل عدة أبرزها تزايد الطلب على الماء، ومحدودية الموارد المائية المتجددة المتاحة، وتأثرها البالغ بالتغير المناخي.

وأضاف أن برنامج اليونسكو الدولي للهيدرولوجيا (IHP)، الذي يحتفل هذه السنة بالذكرى الخمسين على تأسيسه يثبت دوره المحوري في تقديم المساعدة الفنية للدول الأعضاء من خلال تطوير استراتيجيات وطنية لإدارة المياه تعتمد على الأسس العلمية، وتصميم أنظمة رصد هيدرولوجي متكاملة، وبناء نماذج تنبؤية للتغيرات المناخية وتأثيرها على الموارد المائية، وتطوير حلول مبتكرة لإدارة المياه في المناطق الجافة.

وأفاد بأن خطة برنامج IHP التاسعة (2022-2029) تمثل خارطة طريق استراتيجية لإدارة المياه، تركز على دعم البحث الهيدرولوجي، وتحسين حوكمة المياه، وتعزيز القدرة على مواجهة الكوارث المتعلقة بالمياه، مشيرا إلى أن خطة البرنامج تأتي متوائمة مع استراتيجية المياه الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي (2015-2035)، التي تهدف إلى ضمان الإدارة المستدامة والحفاظ على الموارد المائية في ظل الظروف المستعصية المتزايدة التي تزداد تعقيدا تحت تأثيرات تغير المناخ.

ولفت إلى أن مكتب اليونسكو لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن شرع أخيرا في إعداد دراسة على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي لتحليل التحديات الإقليمية المرتبطة بالماء والتركيز على السياسات والتقنيات المبتكرة، وإعداد توصيات عملية لحوكمة مستدامة للمياه.

ويشارك في أعمال الاجتماع أعضاء وممثلي اللجان الوطنية للبرنامج بدول الخليج العربي، ومسؤولي وخبراء إدارة المياه، وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية الرئيسة العاملة في مجال إدارة الموارد المائية والاستدامة.

الجدير بالذكر أن الاجتماع يأتي بتنظيم من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه واللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن.