السعودية تعلن عن مشروع تاريخي في القاهرة سيغير شكل حياة المصريين والسياح الذين يزورون مصر

السعودية تعلن عن مشروع تاريخي في القاهرة سيغير شكل حياة المصريين والسياح الذين يزورون مصر
April 9th, 1:02amApril 9th, 1:02am
الرياض – ياسر الجرجورة في الأربعاء 9 أبريل 2025 01:02 صباحاً – في خطوة استثمارية كبرى تعكس تنامي الثقة الإقليمية في مستقبل القطاع السياحي المصري، يعتزم تحالف من المستثمرين السعوديين والكويتيين، بالتعاون مع بنك مصر، ثاني أكبر البنوك الحكومية في البلاد، إنشاء فندق فاخر من فئة الخمس نجوم في قلب محافظة الجيزة، بالقرب من أحد أعظم المعالم التاريخية في العالم، وبتكلفة ضخمة تصل إلى نحو 3 مليارات جنيه مصري، أي ما يعادل حوالي 98 مليون دولار أمريكي.
السعودية تعلن عن مشروع تاريخي في القاهرة
المشروع الجديد سيقام على مساحة تبلغ 7520 متر مربع، وذلك في موقع بالغ الأهمية والحيوية أمام المتحف المصري الكبير، وبإطلالة مباشرة على أهرامات الجيزة، مما يجعله أحد أكثر المشاريع الفندقية طموح في مصر خلال العقد الحالي.
ووفقا لما نشرته وكالة “بلومبيرغ الشرق”، فإن هذا المشروع يعكس الرغبة الجادة في تحويل القاهرة الكبرى إلى مركز إقليمي للسياحة الثقافية والتراثية عالية المستوى.
يتناغم هذا المشروع مع خطة شاملة تبنتها الحكومة المصرية لتعزيز القدرات السياحية والفندقية للدولة، عبر مضاعفة عدد الوحدات الفندقية من 230 ألف غرفة حالية إلى نصف مليون غرفة بحلول عام 2028، وذلك في إطار استراتيجية تستهدف تحويل السياحة إلى رافد أساسي للاقتصاد الوطني المصري.
وفي الوقت الراهن، تقدر الطاقة التشغيلية للفنادق العاملة في السوق المحلي بحوالي 220 ألف غرفة فندقية، يتركز ثلثاها في مناطق البحر الأحمر وجنوب سيناء، بينما تنتشر بقية الغرف عبر مناطق متفرقة تشمل جنوب مصر، القاهرة الكبرى، وساحل البحر الأبيض المتوسط شمالًا.
شهدت مصر طفرة غير مسبوقة في قطاع السياحة خلال عام 2024، حيث سجلت البلاد رقم قياسي تاريخي في عدد الزوار وفقا لتقارير منظمة السياحة العالمية وبيانات مجلس الوزراء المصري.
فقد بلغ عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال العام الماضي 15.7 مليون سائح، مقارنة بـ14.9 مليون في عام 2023، أي بزيادة قدرها 5% على أساس سنوي.
كما تتوقع الجهات الرسمية أن يصل عدد الزوار خلال العام المالي الجاري، الذي ينتهي في يونيو 2025، إلى ما يقارب 17 مليون سائح، إذا ما استمر متوسط التوافد الشهري البالغ 1.4 مليون زائر.
وتعكس هذه المؤشرات الإيجابية زخم متصاعد يبشر بإمكانية مضاعفة عدد السياح إلى 30 مليون سنويًا خلال ثلاث سنوات فقط، وفق ما أعلنته الحكومة المصرية، في خطوة من شأنها أن تحدث تحول كبير في المداخيل العامة، وتساهم في دعم احتياطي النقد الأجنبي وسط ظروف إقليمية مضطربة.
إلى جانب استقطاب المزيد من السائحين، تسعى الحكومة إلى التوسع في البنية التحتية الفندقية بشكل لافت.
ووفق تقرير صادر عن شركة فيتش سولوشنز في نوفمبر الماضي، من المتوقع أن يرتفع عدد الفنادق في مصر إلى 1510 منشآت خلال السنوات القليلة القادمة، على أن يصل إلى 1800 فندق بحلول عام 2028، مما يعكس حجم الطموحات والنمو المتوقع في هذا القطاع الحيوي.
يعكس المشروع المشترك بين المستثمرين السعوديين والكويتيين وبنك مصر نوع من التكامل العربي الاستثماري الذي يستهدف خلق فرص تنموية جديدة في القطاعات غير التقليدية، وعلى رأسها السياحة والفندقة الراقية.
هذا التعاون يعزز ثقة المستثمرين في بيئة الأعمال المصرية، ويفتح الباب أمام مشاريع مستقبلية في نفس المسار.
المشهد السياحي المصري اليوم يقف على أعتاب تحول نوعي غير مسبوق، تدعمه مشاريع فندقية ضخمة في مواقع ذات طابع ثقافي عالمي، وشراكات عربية قوية، واستراتيجيات حكومية مدروسة لرفع كفاءة البنية التحتية السياحية.
إذا استمر هذا الزخم، فإن مصر قد تتحول إلى واحدة من أبرز الوجهات السياحية العالمية خلال السنوات الخمس المقبلة، ما ينعكس إيجابا على اقتصادها الوطني وعلى صورتها في الخارج.