على خلفية بناء أكبر محطة شمسية في دخان.. خبراء لـ «العرب»: قطر تعزز توطين الطاقة النظيفة

على خلفية بناء أكبر محطة شمسية في دخان.. خبراء لـ «العرب»: قطر تعزز توطين الطاقة النظيفة
April 9th, 9:07amApril 9th, 9:07am
الدوحة – سيف الحموري – د. سيف الحجري: تنويع مصادر الطاقة أصبح ضرورة
د. هيثم أبو الرب: الطاقة الشمسية تُقلص هدر الثروات
توقع خبراء تزايد الطلب في الدولة على وحدات الطاقة النظيفة وتطبيقاتها المختلفة في ظل توجه الدولة لتنويع مصادر توليد الطاقة في مختلف القطاعات، ونوهوا بتعزيز موقع قطر في عالم الطاقة النظيفة من خلال العديد من المشروعات، والتي كان آخرها الإعلان عن مشروع بناء واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم بمنطقة دخان – تبلغ طاقتها الإنتاجية 2000 ميغاواط، قبل نهاية العام الجاري – ما يضاعف قدرة قطر على إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية إلى 4000 ميغاواط، وهو ما يشكل 30 % من إجمالي القدرة الإنتاجية من الطاقة الكهربائية في قطر بحلول 2030.وأكد الخبراء لـ «العرب» أهمية توجه الدولة نحو تنويع مصادر الطاقة البديلة والرخيصة في تزايد اعتمادها كمصدر رئيسي لإنتاج الطاقة وتصديرها أيضاً، مشيرين إلى شيوع استخداماتها لأغراض توفير الكهرباء في المباني، وتحلية مياه البحر، وإنارة الشوارع والحدائق، وربما توظيفها في التبريد.
وفي هذا السياق أوضح الخبراء أن الشمس الساطعة لفترات طويلة هي الميزة النسبية التي يمتاز به الطقس في دولة قطر، والذي يشجع على الاستثمار في التنمية المستدامة في مختلف القطاعات الحيوية، والمساهمة في تحقيق أهداف رؤية قطر 2030 للحفاظ على موارد الدولة وتحقيق الاستدامة البيئية من خلال خفض مستوى الانبعاثات الكربونية الضارة المنبعثة من المصابيح العادية عالية التوهج وتوفير الأموال على خزانة الدولة.
مبادرات ومشاريعوقال الدكتور سيف الحجري، الخبير البيئي، إن دولة قطر تتجه إلى تعزيز مصادر الطاقة البديلة من خلال بعض المبادرات والمشاريع التي جري تنفيذها في السنوات الأخيرة، مثل محطة الخرسعة للطاقة الشمسية التي تم تدشينها عام 2022 بسعة تبلغ 800 ميغاواط من الكهرباء، إلى جانب محطتين ضخمتين من الطاقة الشمسية في مدينتي مسيعيد وراس لفان الصناعيتين، باستثمارات تبلغ 2 مليار و300 مليون ريال قطري، وبقدرة توليد إجمالية للطاقة الكهربائية تبلغ 875 ميغاواط.وأضاف الحجري أن فكرة استخدام الطاقة الشمسية لإنارة الحدائق، يمكن أن تحدث نقلة نوعية في مجال الكهرباء والطاقة، فبالإضافة إلى نظافة الطاقة الشمسية وعدم تسببها في أي تلوث بيئي يمكن لنا كذلك أن نوفر مبالغ مالية كبيرة كانت تصرف على تزويد أعمدة إنارة الشوارع والحدائق بالكهرباء، موضحا أن اتفاقية مؤتمر تغير المناخ شجعت جميع الدول وحثتهم على الانتقال إلى الطاقات المتجددة وذلك حفاظا على البيئة، كما أن هناك اتجاهات كبيرة على الصعيد العالمي، من جانب الشعوب والحكومات في الحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، والطاقة الشمسية بدورها توفر وسيلة فعالة للقيام بذلك، لأن الطاقة الشمسية مستدامة وتحافظ على البيئة.
الألواح الشمسيةوأشار د. الحجري إلى أن قطر انتبهت لهذا الأمر بالفعل واتجهت نحو استغلال الطاقة الشمسية، خاصة أن الطقس مشمس معظم أيام السنة، وقطعت شوطا كبيرا في استخدام الطاقة النظيفة والأبحاث بدأت تتطور وتدخل حيز التنفيذ، بدليل أن هناك بعض الحدائق التي أصبحت تضاء بالطاقة الشمسية، معربا عن أمله في أن يصبح استخدام الطاقة الشمسية أكثر توسعا وأن يتم استخدامها في أمور أخرى، لتصبح الحدائق نظيفة بيئيا، وهذه ضمن الإستراتيجية التي تسعى إليها قطر كغيرها من الدول على المدى الطويل، فإذا حدث أي نقص في مصادر الطاقة الأخرى كالبترول، يصبح هناك بدائل أخرى متوفرة وجاهزة.
زيادة السكان.. والمشاريعوأرجع الدكتور الحجري تزايد أهمية الترشيد في استخدام الطاقة، إلى الزيادة في عدد السكان والمشروعات والبرامج التنموية الضخمة، منوهاً بأهمية الانتقال لمصادر الطاقة المستدامة والبديلة لتوفير الطاقة عن طريق المصادر الطبيعية، مؤكداً أن دولة قطر تتجه الآن إلى الطاقات المتجددة من خلال بعض المبادرات والمشاريع الكبرى التي يجري تنفيذها حالياً، وإلزامها بتحقيق التنمية المستدامة اتساقاً مع رؤية قطر 2030.. وأوضح أن فكرة استخدام الطاقة الشمسية لإنارة الشوارع والحدائق العامة يمكن أن تحدث نقلة نوعية في مجال الكهرباء والطاقة، فبالإضافة إلى نظافة الطاقة الشمسية، وعدم تسببها في أي تلوث بيئي يمكن لنا كذلك أن نوفر مبالغ مالية هائلة كانت تصرف على تزويد أعمدة إنارة الشوارع والحدائق بالكهرباء، موضحا أن اتفاقية مؤتمر تغير المناخ شجعت جميع الدول وحثتهم على الانتقال إلى الطاقات المتجددة وذلك حفاظا على البيئة، كما أن هناك اتجاهات كبيرة على الصعيد العالمي، من جانب الشعوب والحكومات في الحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، والطاقة الشمسية بدورها توفر وسيلة فعالة للقيام بذلك، لأن الطاقة الشمسية مستدامة وتحافظ على البيئة.
حل بديلمن جانبه، يرى الدكتور هيثم أبو الرب، الأستاذ في برنامج هندسة الكهرباء والحاسوب في جامعة تكساس إي أند أم في قطر، أن الطاقة النظيفة أصبحت الحل البديل لتوفير الثروات المهدرة يومياً جراء سوء استخدامها، لافتًا إلى سهولة تركيب الألواح الشمسية على مستوى البلد، وضرورة استخدام الطاقة الشمسية المتاحة طوال العام في توليد الطاقة الكهربائية للمنازل، والمزارع، والمنشآت الخدمية الحكومية والخاصة كالمستشفيات، والمباني الإدارية، وغيرها من المرافق، مشيداً بجهود مؤسسة قطر الخاصة بالاستثمار في هذا المجال والنهوض بمستوى البحث العلمي في قطر على سبيل إيجاد حلول خلاقة داخل قطر، مشيرا إلى أهمية توفير الطاقة النظيفة والرخيصة للأجيال القادمة، والذي لا يقل أهمية عن الأمن الغذائي أو الأمن المائي.
طاقة رخيصة التكلفةوأوضح المهندس أحمد عبد الحليم، متخصص في الطاقة المستدامة، أن الطاقة الشمسية تتميز بأنها رخيصة التكلفة وأكثر أماناً من الطاقات المنتجة الأخرى، بالإضافة إلى استمراريتها دون انقطاع، كما أنها أقل تكلفة من الكهرباء، وليس لها مضار على البيئة فلا تنتج عنها آثار سالبة من ضوضاء أو مخلفات ومحروقات، كما أن الطاقة المنتجة يمكن أن تخزن لفترات طويلة قد تصل لخمسة أو ستة أشهر.. كما أن عمرها الافتراضي يصل إلى 25 عاما و52 ألف ساعة تشغيل بالنسبة للبطارية.ونوه عبدالحليم بأن الخلايا الشمسية تتميز بأنها لا تشمل أجزاء أو قطعا متحركة، ولا تستهلك وقوداً ولا تلوث الجو وحياتها طويلة ولا تتطلب إلا القليل من الصيانة. لذا يمكن تثبيتها على أسطح المباني ليستفاد منها في إنتاج الكهرباء وتوفير الحرارة للتدفئة وتسخين المياه. كما تستخدم الخلايا الشمسية في تشغيل نظام الاتصالات المختلفة وفي إنارة البيوت والطرق والمنشآت وفي ضخ المياه وغيرها. ولن نكون مضطرين لدفع فواتير الكهرباء. لا تسبب ألواح الخلايا الشمسية أية ضوضاءعندما تقوم بتحويل الضوء إلى طاقة كهربائية قابلة للاستخدام.وأوضح أن هناك ثلاثة أنواع من الطاقات المنتجة من الطاقة الشمسية: البدائية وتستخدم للمنازل العادية ذات الاستخدام البسيط للمعدات والأدوات الكهربائية.. المتوسطة وهي التي تستخدم للمنازل ذات الطوابق المتعددة.. العالية وتستخدم في المصانع والأبراج.
استدامة بيئية
تعد الطاقة الشمسية آمنة وتحمي البيئة وتحد من التلوث والمخلفات الكربونية، كما تحافظ على استدامة موارد البيئة وحمايتها للأجيال القادمة، عدا عن أنها تشكل حافزا لأفراد المجتمع لتبني ثقافة تطبيقات الطاقة الشمسية. وتستثمر قطر في مجموعة من كبرى الشركات في قطاعات الطاقة الشمسية في ألمانيا وعلى مستوى العالم، سيكون لها مساهمة واضحة على قطاع الطاقة الشمسية المتنامي ومستقبلها في المنطقة حيث تقوم شركة قطر لتقنيات الطاقة الشمسية بالتركيز على تحقيق التكامل من خلال اعتمادها على وسائل تكنولوجية متقدة في مصنع البوليسيليكون. ومن خلال إنتاجها لمادة البوليسيليكون عالية الجودة التي تعتبر المكون الأساسي المستخدم في أكثر من 90% من وحدات الطاقة الشمسية في العالم، تسعى شركة قطر لتقنيات الطاقة الشمسية بتحقيق رؤيتها بأن تصبح من كبرى الشركات العالمية الرائدة في حلول الطاقة الشمسية.