هل تتجه شركة أبل لنقل مصانعها من الصين إلى الهند؟

هل تتجه شركة أبل لنقل مصانعها من الصين إلى الهند؟

هل تتجه شركة أبل لنقل مصانعها من الصين إلى الهند؟

April 9th, 12:35pmApril 9th, 12:35pm

ابوظبي – ياسر ابراهيم – الأربعاء 9 أبريل 2025 12:35 مساءً – أفادت تقارير صحفية من وول ستريت جورنال أن شركة أبل تنوي زيادة إنتاج هواتف آيفون في الهند بهدف التخفيف من تأثير الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على الواردات الصينية. هذا التحول قد يشكل ضربة مزدوجة للصين، التي قد تفقد مكانتها التاريخية كمركز رئيسي لتصنيع آيفون.

التصعيد في الحرب التجارية وتأثيرها على أبل

في وقت سابق، أعلن ترامب عن زيادة الرسوم الجمركية على الصين إلى 54%، مهددًا برفعها إلى 104% إذا لم تلغِ بكين رسومها الانتقامية البالغة 34% على المنتجات الأمريكية. بالمقابل، الرسوم الجمركية على الواردات الهندية تبلغ 26% فقط، مما يجعلها خيارًا جذابًا بالنسبة لأبل.

كيف ستؤثر الرسوم الجمركية على سعر آيفون؟

في حال فرض الرسوم الحالية بنسبة 54%، قد يرتفع سعر آيفون 16 برو (الذي تبلغ تكلفة تصنيعه 550 دولارًا) بمقدار 300 دولار. وإذا ارتفعت الرسوم إلى 104%، قد يرتفع السعر الإضافي إلى 600 دولار. بينما الرسوم على الهواتف المصنوعة في الهند (26%) قد تضيف حوالي 150 دولارًا فقط إلى السعر.

هل التصنيع في الولايات المتحدة خيار ممكن؟

رغم الدعوات المستمرة من ترامب لتصنيع آيفون محليًا، يرى الخبراء أن تجميع الهواتف في الولايات المتحدة سيكلف حوالي 300 دولار مقابل 30 دولارًا في الصين. تيم كوك، الرئيس التنفيذي لأبل، أكد أن العامل الحاسم ليس تكلفة العمالة، بل الكفاءة وسلسلة التوريد المتكاملة في الصين.

الخطوات التالية لأبل

تخطط أبل لإنتاج 25 مليون هاتف في الهند بحلول عام 2025، منها 10 ملايين للوطن الهندي. وإذا تم تصدير جميع هذه الهواتف إلى الولايات المتحدة، قد تغطي نصف الطلب الأمريكي على آيفون هذا العام. كما قامت أبل بنقل بعض شحنات هواتفها من الصين والهند إلى مستودعات أمريكية لتأجيل تأثير الرسوم الجمركية.

التأثير السياسي الأوسع

يشير هذا التحول إلى المنافسة الاستراتيجية بين الصين والهند، حيث تسعى الأخيرة لتعزيز مكانتها كمركز تصنيع بديل. كما يعكس تصاعد الضغوط على الشركات العالمية لتقليل اعتمادها على الصين في ظل التوترات التجارية المتزايدة.

في نفس الوقت، يواصل ترامب تصعيد تهديداته، قائلًا على منصته “تروث سوشيال”: “إذا انتقمت الصين برسوم جمركية، سنرد برسوم أعلى”. في هذا السياق، تواجه أبل خيارًا صعبًا بين تحمل التكاليف الإضافية أو رفع الأسعار، مع استمرار فكرة “آيفون مصنوع في أمريكا” غير واقعية وفقًا للمعايير الصناعية الحالية.

تراجع أسهم “أبل” بسبب القلق من الرسوم الجمركية وتباطؤ المبيعات في الصين

واجهت أسهم أبل ضغوطًا شديدة، حيث فقدت حوالي 23% من قيمتها بعد إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة، مما أدى إلى خسارة أكثر من 770 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة. هذا التراجع الحاد أضعف مكانة أبل في قائمة “إس آند بي 500″، حيث حلّت مايكروسوفت في الصدارة.

تأثير الرسوم الجمركية على “أبل”

تعد أبل من أكثر الشركات تأثرًا بالحرب التجارية نظرًا لاعتمادها الكبير على الصين. ورغم أن بعض عمليات التصنيع قد نُقلت إلى الهند وفيتنام وتايلاند، فإن هذه البلدان أيضًا تواجه رسومًا جمركية إضافية ضمن الخطة الأمريكية.

ويتوقع المحللون أن تضطر أبل إما لرفع أسعار منتجاتها أو لتحمل التكاليف الإضافية، مما سيؤثر على هوامش أرباحها. وفقًا لتقديرات “يو بي إس”، قد يرتفع سعر آيفون الفاخر بحوالي 350 دولارًا (بنسبة 30%)، في حين حذر محللون من أن الشركة قد تشهد انخفاضًا في أرباحها بنسبة تصل إلى 15% إذا تحملت هذه التكاليف.

تراجع مبيعات أبل في السوق الصينية

تواجه أبل منافسة قوية في الصين من الشركات المحلية مثل “هواوي” و”فيفو”، حيث انخفضت مبيعاتها بنسبة 17% العام الماضي. كما أن التأخر في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة أثر على شعبية هواتفها، خاصة مع تقدم المنافسين في مجالات مثل الهواتف القابلة للطي والمساعدات المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

المستقبل غير واضح

في حال ارتفاع أسعار آيفون في الولايات المتحدة بسبب الرسوم الجمركية، قد يفضل المستهلكون التوجه نحو منافسين مثل “سامسونج” الذين يتمتعون بظروف جمركية أفضل. في الوقت نفسه، تسعى الصين لتعزيز تحالفاتها الإقليمية مع اليابان وكوريا الجنوبية لمواجهة السياسات الأمريكية، مما قد يعيد تشكيل المنافسة في السوق العالمي للتكنولوجيا.

رفضت أبل التعليق على هذه التطورات، فيما يواصل المستثمرون مراقبة الموقف عن كثب وسط مخاوف من تقلبات أسعار الأسهم.