كيف تستفيد القاهرة والرباط من رسوم ترامب الجمركية؟

كيف تستفيد القاهرة والرباط من رسوم ترامب الجمركية؟
April 10th, 11:43amApril 10th, 11:43am
ابوظبي – ياسر ابراهيم – الخميس 10 أبريل 2025 11:43 صباحاً – قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعليق الرسوم الجمركية الجديدة على الواردات من معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين وخفضها إلى 10% لمدة 90 يوما للسماح بإجراء مفاوضات تجارية مع تلك الدول، وأعلن ترامب عن التوقف بعد أقل من 24 ساعة من فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية متبادلة على سلع من نحو 90 دولة.
وقال الرئيس أيضاً في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إنه سيرفع الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات من الصين إلى 125% «اعتبارًا من الآن» بسبب «عدم الاحترام الذي أظهرته الصين للأسواق العالمية».
وقال ترامب إن «أكثر من 75 دولة» اتصلت بمسؤولين أمريكيين للتفاوض بعد أن كشف عن الرسوم الجمركية الجديدة الأسبوع الماضي.
وكتب ترامب على مواقع التواصل «سمحت بتعليق مؤقت لمدة 90 يوما ورسوم مضادة مخفضة بشكل كبير خلال تلك الفترة، بنسبة 10%، تدخل حيز التنفيذ فورا».
في ظل السياسات التجارية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي شملت فرض رسوم جمركية مرتفعة على العديد من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، برزت بعض الدول التي قد تحقق مكاسب نسبية، رغم المخاوف من تداعيات ركود اقتصادي عالمي.
ومن بين هذه الدول، مصر والمغرب وتركيا والبرازيل والهند، التي قد تجد فرصًا جديدة في السوق الأمريكية، خاصةً مقارنةً بدول مثل الصين وبنغلاديش وفيتنام، التي تواجه رسومًا جمركية أعلى تصل إلى 37% و46% على التوالي.
مصر والمغرب
مصر، لم تتأثر صادراتها من المنسوجات بنفس القدر الذي تأثر به منافسون رئيسيون مثل الصين وبنغلاديش وفيتنام. وأكد مجدي طلبة، رئيس مجلس إدارة شركة “تي آند سي” للملابس الجاهزة، أن الرسوم المفروضة على مصر أقل بكثير من تلك المفروضة على دول أخرى، مما قد يعزز قدرتها التنافسية، وفقا لـ سي إن إن.
أما المغرب فيستفيد، بفضل اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، من انخفاض الرسوم الجمركية المفروضة عليه (10%)، ما يجعله وجهة جذابة للمستثمرين الراغبين في التصدير إلى السوق الأمريكية. كما شهد المغرب مؤخرًا استثمارات صينية كبيرة، مثل مشروع شركة “جوشن هاي-تك” بقيمة 6.5 مليارات دولار، مما أثار اهتمامًا دوليًا.
تركيا والبرازيل.. استفادة محدودة
في تركيا، التي تضررت سابقًا من رسوم الصلب والألمنيوم، قد توفر الرسوم الجمركية المرتفعة على منافسيها فرصًا جديدة. ووصف وزير التجارة التركي عمر بولات الوضع بأنه “أفضل مقارنة بالعديد من الدول الأخرى”.
أما البرازيل، التي تواجه رسومًا بنسبة 10%، فقد تستفيد من الإجراءات الانتقامية للصين ضد المنتجات الزراعية الأمريكية، مما قد يفتح أسواقًا جديدة لصادراتها.
مخاطر وتحديات
رغم ذلك، يحذر خبراء اقتصاديون من أن أي ركود أو أزمة اقتصادية عالمية قد تلغي هذه المكاسب. وأشارت لسيلينا لينج، الخبيرة في بنك “أو.سي.بي.سي”، إلى أن سنغافورة، رغم استفادتها المحتملة من تدفق الاستثمارات، تظل معرضة لخطر القيود التجارية الصارمة.
كما أشار تشوا هاك بين، الخبير في “ماي بنك”، إلى أن سنغافورة، كاقتصاد يعتمد على الصادرات، لا يمكنها الفوز في حرب تجارية عالمية.
الهند.. فرص في المنسوجات والتكنولوجيا
تسعى الهند لتعزيز حصتها في قطاعات مثل المنسوجات والأحذية، كما تأمل في جذب جزء من تصنيع هواتف “آيفون” بعيدًا عن الصين، رغم أن ارتفاع تكاليف الإنتاج قد يؤثر على الأسعار النهائية.
ختامًا، بينما قد تحقق بعض الدول مكاسب قصيرة الأجل، فإن المشهد التجاري العالمي يظل محفوفًا بالمخاطر، خاصةً مع تصاعد التوترات وعدم اليقين الاقتصادي.