«القطع المبرمج»… خيار «الكهرباء» المرّ

«القطع المبرمج»… خيار «الكهرباء» المرّ
April 10th, 12:40pmApril 10th, 12:40pm
كتب ناصر المحيسن – الكويت في الخميس 10 أبريل 2025 12:40 مساءً – أصبح تطبيق «القطع المبرمج» للتيار الكهربائي، أمراً واقعاً، وآخر الحلول التي لجأت إليها وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة أمس، بعد أن تجاوزت الأحمال الكهربائية معدلات إنتاج وحدة توليد الكهرباء في محطات القوى، في الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، حيث سجل أمس 12600 ميغاواط.
قرار لجوء مسؤولي إدارة الشبكة الكهربائية في الوزارة إلى القطع المبرمج عن المناطق السكنية لأول مرة خلال العام الحالي، كان خياراً مراً لحل مشكلة زيادة الأحمال، على حد قول مصادر مسؤولة لـ«الراي»، مؤكدة أنه «كان ضرورياً حفاظاً على استقرار الشبكة، ولاسيما أن الدعم الخليجي الذي تتلقاه شبكة الكهرباء الوطنية، التي بلغت أمس 900 ميغاواط، لم يسعفها في تلبية احتياجات البلاد، بسبب ارتفاع درجة الحرارة وتسجيلها 41 درجة مئوية». وقد شمل القطع المبرمج بشكل مبرمج عن 46 منطقة سكنية، و5 مناطق صناعية، و3 مناطق زراعية، فيما أصدرت الوزارة تنبيهات إلى أنها قد تضطر إلى فصل التيار عن مزيد من المناطق للحفاظ على الشبكة.
نقص
وقالت مصادر فنية في الوزارة إن «الوضع الذي تمر به الوزارة حالياً من نقص في كميات الإنتاج ليس وليد اللحظة، وإنما نتيجة تراكمات طويلة، حيث كان متوقعاً منذ 2020، أن تمر الوزارة بأزمة كهربائية في صيف أعوام 2024 و2025 و2026 و2027، لعدم قيام الوزارة بتنفيذ مشاريع إنتاج كهرباء ضخمة من 2012، لأسباب عدة أوجزتها الوزارة في كتابها الرسمي الذي أرسلته لديوان المحاسبة قبل عام».
وأضافت أن «تأخر جدول صيانة وحدات إنتاج الكهرباء ومقطرات إنتاج المياه قليلاً عن برنامجه الزمني نتيجة تأخر الشركة التي تتولى عمليات الصيانة في استيراد بعض القطع التي تحتاجها أعمال الصيانة لأسباب خارجة عن إرادتهم، فاقم أزمة نقص الطاقة مبكراً، وحلت قبل أوانها»، مبينة أنه «كان متوقعاً بأن تكون الفترة الحرجة في أشهر يونيو ويوليو وأغسطس، وربما تمتد حتى سبتمبر المقبل».
متابعة وصيانة
ميدانياً، تابع قياديو الوزارة، وعلى رأسهم الوزير صبيح المخيزيم ووكيل الوزارة الدكتور عادل الزامل، من مبنى مركز التحكم الوطني، عمليات تشغيل الوحدات وبرنامج قطع التيار عن المناطق السكنية، وقبلها المناطق الزراعية والصناعية.
وقالت المصادر إن «عمليات القطع المبرمج كانت تتم بناء على حجم الأحمال الكهربائية لكل منطقة طالها القطع، والوفر الكهربائي الذي يمكن توفيره في حال فصل التيار عنها».
وأوضحت الوزارة، في بيان رسمي، أن فصل التيار عن أجزاء من المناطق السكنية والمناطق الصناعية والزراعية، كان بسبب ارتفاع الأحمال الكهربائية لزيادة معدلات الاستهلاك، تزامناً مع وجود عدد من وحدات الإنتاج تحت الصيانة، استعداداً لتشغيلها الكامل خلال فصل الصيف.
المناطق السكنية المشمولة بالقطع
شمل برنامج القطع المبرمج أجزاء من 46 منطقة سكنية، فيما استمرت نشرات الوزارة بالصدور، منبهة إلى اضطرارها إلى قطع التيار عن مناطق إضافية. والمناطق التي شملها القطع هي:
عبدالله المبارك، السالمية، شرق حولي، خيطان، جنوب الجهراء، سعد العبدالله، الفنيطيس، غرب عبدالله المبارك، جابر الأحمد، فهد الأحمد، هدية، صباح الأحمد، صباح الأحمد السكنية، صباح الأحمد البحرية، العمرية، الفروانية، حولي، الجهراء القديمة، النسيم، أبو فطيرة، جليب الشيوخ، مبارك الكبير، صباح السالم، المنقف، أم الهيمان، الصباحية، الرقعي، الفحيحيل، الرابية، السلام، الصليبخات، مقبرة الصليبخات، أبو حليفة، جابر العلي، المهبولة، الرميثية، البدع، الجابرية، النهضة، الأندلس، الرحاب، الشويخ، الشهداء، السرة، العيون، الواحة.
8 مناطق صناعية وزراعية
شمل القطع 5 مناطق صناعية هي: ميناء عبدالله، صبحان، الري، الشويخ الصناعية، الصليبية. كما شمل أيضا 3 مناطق زراعية هي: الوفرة، العبدلي، الروضتين.
12 درجة مئوية… فرقاً
أرجعت مصادر مطلعة اللجوء إلى القطع المبرمج إلى الهجوم المفاجئ للحر، حيث سجلت درجة الحرارة أمس الأربعاء 40.5 درجة مئوية، وبفارق 12 درجة عما سجلته في اليوم نفسه من العام الفائت، حيث كانت 28.5 درجة، مشيرة إلى أن ذلك رفع معدل الاستهلاك، ما أدى إلى فصل التيار عن المناطق التي شملها برنامج القطع المبرمج، لمدة ساعتين.
بدائل مرفوضة
قالت المصادر إن «جميع المبادرات التي قدمت للوزارة وتمت دراساتها بهدف مساعدتها في مواجهة تحديات الصيف، لم تكن على المستوى المطلوب، الأمر الذي حدا بلجنة المبادرات إلى رفض جميع مشاريع المبادرات، كون أصحابها يريدون استغلال وضع الوزارة دون تقديم مشروع يمكن اعتباره بديلاً ناجحاً».
أسواق ومحال
أرخت أزمة نقص الطاقة بتداعياتها السلبية على الأسواق والمحال التجارية في المناطق التي شملها القطع، فحركة البيع والشراء في الأسواق تعطلت، وأعمال الصيانة والإصلاحات التي تقوم بها بعض كراجات السيارات والورش بأنواعها توقفت.
الحل في الصين
رأت المصادر أن التعجيل بحل مشكلة نقص الكهرباء ممكن، عبر سرعة توقيع الاتفاقيات مع الشركة الحكومية الصينية لبدء تنفيذ مشروع الشقايا للطاقات المتجددة (المرحلتين الثالثة والرابعة) عبر التوقيع المباشر، لحين بدء تنفيذ مشروع محطة الصبية المرحلة الرابعة ومشروع محطة الزور الشمالية المرحلتين الثانية والثالثة، وإلا فإن الأزمة ستمتد حتى 2028.
لجنة الترشيد تباشر أعمالها
عقدت لجنة ترشيد استهلاك الكهرباء والماء، التي شكلها وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، اجتماعاً أمس، في مبنى الوزارة، برئاسة وكيل الوزارة الدكتور عادل الزامل، بحضور ممثلين من جهات عدة معنية. وناقش المجتمعون القرار الوزاري الخاص بتشكيل اللجنة، واستعراض تطبيق إجراءات الترشيد خلال الصيف المقبل. كما قُدم خلال الاجتماع عرض مرئي لإنجازات لجنة الترشيد والفرق المنبثقة عنها وتدشين حملة «وفر 2025».