الإمارات والبرازيل تتعاونان لمساعدة مزارعي أنغولا وغينيا بيساو

الإمارات والبرازيل تتعاونان لمساعدة مزارعي أنغولا وغينيا بيساو

الإمارات والبرازيل تتعاونان لمساعدة مزارعي أنغولا وغينيا بيساو

April 11th, 12:50amApril 11th, 12:50am

ابوظبي – ياسر ابراهيم – الجمعة 11 أبريل 2025 12:50 صباحاً – قامت الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع المعهد الأفريقي البرازيلي بمبادرة تاريخية لتطوير المهارات الفنية للشباب الأفريقي، من خلال برنامج تدريبي سينفّذ في كل من جمهورية أنغولا وجمهورية غينيا بيساو لتعزيز مهارات الشباب المنضمين إلى التدريب وعددهم 50 في صناعتي الكاكاو والكاجو.

وتعكس هذه المبادرة التعاون الدولي الوثيق، والذي يجمع أربع دول من ثلاث قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، وتتماشى أيضاً مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والتي تشمل الهدف الثاني «القضاء على الجوع»، والهدف الرابع «التعليم الجيد»، والهدف الثامن «العمل اللائق ونمو الاقتصاد»، حيث تهدف برامج المعهد الأفريقي البرازيلي إلى سد فجوة المعرفة والمهارات لتلبية احتياجات الدول الأفريقية المعنية.

وتُعد هذه المبادرة ذات أهمية اقتصادية نتيجةً للأهمية الحيوية لصناعة الكاجو كركيزة أساسية لاقتصاد غينيا بيساو، إذ تشكّل نسبة 90 % من صادراتها، كما يعتبر الكاكاو أغلى سلعة مُصنفة في عام 2024 لدى الدول الأفريقية – بالأخص الدول التي تقع على الساحل الغربي لأفريقيا بما في ذلك أنغولا نظراً لإمكانياتها المتزايدة وقدرتها على التأثير في الأسواق العالمية – وهو من أهم السلع الإنتاجية عالمياً.

وسيتلقى المحترفون من غينيا بيساو تدريباً عملياً في مؤسسة إمبرابا للبحوث الزراعية في فورتاليزا «ولاية سيارا البرازيلية»، بينما سيحضر المشاركون من أنغولا وحدة البحث والابتكار الخاصة بالكاكاو المختلط في مدينة ايليوس «ولاية باهيا».

ويلي ذلك المرحلة الثانية من البرنامج في مؤسسات رئيسية في دولة الإمارات التي تسهم بشكل فعال في البرنامج من خلال إعداد المناهج الدراسية، وتدريب الخبراء، وتقديم الدعم المالي.

وفي هذا الصدد، قالت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، إن هذه الشراكة تُجسد التزام دولة الإمارات بتعزيز التنمية المستدامة وتمكين المجتمعات من خلال نقل المعرفة والمهارات.

وأضافت معاليها أنه من خلال الاستثمار في التعليم وبناء القدرات في القطاعات الحيوية كالقطاع الزراعي نسهم في النمو الاقتصادي طويل الأمد، ونُعزز مرونة الدول الأفريقية في هذا الإطار، لا تقتصر مثل هذه الشراكات الاستراتيجية على تعزيز العلاقات الدولية فحسب؛ وإنما تُمثل دوراً مُهماً في التعامل مع التحديات العالمية المرتبطة بالأمن الغذائي والتفاوت الاقتصادي، مما يُمهد الطريق للجميع نحو مستقبل أكثر ازدهاراً.

من جانبه، قال معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، إن المبادرة تشكل جزءاً لا يتجزأ من جهود دولة الإمارات المتعددة لمساعدة الدول الأفريقية لتحقيق أهدافها الاقتصادية والتعليمية وبناء قدراتها البشرية.

وأوضح معاليه أنّ دولة الإمارات تبنَت نهجاً ديناميكياً في أفريقيا يسلط الضوء على التنمية الدولية والمساعدات الإنسانية والاستثمار، كما أكدت التزامها الراسخ بمعالجة التحديات في ما يتعلق بالأمن الغذائي والعمل المناخي وبرامج التنمية الاقتصادية وتحسين مجالات الرعاية الصحية، حيث تؤكد هذه المبادرة إمكانيات التعاون الدولي في تحفيز التغيير الإيجابي وتعزيز مستقبل أكثر ترابطاً وازدهاراً في القارة الأفريقية.

وبدوره، أكد ماورو فييرا، وزير الخارجية في البرازيل، أهمية المعهد الأفريقي البرازيلي في تعزيز العلاقات الثنائية بين البرازيل والدول الأفريقية، من خلال تنفيذ مجموعة من برامج بناء القدرات البشرية.

وتطرق البروفيسور جواو بوسكو مونتي، رئيس المعهد الأفريقي البرازيلي إلى أن «برنامج تطوير مهارات الشباب الأفريقي»، يستند إلى مجموعة من استراتيجيات التطوير المهني المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات الدول الأفريقية، حيث يستفيد المشاركون في البرنامج من الخبرة البرازيلية في مثل هذه الصناعات، وبالتركيز على المعرفة التقنية بجانب المهارات العملية لإحداث التغيير الهادف في مجتمعاتهم، وتؤكد هذه المبادرة التزاماً بتحقيق التنمية المستدامة من خلال بناء القدرات، حيث تزود المهنيين الشباب بالأدوات اللازمة لتطوير الاقتصادات المحلية. كما تعد مثالاً متميز على إمكانية التدريب الهادف بفتح فرص اقتصادية جديدة لتعزيز القيمة الزراعية.

من جهته، أوضح تيتي أنطونيو، وزير خارجية أنغولا، أن المعهد الأفريقي البرازيلي يمثل أهمية متزايدة للأنغوليين، كونه يعمل على تحقيق الأهداف الزراعية طويلة الأجل لأنغولا، وأكد على دور الشراكات الدولية في تحقيق التنمية المستدامة.

وقال إنّ هذا المشروع يتماشى مع استراتيجية الحكومة الأنغولية في تحقيق الأمن الغذائي.

وفي ذات السياق، أشار مبالا فرنانديز، سفير غينيا بيساو لدى البرازيل، إلى أهمية هذه المبادرة، قائلاً: «لا يُعد الكاجو مجرد منتج زراعي في غينيا بيساو بل هو ركيزة من ركائز اقتصادنا ورمز لصمودنا، يتطلب تعزيز هذا القطاع الاستثمار في الإنتاج المحلي وتطوير صناعة المعالجة الغذائية، وترتبط دولة الإمارات بعلاقة دبلوماسية قوية مع غينيا بيساو، وتُعد مشاركتها في برنامج التدريب الفني للشباب بالتعاون مع المعهد الأفريقي البرازيلي خطوة مهمة نحو تعزيز إنتاج الكاجو في غينيا بيساو وزيادة تنافسيتها في السوق الدولية».