يعمل بالطاقة المتجددة.. 5 طلاب يحوّلون عبوات المياه البلاستيكية إلى مشروع زراعي

يعمل بالطاقة المتجددة.. 5 طلاب يحوّلون عبوات المياه البلاستيكية إلى مشروع زراعي
April 11th, 1:50amApril 11th, 1:50am
ابوظبي – ياسر ابراهيم – الجمعة 11 أبريل 2025 01:50 صباحاً – نجح خمسة طلاب من مدرسة حكومية في منطقة المزهر بدبي في تنفيذ مشروع بيئي متكامل بعنوان «واحة زايد الخضراء»، حوّلوا من خلاله عبوات المياه البلاستيكية المستهلكة داخل المدرسة إلى مشروع زراعي ذكي يعمل بالطاقة المتجددة، وحصل المشروع مؤخراً، على جائزة ماراثون مدن الطاقة المتجددة المقدمة من مركز العمليات المدرسية في وزارة التربية والتعليم، بعد تفوقه على عدد كبير من المشاريع المشاركة من مختلف مدارس الدولة.
ونفذ المشروع الطلاب تركي حاتم، وسالم الزيدي، وسعيد الهلي، وحمدان المرزوقي، وعبدالرحمن المهيري، بإشراف مباشر من المعلمة مريم أبو حجير، التي قادت المبادرة ودعمت الطلبة خلال جميع مراحل المشروع.
وأكد الطلبة أن المشروع انطلق من رغبتهم في مواجهة التحديات البيئية بوسائل إبداعية، حيث لاحظوا كثافة استهلاك عبوات المياه البلاستيكية داخل المدرسة، فقرّروا تحويل هذا التحدي إلى فرصة تعليمية ذات أثر بيئي واضح.
وأوضحوا أن الخطوة الأولى كانت جمع العبوات الفارغة من الصفوف الدراسية وفرزها، ثم استخدامها في بناء وحدات زراعية صغيرة تعتمد على تقنيات الزراعة المائية، وهي تقنية تتيح زراعة الخضراوات والنباتات دون استخدام التربة، ما يقلل من استهلاك المياه ويحسّن من جودة الإنتاج.
وأشاروا إلى أن التصميم اعتمد على موارد بسيطة متاحة داخل البيئة المدرسية، منها المضخات، وبعض أنظمة الإضاءة، وعبوات المياه، ما ساعدهم على تنفيذ المشروع بتكلفة منخفضة وفاعلية عالية، مؤكدين أنهم عملوا على إنشاء نظام ذكي لإعادة استخدام المياه، حيث قاموا بجمع المياه الناتجة من أجهزة التكييف ومياه الأمطار والمياه المهدرة من العبوات البلاستيكية، ثم توظيفها في عملية الري، ما أسهم في خفض استهلاك المياه داخل المدرسة.
وأوضحوا أن تشغيل النظام الزراعي تم باستخدام الطاقة المتجددة، إذ قاموا بتركيب خلايا شمسية صغيرة، إلى جانب الاستفادة من طاقة الرياح، وأدخلوا خلية وقود هيدروجينية لتشغيل المضخات بكفاءة، وهو ما مكّن النظام من العمل دون الاعتماد على الكهرباء التقليدية.
وأشاروا إلى أنهم حرصوا على دمج الأسماك في الأحواض الزراعية ضمن نظام الزراعة التكاملية، الذي يتيح تبادلاً طبيعياً بين مخلّفات الأسماك والنباتات، بما يعزز التوازن البيئي ويوفّر بيئة تعليمية حيّة تحاكي الأنظمة الطبيعية.
وأكد الطلبة أن المشروع لم يكن هدفه فقط إنتاج محاصيل عضوية، بل أيضاً التوعية البيئية وتقديم نموذج واقعي يمكن تطبيقه في المدارس الأخرى.
كما أشاروا إلى أنهم يسعون إلى تسويق جزء من المحاصيل مستقبلاً لدعم ميزانية المدرسة وتمويل مشاريع بيئية إضافية.
وأوضحوا أن تجربة «واحة زايد الخضراء» ساعدتهم على تطوير مهاراتهم في البحث، والعمل الجماعي، وإدارة الموارد، والتخطيط طويل الأمد، مشيرين إلى أن المشروع عزّز من شعورهم بالمسؤولية تجاه المجتمع والبيئة.
وأشاروا إلى أن عرض المشروع خلال المعرض المدرسي لاقى إعجاباً كبيراً من الزوار والمعلمين وأولياء الأمور، ما دفع إدارة المدرسة إلى دعم تعميم التجربة في عدد من المرافق مثل المختبرات وغرف المعلمات، حيث أضفت الوحدات الزراعية بعداً جمالياً وبيئياً في آن واحد، مؤكدين أن العمل ضمن فريق متكامل، وبإشراف تربوي محفّز، جعل من المشروع تجربة استثنائية في مسيرتهم الدراسية، وأتاح لهم الفرصة للمساهمة في تحقيق رؤية الدولة نحو بيئة تعليمية مستدامة.
من جانبها، أكدت المعلمة مريم أبو حجير أن «واحة زايد الخضراء» تمثل مثالاً حياً على قوة المبادرات الطلابية إذا ما أتيحت لها الفرصة للنمو، مضيفة: «ما فعله الطلبة يعكس قدراتهم العلمية وحرصهم على التغيير الإيجابي، وقدرتهم على تحويل الموارد البسيطة إلى مشروع متكامل يخدم البيئة والتعليم في آنٍ واحد»
واعتبرت أن المشروع نموذج عملي لتكامل التعليم والابتكار والمسؤولية المجتمعية، ويجسد قدرة الجيل الجديد على تسخير المعرفة والتقنيات الحديثة لخدمة قضايا الاستدامة، ضمن بيئة مدرسية محفّزة على التفكير الإبداعي.