«الأحمر» يصبغ وول ستريت.. وأسهم التكنولوجيا تهوي

«الأحمر» يصبغ وول ستريت.. وأسهم التكنولوجيا تهوي
April 11th, 3:35amApril 11th, 3:35am
ابوظبي – ياسر ابراهيم – الجمعة 11 أبريل 2025 03:35 صباحاً – انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 1000 نقطة، أي بنسبة 2.7 %. وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 3.4 %، بينما انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 4.2 %. ولا تزال المؤشرات الرئيسة منخفضة بشكل حاد، منذ الإعلان عن الرسوم الجمركية في 2 أبريل.
تصدرت أسهم التكنولوجيا التراجعات، وتصدرت شركتا أبل وتسلا قائمة الانخفاضات، بأكثر من 13 % و11 % على التوالي. وخسرت إنفيديا وميتا وأمازون 8 % لكل منها، ونزلت أسهم مايكروسوفت وألفابت بحوالي 5 %.
تأتي هذه التحركات، بعد ارتفاع تاريخي في السوق في جلسة الأربعاء، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 9 %، محققاً ثالث أكبر مكسب له في يوم واحد منذ الحرب العالمية الثانية. كما شهد مؤشر داو جونز أكبر ارتفاع له من حيث النسبة المئوية منذ مارس 2020، بينما سجل مؤشر ناسداك أكبر مكسب له في يوم واحد منذ يناير 2001، وثاني أفضل يوم على الإطلاق.
وخلال جلسة الأربعاء، كان هناك حجم تداول غير عادي، بلغ حوالي 30 مليار سهم، وهو أعلى مستوى في التاريخ، وفقاً لسجلات تعود إلى 18 عاماً.
بالتأكيد، لا يزال معدل الرسوم الجمركية على البضائع الصينية ثابتاً عند 125 %. صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه يعتقد أن الولايات المتحدة والصين ستتوصلان في النهاية إلى «صفقة جيدة جداً».
على الرغم من التفاؤل الذي ساد، رداً على مهلة التسعين يوماً، يعتقد البعض في الشارع أن السوق لم يخرج من الأزمة بعد.
وقال مايكل جابن كبير الاقتصاديين الأمريكيين في مورغان ستانلي: «إن زيادة الرسوم الجمركية على الصين، وتأخير فرض رسوم أخرى، يجعل معدل الرسوم الجمركية الفعلي عند 23 %، وهو أعلى مستوى تاريخي». وأضاف: «التأخير مفيد، لكنه لا يقلل من حالة عدم اليقين».
وأعرب آخرون عن رأي مماثل وسط ارتفاع السوق، حيث لا يزال جيفري روتش من شركة إل بي إل فاينانشال، يتوقع المزيد من الاضطرابات في المستقبل.
وقال روتش كبير الاقتصاديين في شركة إل بي إل فاينانشال: «قد يظل تقلب السوق مرتفعاً، على الرغم من تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً على الدول التي لم تتخذ إجراءات انتقامية». وأضاف: «تشير البيانات الأولية من بداية العام، إلى تباطؤ الاقتصاد، بغض النظر عن السياسة التجارية».
أوروبا
ارتفعت الأسهم الأوروبية بشكل حاد بعدما علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطط فرض رسوم جمركية متبادلة أعلى على عشرات الشركاء التجاريين، مما خفف من المخاوف بشأن اندلاع حرب تجارية عالمية.
وقفز مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 3.7 % خلال التداولات، مع تسجيل جميع القطاعات مكاسب، وتصدر كل من قطاعي البنوك والتكنولوجيا الارتفاعات.
فيما قفز مؤشر داكس الألماني بنسبة 4.5 %. وارتفع مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 3.8 %، بينما زاد مؤشر فايننشال تايمز البريطاني بنسبة 3 % وفوتسي الإيطالي بنسبة 4.7 %.
يأتي ذلك الصعود بعدما واجهت الأسهم الأوروبية ضغوطاً كبيرة ودخلت في منطقة التصحيح منذ إعلان ترامب الأسبوع الماضي عن فرض رسوم جمركية واسعة النطاق، شملت زيادات على واردات من الاتحاد الأوروبي. إلا أن ترامب أعلن الأربعاء عن تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً، في الوقت الذي شدد فيه القيود الجمركية على الصين.
قال راجيف دي ميلو، رئيس الاستثمار في شركة «غاما أسيت مانجمنت» إن هناك «بعض الانفراج، لكن الرسوم الجمركية البالغة 125 % على الواردات من الصين، إضافةً إلى حالة عدم اليقين المحيطة بالمفاوضات والآثار الجانبية الأخرى لهذه التقلبات قد تُبقي على علاوة المخاطر في معظم الأصول».
ورجح أن يتردد ترامب في السماح بحدوث أزمة أسوأ، لكنه قال إنه يفضّل ألا يقبل على المخاطر عند هذه المستويات، فيما يبحث السوق عن توازن جديد.
ويتوقع دي ميلو أن تتداول الأسهم الأوروبية في نطاق 10 % صعوداً وهبوطاً خلال الأسابيع المقبلة.
وقالت سوزانا كروز، محللة استراتيجية في «بانميور ليبروم»: «هذه ليست نهاية الحرب التجارية، بل على العكس تماماً.. أصبح الضرر الاقتصادي لا مفر منه، فلم يعد أحد يُسارع إلى الاستثمار في الولايات المتحدة، والتضخم يتصاعد، والتجارة العالمية تتلقى ضربة».
الصين
ارتفعت الأسهم الصينية بنهاية التعاملات، رغم تصعيد واشنطن حربها التجارية على بكين، فضلاً عن انخفاض قيمة اليوان، وصدور بيانات سلبية أشارت إلى استمرار ضغوط انكماش الأسعار في ثاني أكبر اقتصادات العالم.
أنهى مؤشر «سي إس آي 300» الجلسة على ارتفاع بنسبة 1.31 % إلى 3735 نقطة، وزاد مؤشر «شنغهاي المركب» 1.16 % إلى 3223 نقطة، وكذلك نظيره «شنتشن المركب» بنسبة 2.46 % إلى 1868 نقطة.
وفي بورصة هونغ كونغ، زاد مؤشر «هانغ سينغ» بنسبة 2 % أو ما يعادل 417 نقطة إلى 20681 نقطة عند الإغلاق.
وأوضح محللو «يو بي إس» في مذكرة نقلتها وكالة «رويترز»، أن المستثمرين يعتقدون أن الآثار الإضافية لرفع أمريكا الرسوم الجمركية على الصين سوف تتقلص، إذ تأثرت أعمال المُصدرين الصينيين للولايات المتحدة بدرجة كبيرة بالفعل.
وذكر كاي تشان الشريك الدولي في شركة المحاماة الصينية «يواندا» في تصريح للوكالة أن القرارات التي أعلن عنها ترامب بشأن الرسوم الجمركية أظهرت أنه يستخدم التعريفات هذه كأداة تفاوض، وأنه لا يتصرف بعشوائية.
وأضاف أن الأسواق تتوقع أن يوفر تعليق واشنطن الرسوم على دول أخرى فرصة للصين من أجل إعادة توجيه صادراتها لأمريكا عبر مناطق مختلفة.
على صعيد آخر، أظهرت بيانات رسمية انخفاض مؤشر أسعار المستهلكين في الصين بنسبة 0.1 % على أساس سنوي في مارس، بعد تراجعه 0.7 % في فبراير.
وعلاوة على ذلك، تراجع مؤشر أسعار المنتجين 2.5 % سنوياً في مارس مقابل انخفاضه 2.2 % في الشهر السابق، ما يسلط الضوء على تفاقم أزمة انكماش الأسعار بثاني أكبر اقتصادات العالم.
اليابان
قفز المؤشر نيكاي الياباني 9 % أمس وسط إقبال المستثمرين على شراء الأسهم التي انخفضت بشدة في الأيام الماضية، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليقاً فورياً لمدة 90 يوماً للرسوم الجمركية على العديد من الدول.
وصعد المؤشر نيكاي 9.13 % إلى 34609 نقاط مسجلاً أكبر مكسب يومي منذ السادس من أغسطس والذي كان اليوم التالي من تكبد المؤشر لأكبر هبوط يومي منذ انهيار الاثنين الأسود عام 1987. وزاد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 8.09 % إلى 2539.4.
وقال سييتشي سوزوكي كبير محللي سوق الأسهم في توكاي طوكيو إنتليجنس لابوراتوري «اشترى المستثمرون الأسهم مرة أخرى، متمنين لو أنهم لم يبيعوها في الجلسة السابقة». وأضاف سوزوكي «لكن الارتفاع يعني أيضاً أن السوق كانت متشائمة بشكل مبالغ فيه بشأن تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب».
وشهد نيكاي تقلبات حادة هذا الأسبوع، إذ أغلق على ارتفاع 6 % يوم الثلاثاء بعد هبوط 7.8 % يوم الاثنين إلى أدنى مستوى في عام ونصف العام. وأغلق على انخفاض 4 % الأربعاء.
وقفز سهم فاست ريتيلينج المالكة للعلامة التجارية يونيكلو 9 % ، مقدماً أكبر دعم للمؤشر. وارتفعت أسهم الشركات المرتبطة بالرقائق الإلكترونية، وزاد سهما طوكيو إلكترون وأدفانتست 12.89 % و13.74 % على التوالي.
وتقدمت جميع المؤشرات الفرعية للقطاعات في بورصة طوكيو للأوراق المالية والبالغ عددها 33 مؤشراً، مع ارتفاع قطاع المعادن غير الحديدية 13.42 % ليكون الرابح الأكبر.
وقفز قطاع المصارف 8.51 % بعدما تلقى ضربة قوية من جراء المخاوف من تباطؤ اقتصادي.
وزادت جميع الأسهم على المؤشر نيكاي، البالغ عددها 225 سهماً، باستثناء سهم واحد. ومن بين أكثر من 1600 سهم متداولة في السوق الرئيسية لبورصة طوكيو، ارتفعت 99 % من الأسهم.
تباطأ التضخم في أمريكا بأكثر من التوقعات في مارس، وهي بيانات تصدر في وقت تأزمت فيه التوترات التجارية، واشتعلت المخاوف من زيادة الأسعار.
ووفقاً للبيانات الصادرة أمس، عن مكتب الإحصاءات الوطنية، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في أمريكا بنحو 2.4 % الشهر الماضي على أساس سنوي، مقارنة بزيادة 2.8 % في فبراير ومقابل توقعات بـ 2.5 %.
وعلى أساس شهري، انكمش التضخم في أمريكا 0.1 %، بعكس التوقعات بأن يرتفع 0.1 %. أما التضخم الأساسي، فقد ارتفع 2.8 % على أساس سنوي في مارس، وهي أيضاً وتيرة أقل من التي توقعها المحللون بأن يرتفع 3 %، ومقارنة بـ 3.1 % في الشهر السابق له.
ويعد نمو التضخم الأساسي في أمريكا الشهر الماضي، هو أقل وتيرة مسجلة منذ مارس 2021. فيما ارتفع التضخم الأساسي 0.9 % على أساس شهري، بأقل بنحو 0.1 % من مستويات الشهر السابق له.
وساعد تراجع أسعار الطاقة في كبح التضخم، وسط تراجع أسعار الجازولين 6.3 %، ما أدى إلى انخفاض مؤشر أسعار الطاقة الأوسع نطاقاً بنحو 2.4 %.
على الجانب الآخر، قفزت أسعار الغذاء 0.4 % على أساس شهري، وارتفعت أسعار البيض بنحو 5.9 %، وبنحو 60.4 % عن المستويات المسجلة قبل عام.