163 مليار دولار قيمة المنتجات المهدرة سنوياً بسبب فائض الإنتاج أو التلف

April 12th, 1:09amApril 12th, 1:09am

ابوظبي – ياسر ابراهيم – السبت 12 أبريل 2025 01:09 صباحاً – أكد تقرير «الفرص المستقبلية: 50 فرصة عالمية – 2025»، الذي أطلقته مؤسسة دبي للمستقبل، مؤخراً، أن تقنية التجميع الذاتي المستوحاة من الأنظمة البيولوجية؛ مثل طي البروتين وتنظيم الخلايا، تمنحها قدرة فريدة على تصنيع مجموعة متنوعة من المنتجات، بدءاً من الإلكترونيات المتقدمة إلى الأجهزة الطبية، ما يشكل ثورة جديدة في عالم الابتكار والإنتاج، حيث تمثل الجزيئات ذاتية التجميع المصممة باستخدام تقنيات النانو والتصميم الحاسوبي الجيل الجديد من التصنيع الذكي، إذ تتمتع بقدرة فريدة على التشكيل والتحول ذاتياً، وذلك عند تحفيزها بمواد كيميائية، أو بواسطة الضوء، ويفتح هذا الابتكار آفاقاً جديدة للإنتاج الذكي والمستدام ويعيد تعريف العمليات الصناعية التقليدية.

وتشير التقديرات إلى أن قيمة المنتجات المهدرة سنوياً تصل إلى 163 مليار دولار سنوياً بسبب فائض الإنتاج أو التلف، ما يؤدي إلى آثار بيئية كارثية مثل تلوث الهواء أو الماء، وذلك بحسب تقرير «الفرص المستقبلية: 50 فرصة عالمية – 2025»، الذي أطلقته مؤسسة دبي للمستقبل، مؤخراً.

وأوضح التقرير أن سلاسل التوريد على مدار العقود الماضية تم تصميمها بهدف تحقيق الإنتاج الضخم بتكلفة منخفضة، لكنها افتقرت إلى المرونة وغفلت عن التأثيرات البيئية والاستدامة، بينما اليوم فإن النظام العالمي لسلاسل التوريد يشهد تحولاً جذرياً، حيث تتجه الشركات نحو شبكات توريد أكثر ذكاء واستدامة، وتركز على الأمان والتحول على الطاقة النظيفة والمرونة في مواجهة التحديات.

ارتفاع الاستهلاك

وبين التقرير ارتفاع استهلاك المواد المحلية عالمياً بنسبة 65% خلال العقدين الماضيين، ما أثر سلبياً في البيئة، إذ أخذنا بعين الاعتبار أن استخراج المواد يتسبب في 70% من انبعاث الغازات الدفيئة عالمياً، في حين لا تتجاوز نسبة المواد المعاد تدويرها 7.2%.

ولفت التقرير إلى أن هناك دراسات تشير إلى أن اعتماد استراتيجيات الاقتصاد الدائري يمكن أن يسهم في تخفيض انبعاثات هذه الغازات نحو 40% بحلول عام 2050، وذلك من خلال تحسين استخدام المواد في صناعات رئيسية مثل الألمنيوم والأسمنت والصلب والبلاستيك، في وقت يتزايد فيه الاهتمام بالمواد ذاتية التجميع بفضل النجاحات المبكرة التي حققتها هذه التقنية الواعدة، حيث نجح مؤخراً فريق من الباحثين في جامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة الأمريكية في تطوير مواد مستدامة وناعمة ذات خصائص إلكترونية نشطة مصنوعة من أشرطة نانونية تحاكي الأنظمة البيولوجية وقابلة للتحلل الحيوي، إذ تتميز هذه المواد بقدرتها على التجمع الذاتي عند إضافة الماء، ما يتيح تحقيق خصائص كهربائية ثابتة لم يكن من الممكن تحقيقها باستخدام البلاستيك التقليدي، وتشمل الاستخدامات المحتملة لهذه المواد الأقمشة الذكية والغرسات اللاصقة المبتكرة.

تصنيع مستدام

وذكر التقرير أن هذه التقنية تسهم في دعم التصنيع المستدام وتقليل الهدر والتأثير البيئي، كما تدعم الاقتصاد الدائري من خلال تبني ممارسات إنتاج مرنة وأكثر كفاءة، ومن خلال تقنيات النانو والتصميم الحاسوبي يتم تصميم جزيئات تتمتع بقدرة ذاتية على التعرف على بعضها بعضاً والارتباط فيما بينها، ما يحاكي عمليات التصنيع الذكية ويتم تحفيز عملية التجميع باستخدام طاقة مستمدة من الضوء أو بإضافة مواد كيميائية لتوفير القوة اللازمة لبدء التجميع الذاتي والتحكم فيه بدقة، وبعد اكتمال عملية التجميع يمكن إرسال تعليمات إضافية لتعديل المنتج أو تفكيكه حسب الحاجة، ما يتيح المجال لإعادة تشكيل المنتجات أو إصلاحها أو تحويلها بالكامل بطريقة ديناميكية.