ثورة في عالم الطيران.. وداعاً لبطاقات الصعود والتسجيل اليدوي

ثورة في عالم الطيران.. وداعاً لبطاقات الصعود والتسجيل اليدوي

ثورة في عالم الطيران.. وداعاً لبطاقات الصعود والتسجيل اليدوي

April 12th, 9:35pmApril 12th, 9:35pm

ابوظبي – ياسر ابراهيم – السبت 12 أبريل 2025 09:35 مساءً – في تحول هو الأكبر من نوعه منذ نصف قرن، يستعد قطاع الطيران العالمي لإلغاء بطاقات الصعود إلى الطائرة وتسجيل الوصول التقليدي، في خطوة ستُحدث ثورة في طريقة سفرنا.

فبحسب منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، سيصبح بمقدور المسافرين خلال السنوات الثلاث المقبلة استخدام وجوههم كوثائق عبور، دون الحاجة إلى تمرير بطاقات الصعود أو إبراز جوازات السفر عند مكاتب تسجيل الوصول أو نقاط التفتيش.

وسيتمكن الركاب من تحميل جوازات سفرهم وتفاصيل رحلاتهم على هواتفهم الذكية، ضمن “حزمة سفر رقمية” تشمل جميع البيانات المطلوبة للصعود إلى الطائرة، بما في ذلك جواز السفر وتذكرة الرحلة.

هذا التطور سيُنهي الحاجة لحمل أي مستندات مادية، حيث ستعمل “تذكرة الرحلة” الرقمية على تحديث معلومات المسافر تلقائيًا، وتزويده بإشعارات فورية في حال تأخر الرحلة أو إلغائها.

وبناءً على كمية الأمتعة التي يحملها المسافر، سيُطلب منه المرور عبر الأمن إما عند نقطة تسليم الحقائب أو عند بوابات التفتيش.

بمجرد أن يتم مسح وجه الراكب من قبل أنظمة الأمان فور وصوله إلى المطار، يتم إعلام شركة الطيران تلقائيًا بنيته السفر، دون الحاجة لأي إجراء إضافي من المسافر، وفقاً لصحيفة ” ديلي ميل ” البريطانية.

في النظام الحالي، يُطلب من الركاب تنزيل بطاقات صعودهم أو طباعتها ومسحها عند بوابات الصعود. لكن مع النظام الجديد، ستُلغى هذه الإجراءات تمامًا، ما يُتوقع أن يقلل بشكل جذري من أوقات الانتظار والإجراءات الأمنية في المطارات.

ولكي يتم تطبيق هذا النظام، يتعين على المطارات حول العالم تركيب تقنيات متطورة للتعرف على الوجه، لربط صورة جواز السفر بوجه المسافر على أرض الواقع.

وتؤكد منظمة “إيكاو” أن هذه التقنية لن تحتفظ بأي بيانات بيومترية، إذ يتم حذف المعلومات التي تم مسحها خلال 15 ثانية فقط، ما يقلل من احتمالية تعرض بيانات الركاب لأي اختراق.

حاليًا، لا تزال هذه التكنولوجيا محدودة الاستخدام في عدد قليل من الدول، من بينها الولايات المتحدة، التي تطبق النظام على المسافرين العائدين من الخارج.

وفي تصريحاتها لصحيفة “التايمز”، قالت فاليري فيالي من شركة “أماديوس”، أكبر مزود لتكنولوجيا السفر في العالم، إن هذه النقلة “تمثل التغيير الأكبر في القطاع منذ 50 عامًا”، مشيرة إلى أن أنظمة شركات الطيران الحالية ما زالت تعمل بتقنيات قديمة وغير مترابطة.

وأضافت: “في الوضع الحالي، كل نظام يعمل بشكل منفصل: نظام الحجز يخطر نظام تسجيل الوصول عند فتح الباب، ويخبره: هذه حجوزاتي، يمكنك المتابعة الآن. أما في المستقبل، فسيصبح النظام متصلاً بسلاسة، وستكون تذكرة الرحلة ديناميكية بالكامل”.

وإلى جانب تسهيل عمليات التفتيش، تدرس بعض شركات الطيران إضافة خاصية “تحديد الموقع” ضمن الحزمة الرقمية، بحيث يتم إرشاد الركاب إلى بواباتهم تلقائيًا.

من بين الشركات التي تقيّم هذه الخدمة: الخطوط الجوية البريطانية، إير فرانس-كيه إل إم، فيناير، والخطوط الجوية السعودية.

كما سيتم تزويد شركات تأجير السيارات بتحديثات تلقائية في حال تأخر الرحلات، لتجنّب فرض رسوم إضافية أو إرباك للمسافرين.

لكن في الوقت نفسه، أثارت بعض الحوادث السابقة مخاوف من الاعتماد الكامل على التكنولوجيا.

ففي يوليو من العام الماضي، تسببت مشكلة في تحديث نظام مايكروسوفت في تعطل حركة الطيران عالميًا، حيث تجمدت شاشات المغادرة في مطارات مثل هيثرو، وجاتويك، وإدنبرة، ما أدى إلى فوضى كبيرة وتأخر آلاف الركاب.

ومع ذلك، فإن القطاع يمضي قدمًا نحو مستقبل رقمي بالكامل، يبدو أنه سيُحدث ثورة حقيقية في تجربة السفر الجوي كما نعرفها اليوم.