ارتفاع ملحوظ لسوق الأسهم السعودية متفوقة على أغلب بورصات الخليج

سجلت سوق الأسهم السعودية “تداول” أداءً مميزًا خلال جلسة التداول اليوم الأحد، 13 أبريل 2025، متصدرة الأسواق الخليجية بارتفاع ملحوظ بلغ 0.85%، ليغلق مؤشر السوق الرئيسي (TASI) عند مستوى 11,599.88 نقطة.
يأتي هذا الارتفاع في ظل تباين أداء الأسواق المالية الإقليمية المتأثرة بتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما يعكس مرونة السوق السعودية وقدرتها على تحقيق مكاسب رغم التحديات العالمية.إعلان

أداء قوي لسوق الأسهم السعودية

وواصل مؤشر “تداول” تحقيق مكاسبه للجلسة الثالثة على التوالي، مدعومًا بطلب قوي على الأسهم القيادية، خاصة في قطاعات البنوك والطاقة.
وأظهرت بيانات السوق نشاطًا ملحوظًا في تداول أسهم شركات مثل “أرامكو السعودية” و”البنك الأهلي السعودي”، حيث ساهمت هذه الأسهم بشكل كبير في دفع المؤشر نحو الصعود.
ويعكس هذا الأداء ثقة المستثمرين المحليين والإقليميين في استقرار السوق السعودية، رغم حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق العالمية.

سياق التوترات العالمية

يأتي تألق السوق السعودية في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تقلبات حادة نتيجة الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين.
وكانت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية قد أعلنت، يوم السبت، إعفاء بعض المنتجات الصينية من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، بما يشمل الهواتف الذكية، أجهزة الكمبيوتر المحمولة، أشباه الموصلات، وغيرها من المكونات الإلكترونية.

البورصة السعودية

ورغم أن هذه الإعفاءات قد تسهم في تخفيف الضغوط على سلاسل التوريد، إلا أنها لم تبدد حالة الحذر بين المستثمرين عالميًا، حيث أشارت الهيئة إلى إمكانية فرض رسوم إضافية مستقبلية بمعدلات أقل من 145% التي طبقت سابقًا.
وفي هذا السياق، برزت السوق السعودية كواحدة من الأسواق القليلة القادرة على تحقيق نمو إيجابي، حيث استفادت من عوامل داخلية قوية، مثل استقرار أسعار النفط والإصلاحات الاقتصادية المستمرة ضمن رؤية السعودية 2030.
كما ساهمت التوقعات الإيجابية بشأن الأداء المالي للشركات المدرجة في تعزيز جاذبية السوق.

مقارنة إقليمية مع سوق الأسهم السعودية

وفيما سجلت السوق السعودية أعلى نسبة ارتفاع في المنطقة، شهدت أسواق خليجية أخرى أداءً أقل استقرارًا.
وعلى سبيل المثال، تراجع مؤشر سوق البحرين العام بنسبة 0.31% إلى 1,951.36 نقطة، بينما سجل مؤشر الكويت الأول ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.01% عند 8,674.72 نقطة، وارتفع مؤشر بورصة قطر بنسبة 0.05% إلى 10,094.84 نقطة.
ويعكس هذا التباين قوة السوق السعودية مقارنة بنظيراتها، حيث استطاعت التغلب على الضغوط الخارجية بفضل تنوع محفظتها الاستثمارية وثقلها الاقتصادي.

توقعات أداء سوق الأسهم السعودية

ويتوقع المحللون استمرار الأداء الإيجابي للسوق السعودية على المدى القريب، مدعومًا بتوقعات قوية لأرباح الشركات في الربع الأول من 2025، خاصة في قطاعات الطاقة والبنوك.
ومع ذلك يظل المستثمرون في حالة ترقب لتطورات الحرب التجارية وتأثيرها على أسعار النفط والسلع الأساسية، والتي تعد محركًا رئيسيًا لاقتصادات المنطقة. كما يُرجح أن تستمر الإصلاحات الاقتصادية ومشاريع التنويع في السعودية في تعزيز ثقة المستثمرين الأجانب، مما قد يدفع المؤشر إلى مستويات أعلى خلال الأشهر المقبلة.
وتظهر سوق الأسهم السعودية مرونة لافتة في مواجهة التحديات العالمية، حيث استطاعت تحقيق مكاسب متتالية رغم التوترات التجارية والاقتصادية الدولية.
ومع استمرار الإصلاحات الاقتصادية وتعزيز الشفافية في السوق، تظل “تداول” وجهة جذابة للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار والنمو في منطقة الشرق الأوسط.