الصراع بين إسرائيل وإيران يشعل الأوضاع في سوريا.. ما التفاصيل؟

الصراع بين إسرائيل وإيران يشعل الأوضاع في سوريا.. ما التفاصيل؟

في الوقت الذي يزداد فيه التوتر بين إسرائيل وإيران على أكثر من جبهة، تحولت سوريا إلى ساحة مكشوفة ومشتعلة لهذا الصراع الإقليمي، حيث يدفع السوريون، لا سيما في الجنوب، ثمن حرب لا يد لهم فيها، تتخذ من أراضيهم منصة لضربات الطائرات المسيّرة والصواريخ وأدوات الاستعراض العسكري المتبادل.

وبحسب وسائل إعلام سورية فقد شهدت محافظتا درعا والقنيطرة خلال الساعات الأخيرة سلسلة من العمليات الجوية الإسرائيلية، التي استهدفت طائرات مسيّرة إيرانية كانت تحلق في الأجواء الجنوبية السورية.

ووفق مصادر محلية، فقد أسقطت القوات الإسرائيلية أكثر من خمس طائرات مسيّرة خلال أقل من 24 ساعة، ما أدى إلى سقوط شظايا في مناطق مأهولة بالسكان، واندلاع حرائق في الأراضي الزراعية.

سوريا تدفع ثمن الحرب بين إسرائيل وإيران

لطالما شكّلت سوريا ساحة رئيسية لتصفية الحسابات بين طهران وتل أبيب، حيث تنشط الميليشيات المدعومة من إيران، وعلى رأسها “حزب الله”، وتنتشر قواعد ومستودعات أسلحة تابعة للحرس الثوري الإيراني على امتداد الجغرافيا السورية.

وكثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية خلال السنوات الأخيرة لضرب هذه المواقع، في إطار ما تسميه “الحرب بين الحروب”، والتي تهدف لاحتواء التمدد الإيراني دون الانزلاق إلى حرب شاملة.

لكن ما بدا كـ “ضربات محدودة” تحول في الآونة الأخيرة إلى نمط شبه يومي، مع تصاعد الهجمات الإيرانية بالمسيّرات، ما استدعى ردوداً إسرائيلية عنيفة في مواقع قريبة من الحدود، وأحيانًا داخل العمق السوري.

حرب الظل بين إسرائيل وإيران تتحول إلى مواجهة شبه علنية

منذ بداية العام الجاري، تشير التقارير الاستخباراتية إلى تصاعد نوعي في المواجهات بين إيران وإسرائيل في سوريا. لم تعد الضربات تقتصر على مخازن السلاح أو قوافل الدعم اللوجستي، بل باتت تستهدف مواقع عسكرية حساسة، وحتى شخصيات قيادية.

وفي المقابل، كثّفت إيران عملياتها بالمسيّرات في الأجواء السورية، في محاولات متكررة للوصول إلى الجولان، أو إرسال رسائل ضغط على تل أبيب عبر توسيع مدى عملياتها داخل العمق السوري، ما يُفسَّر على أنه رفع تدريجي لسقف التحدي المباشر.

المدنيون السوريون يدفعون الفاتورة

وسط هذه التجاذبات العسكرية، يبدو المدنيون السوريون، خاصة في محافظات الجنوب، هم الحلقة الأضعف. تشير شهادات من سكان بلدات جبيلية والرفيد واليادودة إلى حالات رعب حقيقي يعيشها الأهالي، نتيجة سقوط شظايا وصواريخ على مقربة من منازلهم.

وتضررت كذلك المحاصيل الزراعية في القنيطرة جراء اشتعال حرائق بعد سقوط المسيّرات، ما يزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في منطقة تعاني أصلًا من هشاشة شديدة في البنى التحتية.

صمت دولي مريب

رغم تكرار الحوادث وسقوط المسيّرات فوق مناطق مأهولة، تغيب أي استجابة فعلية من قبل السلطات المحلية أو المنظمات الإنسانية الدولية، سواء على مستوى الطوارئ أو تأمين المناطق السكنية.

ويرى ناشطون محليون أن التجاهل الممنهج لمعاناة السكان المدنيين يعكس استخفافًا واضحًا بحياتهم، في ظل انشغال القوى الإقليمية والدولية بصراع النفوذ.

هل من نهاية وشيكة للتصعيد بين سوريا وإيران؟

حتى اللحظة، لا مؤشرات على تهدئة قريبة. فإسرائيل تواصل تعزيز دفاعاتها الجوية ونشر بطاريات القبة الحديدية في الجنوب، وإيران تواصل تسيير طائرات مسيّرة في أجواء سوريا، في إطار سياسة “الضغط المتبادل”، ما يجعل من الأرض السورية – لا سيما الجنوب – منطقة اختبار خطيرة لتوازنات الصراع.

ويرى مراقبون أن استمرار هذا النمط التصعيدي، دون ضوابط واضحة أو تفاهمات دولية، قد يفضي إلى انفجار أكبر في المنطقة، خاصة إذا طال القصف مواقع حساسة أو أسفر عن سقوط قتلى مدنيين بأعداد كبيرة.

 سوريا بين نارين

بين نارين، إحداهما إسرائيلية والأخرى إيرانية، تتقاطع في سماء الجنوب السوري طائرات وصواريخ وأجندات، فيما يبقى المدنيون وحدهم دون غطاء، يدفعون فاتورة مواجهة لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

ومع غياب إرادة دولية واضحة لتحييد سوريا عن هذا الصراع، تظل احتمالات التصعيد مفتوحة، ما لم تتدخل قوى كبرى لرسم حدود فاصلة لهذه “الحرب بالوكالة” التي تحرق الأطراف الهشة أولاً.

اقرا أيضا.. إسرائيل تدعو مواطنيها لمغادرة بلجيكا فورا.. ما علاقة إيران؟