إسرائيل تضرب عدة مناطق إيرانية.. وكاتس يحذر: طهران ستعاني من عواقب وخيمة

في تصعيدٍ للصراع الدائر، تستهدف إسرائيل عدة محافظات إيرانية بموجة جديدة للغارات الجوية يوم السبت، وفقًا لوسائل إعلام إيرانية تابعة للدولة.
هزّت انفجارات مناطق في أذربيجان الشرقية، ولرستان، وكرمانشاه، مع تكثيفها بشكل خاص في مدينة تبريز الشمالية الغربية ومحيطها.
إسرائيل تستهدف عدة محافظات إيرانية
أفادت وكالة أنباء فارس الإيرانية باستهداف أربعة مواقع منفصلة في أذربيجان الشرقية، ونشر شهود عيان مقاطع فيديو تُظهر تصاعد أعمدة الدخان في سماء تبريز. في غضون ذلك، سُمع دويّ انفجارات في خرم آباد، عاصمة لرستان، وفي مدينة كرمانشاه.
نفت شركة تكرير النفط في تبريز تعرضها للقصف، نافيةً مزاعم سابقة على مواقع التواصل الاجتماعي بوقوع أضرار في المنشأة.
للأسف، قُتل مدنيان وأصيب خمسة آخرون في مقاطعة أسد آباد غرب إيران نتيجةً للضربات، وفقًا لوكالة إسنا شبه الرسمية. ولا تزال طبيعة ومدى الأضرار في المحافظات المتضررة غير واضحة، إذ لم تُصدر السلطات الإيرانية بيانًا رسميًا يُفصّل المواقع التي قُصفت أو حجم الخسائر.
إيران تُفعّل دفاعاتها الجوية وتُغلق مجالها الجوي
دفعت كثافة الغارات الإسرائيلية الجيش الإيراني إلى تفعيل دفاعاته الجوية في مواقع متعددة، بما في ذلك خرم آباد وكرمانشاه وتبريز، وفقًا لوكالة تسنيم للأنباء.
في ردٍّ مباشر على الوضع الأمني، أعلنت منظمة الطيران المدني الإيرانية إغلاق المجال الجوي للبلاد أمام جميع الرحلات الجوية حتى الساعة الثانية من صباح يوم الأحد على الأقل بالتوقيت المحلي. وتُؤكد هذه الخطوة حالة التأهب القصوى وعدم القدرة على التنبؤ بتطورات الصراع.
وزير الدفاع الإسرائيلي: طهران ستحترق إذا استمرت الهجمات
عقب تجدد الهجمات، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، تحذيرًا شديد اللهجة لقادة إيران، وفي معرض حديثه عن عواقب استمرار الهجمات الصاروخية على إسرائيل، قال كاتس: “يُحوّل الديكتاتور الإيراني مواطني إيران إلى رهائن، ويخلق واقعًا يدفعون فيه – وخاصة سكان طهران – ثمنًا باهظًا لهجماتهم الإجرامية على المدنيين الإسرائيليين. إذا استمر خامنئي في إطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فستحترق طهران”.
تعكس خطورة تصريح كاتس الخطاب المتصاعد من كلا الجانبين، مما يُشير إلى أن إسرائيل مُستعدة لردٍّ أشدّ وطأة في حال أقدمت إيران على المزيد من الانتقام.
إسرائيل تُشير إلى نيتها استئناف الغارات الجوية على طهران
أكّد مسؤولون عسكريون إسرائيليون يوم السبت وضع خطط لاستئناف الغارات الجوية مُباشرةً على العاصمة الإيرانية.
أوضح رئيس الأركان العامة لجيش الدفاع الإسرائيلي، إيال زامير، وقائد القوات الجوية، تومر بار، أن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية “جاهزة لاستئناف ضرب أهداف في طهران” كجزء من الخطط العملياتية الجارية. سيُمثّل الاستهداف المُباشر لطهران تصعيدًا كبيرًا، يُعرّض المدنيين للخطر، ويُفاقم زعزعة استقرار المنطقة.
تزايد الخسائر المدنية: تكبد اتحاد التايكوندو خسائر
من بين الخسائر المدنية المتزايدة، أعلن اتحاد التايكوندو الإيراني عن مقتل ثلاثة من أعضائه، بمن فيهم الشاب أمير علي أميني وإمام الاتحاد حجة الإسلام أحمدبور. وتُبرز هذه الوفيات، التي أكدتها عدة وكالات أنباء إيرانية، الخسائر البشرية الناجمة عن الغارات الجوية وقائمة الضحايا غير المقاتلين المتزايدة.
أقرا أيضا.. موجة جديدة من الصواريخ الإيرانية تهز إسرائيل بضربات مدمرة.. ما تحتاج لمعرفته| صور
مقتل تسعة خبراء نوويين إيرانيين في غارات إسرائيلية
في ضربة موجعة للبرنامج النووي الإيراني، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل تسعة علماء وخبراء تقنيين مشاركين في العمليات النووية الإيرانية في موجة الهجمات الأخيرة. ومن بين القتلى علي بخوي كريمي، ومنصور عسكري، وسعيد برجي، وهم خبراء في الميكانيكا والفيزياء وهندسة المواد على التوالي. كما أكدت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء مقتلهم.
كانت إسرائيل قد أعلنت سابقًا عن مقتل ستة خبراء نوويين وثلاثة قادة عسكريين بارزين، إلا أن الأرقام المُحدثة تُشير إلى نطاق وطموح العملية الإسرائيلية لإضعاف القدرات النووية الإيرانية وقيادتها.
منطقة على حافة الهاوية: ماذا بعد؟
في الوقت الذي تُعلن فيه إسرائيل عن استعدادها لمواصلة حملتها وتكثيفها، تواجه إيران تحديًا يتمثل في شنّ ردّ فعل في ظلّ تزايد الخسائر الداخلية، وخسارة كبيرة في الخبرات النووية، وتزايد الاضطرابات المدنية.
يُسلّط إغلاق المجال الجوي الإيراني وتفعيل الدفاعات الجوية الضوء على خطورة الوضع الراهن، بينما يُشير الخطاب الحادّ من كلا الجانبين إلى خطر حقيقيّ بتصعيد أوسع نطاقًا.
مع عدم تراجع أيّ من الجانبين، ووصول التوترات الإقليمية إلى نقطة الغليان، يبدو احتمال خفض التصعيد بعيدًا. قد تُحدّد الأيام القادمة ليس فقط مستقبل البرنامج النووي الإيراني، بل استقرار الشرق الأوسط ككلّ.