الصومال تمنح ستارلينك تصريحًا للعمل.. إنترنت الأقمار الصناعية يصل مقديشو

القاهرة (خاص عن مصر)- منحت الصومال رسميًا رخصة تشغيل لستارلينك، خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية المملوكة لشركة سبيس إكس، المملوكة لإيلون ماسك، مما يسمح للشركة ببدء خدماتها في جميع أنحاء البلاد.
وفقا لتقرير بلومبرج، جاء هذا الإعلان عقب حفل أقيم في مقديشو بحضور مسؤولين حكوميين وممثلين عن ستارلينك، مما يمثل خطوة مهمة في تعزيز الاتصال بالإنترنت في الصومال، وخاصة في المناطق النائية.إعلان
تعزيز الاتصال في جميع أنحاء الصومال
يُعد الترخيص الصادر عن الهيئة الوطنية للاتصالات في الصومال إنجازًا رئيسيًا لشركة ستارلينك، التي تهدف إلى توسيع نطاق الإنترنت عالي السرعة ليشمل المناطق التي عانت سابقًا من محدودية الاتصال.
أكد مصطفى ياسين شيخ، مدير هيئة الاتصالات، أن إطلاق خدمات ستارلينك عبر الأقمار الصناعية سيُكمل البنية التحتية الحالية للإنترنت، بما في ذلك العديد من كابلات الإنترنت الدولية الموجودة بالفعل.
من المتوقع أن يُعزز هذا التوسع إمكانية الوصول إلى إنترنت موثوق في جميع أنحاء الصومال، وخاصة في المناطق الريفية الأكثر عزلة.
مثّل الشركة في الحفل رايان جودنايت، المدير الأول لخدمات الوصول إلى أسواق ستارلينك، وميكايلا باولاك، مديرة خدمات الوصول إلى أسواق ستارلينك.
أكدا للحضور أن خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ستتوفر قريبًا للمستخدمين في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق النائية التي تعاني فيها البنية التحتية التقليدية للإنترنت عريض النطاق من صعوبات في الوصول.
التواجد المتنامي لستارلينك في أفريقيا
يأتي إطلاق الخدمة في الصومال في أعقاب التواجد المتزايد لستارلينك في جميع أنحاء القارة الأفريقية، حيث لا يزال انتشار الإنترنت يمثل تحديًا.
اعتبارًا من عام 2025، تعمل ستارلينك في 18 دولة أفريقية على الأقل، بما في ذلك نيجيريا وكينيا ورواندا وموزمبيق. وتشهد الشركة توسعًا سريعًا، مستفيدة من شبكة تضم أكثر من 5500 قمر صناعي لتوفير خدمة إنترنت عالية السرعة في المناطق التي تعاني من نقص الخدمات.
يُبرز اعتماد الصومال لخدمات ستارلينك جهود الشركة المستمرة لسد الفجوة الرقمية في أفريقيا، وهي قارة لا يزال ما يقرب من 60% من سكانها غير متصلين بالإنترنت.
من خلال توفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، تهدف ستارلينك إلى التغلب على التحديات التي تفرضها البنية التحتية التقليدية للإنترنت الأرضي، والتي أعاقتها القيود الجغرافية والمالية.
التأثير على مشهد الإنترنت في الصومال
بالنسبة للصومال، حيث كانت خدمات الإنترنت مجزأة ويصعب الوصول إليها تاريخيًا، فإن دخول ستارلينك يبشر بتغييرات كبيرة. فقد عانت البلاد، مثل العديد من الدول الأفريقية، من محدودية الاتصال، لا سيما في المناطق الريفية والمناطق التي يصعب الوصول إليها.
تقدم تقنية ستارلينك عبر الأقمار الصناعية، والتي لا تعتمد على الكابلات الأرضية، حلاً محتملاً لهذه التحديات، حيث توفر وصولاً مستقرًا إلى الإنترنت في المناطق التي كانت في السابق متخلفة عن مزودي خدمات النطاق العريض التقليديين.
أعربت الحكومة عن تفاؤلها بأن خدمات ستارلينك ستدعم أهداف التنمية الأوسع للصومال، لا سيما في مجالات التعليم والرعاية الصحية والأعمال. ومن خلال تحسين الوصول إلى إنترنت موثوق، تأمل البلاد في تعزيز نمو اقتصادي أكبر، وتعزيز فرص التعليم، وتسهيل الابتكار الرقمي في مختلف القطاعات.
أقرا أيضا.. “سيكون الأمر فوضويًا”.. الأمريكيون يذكرون تأثير رسوم ترامب الجمركية على إنفاقهم
استراتيجية ستارلينك للتوسع
منذ إطلاقها في نيجيريا في يناير 2023، انتشرت ستارلينك بسرعة في العديد من الدول الأفريقية. يُؤكد توسعها السريع طموح الشركة في لعب دور محوري في معالجة مشاكل الوصول إلى الإنترنت في القارة.
بينما واجهت ستارلينك بعض العقبات التنظيمية في بعض الدول، مثل جنوب إفريقيا، حيث تعثرت المفاوضات، فإن خدماتها تصل الآن إلى شريحة أوسع من السكان في دول مثل ملاوي ورواندا وزامبيا.
ويرتبط نجاح الشركة في إفريقيا ارتباطًا وثيقًا بقدرتها على توفير إنترنت عالي السرعة وبأسعار معقولة، لا سيما في الأسواق التي تكون فيها البنية التحتية التقليدية للإنترنت محدودة أو معدومة.
اعتبارًا من عام 2025، تخدم ستارلينك أكثر من 2.6 مليون مستخدم حول العالم، كما أن وجودها في الصومال يعزز مكانتها كشركة رائدة في خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية العالمية.
مستقبل رقمي للصومال
يُعد إطلاق ستارلينك في الصومال إحدى الخطوات العديدة التي تتخذها الشركة لتوسيع نطاق حضورها في جميع أنحاء إفريقيا.
بينما يعمل مزود خدمة الإنترنت على نشر خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في جميع أنحاء البلاد، فمن المرجح أن يلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل الصومال الرقمي.
بفضل قدرتها على الوصول إلى المناطق النائية، تتمتع ستارلينك بالقدرة على إحداث نقلة نوعية في كيفية وصول الصوماليين إلى المعلومات، وتواصلهم مع الاقتصاد العالمي، وانخراطهم في العالم الرقمي.
مع استمرار ستارلينك في توسيع نطاقها عبر القارة، ستستفيد الصومال من زيادة الاتصال، مما يُمكّن الأفراد والشركات على حد سواء من الازدهار في عالم رقمي متزايد.