قائد جديد للقوة الجوفضائية في الحرس الثوري: من يكون سيد موسوي؟

قائد جديد للقوة الجوفضائية في الحرس الثوري: من يكون سيد موسوي؟

أعلنت طهران تعيين العميد سيد حسين موسوي افتخاري، المعروف باسم سيد موسوي، قائداً جديداً للقوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، خلفاً للواء أمير علي حاجي زاده الذي قُتل في الهجمات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مراكز القيادة في طهران فجر الجمعة.

جاء تعيين موسوي بتوقيع مباشر من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، الذي أكد أن القرار استند إلى “الكفاءة والخبرة القيادية”، داعياً القائد الجديد إلى تعزيز قدرات إيران في المجالين الصاروخي والطائرات المسيّرة، وهي إشارة مباشرة إلى نية طهران تعويض الخسائر الفادحة التي طالت نخبة قادتها العسكريين والتقنيين.

من هو سيد موسوي؟

يُعد سيد موسوي أحد أبرز المهندسين العسكريين في صفوف الحرس الثوري، ويمتلك سجلاً حافلاً في تطوير البرامج الصاروخية الإيرانية، بما في ذلك الصواريخ ذات الوقود الصلب والمنظومات القادرة على حمل أقمار صناعية إلى الفضاء.

وشغل موسوي منصب نائب قائد القوة الجوفضائية لعدة سنوات، وكان يُنظر إليه على أنه الذراع الفنية والعقل المدبر خلف عدة مشاريع تطوير استراتيجي في مجالي الدفاع الجوي والطائرات دون طيار.

كما عمل بشكل وثيق مع القائد الراحل حاجي زاده، وشارك في عمليات التخطيط والإشراف على إنتاج الصواريخ الباليستية طويلة المدى، ويُنسب إليه المساهمة في تطوير صاروخ “سجّيل” الشهير، إلى جانب دوره في دعم الصناعات الجوية المرتبطة بحلفاء إيران في المنطقة.

بصمة قوية في مجال الطائرات المسيّرة

برز اسم موسوي خلال السنوات الماضية في مجال تطوير الطائرات المسيّرة بعيدة المدى، حيث أكد في تصريحات سابقة أن إيران باتت تملك طائرات بدون طيار قادرة على التحليق لأكثر من 24 ساعة متواصلة، مما يعكس مستوى التقدّم الذي أشرف عليه مباشرة في هذا القطاع.

ويُعتقد أن موسوي كان جزءاً من الخلية التقنية التي شاركت في تصدير تكنولوجيا الطائرات المسيّرة إلى جماعات حليفة لإيران في كل من سوريا، ولبنان، والعراق، واليمن.

سيد موسوي والعقوبات الدولية

رغم قلة ظهوره العلني، إلا أن موسوي مدرج ضمن قوائم العقوبات الأمريكية والأوروبية، باعتباره أحد المسؤولين البارزين عن تطوير برنامج الصواريخ المجنّحة والطائرات دون طيار.

وقد فرضت عليه واشنطن وبريطانيا عقوبات مالية، شملت تجميد الأصول، وقيودًا على التعامل الدولي، وذلك في إطار الضغط المتواصل على منظومة التصنيع العسكري الإيراني.

خلفية التعيين.. ضربة غير مسبوقة
جاء تعيين موسوي بعد أقل من 24 ساعة على مجزرة عسكرية وعلمية، خلّفها الهجوم الإسرائيلي، وأسفرت عن مقتل عدد كبير من كبار الضباط  الإيرانيين.

كما طالت الضربة عددًا من علماء الذرة البارزين، مما دفع القيادة الإيرانية إلى تسريع عملية إعادة هيكلة القيادة، والحفاظ على ما تبقى من تماسك في المنظومة الدفاعية.

هل ينجح سيد موسوي في سد الفراغ؟

يرى مراقبون أن موسوي، بحكم خلفيته التقنية والتسلسل القيادي الطويل داخل الحرس الثوري، يمتلك الأدوات اللازمة لمواصلة مشروع القوة الجوفضائية، إلا أن حجم الخسائر البشرية والعلمية قد يُربك عملية إعادة البناء في المدى القريب.

كما أن التحدي الأكبر الذي سيواجهه القائد الجديد يتمثل في ضمان الجاهزية العملياتية للقوات الصاروخية والطائرات المسيّرة، في وقت تتصاعد فيه احتمالات مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، ووسط ضغوط داخلية لإثبات قدرة النظام على الرد والردع.

لماذا موسوي دون غيره ؟

توقيت التعيين السريع، ومباشرة خامنئي شخصيًا لهذه الخطوة، يكشف عن قلق حقيقي داخل دوائر القرار الإيراني، وخشية من دخول البلاد في فراغ أمني قد تستغله إسرائيل أو أطراف إقليمية أخرى.

كما يُفهم من اختيار موسوي تحديدًا، الرغبة في الحفاظ على استمرارية المسار التقني الذي بدأه طهراني مقدم، وواصل تطويره حاجي زاده، وهو ما يشير إلى أن إيران لا تنوي التراجع عن برامجها الاستراتيجية رغم الضربات المتلاحقة.

ووفق مراقبون فإنه بـتعيين سيد موسوي على رأس القوة الجوفضائية، ترسل إيران رسالة واضحة بأنها ستواصل سباقها نحو التسلح الصاروخي والجوي، رغم النزيف البشري الذي ضرب جهازها العسكري.

ومع تصاعد التوتر الإقليمي، يترقب الجميع كيف سيتعامل القائد الجديد مع التحديات الداخلية والخارجية، وما إذا كان قادرًا على تحويل الخسارة إلى فرصة لتجديد الردع الإيراني.

اقرا أيضا.. خامنئي يغرد بالعبرية ونتنياهو يخاطب الفرس.. من يربح حرب الداخل بين إيران وإسرائيل؟