سيناريوهات مرعبة: ما الذي ينتظر العالم إذا تحولت التصعيدات بين إيران وإسرائيل إلى حرب شاملة؟

سيناريوهات مرعبة: ما الذي ينتظر العالم إذا تحولت التصعيدات بين إيران وإسرائيل إلى حرب شاملة؟

لا تزال العمليات العسكرية مستمرة بين إسرائيل وإيران منذ فجر الجمعة، في صراع غير مسبوق بين قوتين إقليميتين تمتلك كل منهما قدرات تدميرية هائلة.

وبينما يتركز القتال حتى الآن بين الطرفين فقط، تتزايد المخاوف من احتمالية اتساع رقعته ليشمل أطرافًا إقليمية ودولية، ما يهدد بانفجار واسع ستكون له تداعيات خطيرة على الشرق الأوسط وربما العالم أجمع.

انخراط أمريكي محتمل في حرب إيران وإسرائيل

اتهمت طهران واشنطن، يوم السبت، بمنح “الضوء الأخضر” لتل أبيب لشن الهجوم، مؤكدة أن إسرائيل لا تستطيع الإقدام على هذه الخطوة دون دعم أمريكي مباشر.

وتوعدت إيران بالرد على القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، ما يفتح الباب أمام تدخل مباشر للقوات الأمريكية في حال سقوط ضحايا أمريكيين.

ووفق تقرير نشره موقع “بي بي سي”، فإن مقتل أو إصابة مواطنين أمريكيين جراء الردود الإيرانية قد يدفع الإدارة الأمريكية إلى الانخراط المباشر في الحرب.

هذا السيناريو قد يمثل فرصة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يسعى منذ سنوات لجر واشنطن إلى مواجهة مفتوحة مع إيران.

وفي حال حدوث ذلك، فإن تصعيدًا بهذا الحجم سيحمل عواقب طويلة الأمد، ليس فقط على إيران وإسرائيل، بل على استقرار الشرق الأوسط والنظام الدولي بأسره.

توسيع بنك أهداف إيران ضد إسرائيل

يرى مراقبون أن فشل إيران في إلحاق أضرار ملموسة بالمنشآت الإسرائيلية المحصنة جيدًا، قد يدفعها لتوسيع نطاق أهدافها لتشمل مناطق جديدة، بما في ذلك مصالح أمريكية أو خليجية.

في المقابل، فإن فشل إسرائيل في تدمير المنشآت النووية الإيرانية خلال الجولة الأولى من الهجمات قد يقودها إلى تنفيذ ضربات إضافية أكثر عمقًا، وهو ما قد يضع المنطقة في دائرة لا تنتهي من الضربات والضربات المضادة.

صدمة اقتصادية عالمية.. أسعار الطاقة على صفيح ساخن

التداعيات الاقتصادية المحتملة لهذه الحرب ليست أقل خطورة من الأبعاد العسكرية، فأسعار النفط مرتفعة أساسًا بفعل التوترات في البحر الأحمر وهجمات الحوثيين، لكن أي تصعيد إيراني جديد، كإغلاق مضيق هرمز أو استهداف ناقلات النفط، قد يؤدي إلى أزمة طاقة عالمية خانقة.

ومن شأن ذلك أن يُفاقم من حدة التضخم، ويزيد من تكاليف المعيشة حول العالم، بينما سيستفيد من ارتفاع أسعار النفط بشكل مباشر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قد يرى في ذلك فرصة لدعم ميزانية الحرب الروسية في أوكرانيا بمليارات الدولارات الإضافية.

سقوط النظام في إيران

رغم تأكيد نتنياهو أن هدفه الرئيسي هو تحجيم البرنامج النووي الإيراني، إلا أن العديد من التصريحات الإسرائيلية تشير إلى رغبة أبعد: تغيير النظام الحاكم في طهران.

ويرى محللون أن حجم الضربات الإسرائيلية ونوعية الأهداف المختارة قد تمهد لإضعاف بنية النظام، وربما دفع البلاد نحو اضطرابات داخلية قد تتطور إلى حالة من الفوضى أو حرب أهلية، مشابهة لما جرى في دول إقليمية أخرى بعد انهيار أنظمتها السياسية.

سباق نووي غير مسبوق

تساءل تقرير “بي بي سي”: ماذا لو فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة؟ وماذا لو كانت النتيجة عكسية، حيث يشعر النظام الإيراني بأن السبيل الوحيد لردع أي عدوان مستقبلي هو التسريع في امتلاك القدرة النووية؟

ويحذر التقرير من احتمال أن تفرز المرحلة المقبلة قادة عسكريين أكثر تصلبًا في المواقف، وأقل استعدادًا للحوار، ما قد يفتح الباب أمام جولات قادمة من التصعيد العسكري، ويضع المنطقة بأسرها في حالة استنزاف دائم.

سيناريوهات مفتوحة للحرب بين إيران وإسرائيل

الواضح أن استمرار الحرب الحالية بين إسرائيل وإيران لا يمكن حصره في إطار مواجهة عسكرية تقليدية. فطبيعة الأطراف المتداخلة، وتنوع المصالح الإقليمية والدولية، تشير إلى أن أي خطأ في الحسابات قد يؤدي إلى حرب شاملة.

ومع استمرار حالة الترقب الحذر في العواصم الإقليمية والدولية، يظل السؤال الأهم: هل نحن أمام بداية لعصر جديد من الصراعات المفتوحة، أم أن العقلاء سيتدخلون في الوقت المناسب لتفادي الأسوأ؟

خامنئي يغرد بالعبرية ونتنياهو يخاطب الفرس.. من يربح حرب الداخل بين إيران وإسرائيل؟