الدفاع الجوي الخافت: لماذا فشلت إيران في التصدي لطلعات الطائرات الإسرائيلية؟

في الهجوم الجوي الإسرائيلي واسع النطاق الذي استهدف مواقع عسكرية حساسة داخل إيران، طرحت التطورات تساؤلات كبيرة حول جاهزية وقدرة الدفاع الجوي الإيراني.
ورغم أن طهران تمتلك منظومات دفاع جوي متطورة نسبيًا، إلا أن الهجوم الإسرائيلي نفّذ بدقة وبنجاح شبه كامل دون أن تواجه الطائرات المهاجمة أي اعتراض يُذكر. كيف حدث ذلك؟ ولماذا بدا الدفاع الجوي الإيراني «صامتًا» في مواجهة الهجمات؟
أين كان الدفاع الجوي الإيراني أثناء الهجوم؟
بحسب تقارير CSIS وINSS، واجه الدفاع الجوي الإيراني عدة صعوبات حالت دون التصدي للطائرات الإسرائيلية .. وعجز الرادارات عن رصد الطائرات المهاجمة وقد استخدمت إسرائيل مقاتلات F-35 بتقنية شبحية متقدمة، ما جعلها غير مرئية عمليًا لغالبية الرادارات الإيرانية.
كما اخترقت الحرب الإلكترونية الإسرائيلية وفعّلت عمليات تشويش متطورة عطلت أجزاء من شبكة الدفاع الجوي الإيرانية، خاصة بطاريات الرادار ومنظومات الاتصال بين مواقع القيادة ووحدات الدفاع الجوي.
فجوات تغطية الرادار: كشفت الضربات أن هناك مناطق حيوية في العمق الإيراني تعاني من ضعف تغطية الرادارات، خصوصًا في المساحات الواسعة غرب البلاد.
تعطيل الدفاع الجوي الإيراني
وقامت إسرائيل بعملية نوعية بتعطيل منظومة الدفاع الجوي الإيرانية .. حيث كشف تقارير استخباراتية عن قيام جهاز الموساد ببناء قاعدة سرية للطائرات بدون طيار داخل الأراضي الإيرانية، قرب العاصمة طهران.
وقد تمكن عملاء تابعون للموساد من إنشاء قاعدة لطائرات بدون طيار داخل الأراضي الإيرانية، على مسافة غير بعيدة من طهران.
وقامت تلك الطائرات المُسيّرة بالهجوم على مواقع الدفاع الجوي الإيراني، وتعطيل عملها، ونفذت ضربات على منشآت منظومة الدفاع الجوي بالغة التحصين.
رغم عدم وجود تأكيد رسمي من جانب إيران على وجود قاعدة أجنبية داخل أراضيها، إلا أن عدة مؤشرات تدعم هذا الطرح ومنها: حدوث انفجارات دقيقة ومركزة وقعت في محيط العاصمة الإيرانية، يُرجح أنها نُفذت من الداخل وليس عبر اختراق جوي تقليدي.
وكذلك تعطيل الدفاعات الجوية الإيرانية بشكل شبه كامل خلال الضربات، ما يرجح وجود أجهزة تشويش أو هجمات سيبرانية مدعومة من الداخل.
كيف نجحت الطائرات الإسرائيلية في تجاوز الدفاعات؟
تقنيات الشبحية: طائرات F-35 الإسرائيلية صُممت لتقليل بصمتها الرادارية إلى الحد الأدنى، مما يصعب رصدها إلا بأحدث الأنظمة، التي لا تتوفر بكفاءة عالية في إيران (وفق CSIS).
هجمات سيبرانية مرافقة: أشارت جيروزاليم بوست إلى أن إسرائيل شنت هجمات سيبرانية استهدفت مراكز القيادة والسيطرة، ما أدى إلى تأخير إصدار أوامر إطلاق الصواريخ الدفاعية.
التضليل الإلكتروني: فعّلت إسرائيل عمليات خداع إلكتروني أربكت أنظمة الإنذار المبكر الإيرانية، وجعلتها عاجزة عن تحديد اتجاهات الهجوم بدقة.
ما الذي كشفه الهجوم عن نقاط ضعف إيران؟
تُجمع التقارير العسكرية على أن الهجوم أظهر قصور التكامل بين منظومات الدفاع الجوي: لم تنجح إيران في دمج مختلف أنظمتها (سواء روسية مثل S-300 أو محلية مثل باور 373) ضمن شبكة متكاملة قادرة على الاستجابة الفورية.
كما ظهر ضعف البنية السيبرانية الدفاعية حيث كانت الدفاعات الإيرانية هدفًا سهلًا نسبيًا للهجمات الإلكترونية الإسرائيلية.
وكذلك غياب خطط طوارئ فعالة وفشلت إيران في تشغيل خطط طوارئ بديلة لتعويض تعطل منظوماتها أثناء الهجوم.
رسالة إلى إيران والمنطقة
أثبتت العملية أن إسرائيل تمتلك القدرة على اختراق العمق الإيراني دون خسائر، وهو ما يمثل ضربة قوية لمصداقية الردع الإيراني أمام الداخل والخارج.
فيما يعكس الهجوم تطور الحرب الحديثة، حيث لا يقتصر النجاح العسكري على قوة السلاح التقليدي، بل يتطلب تفوقًا تقنيًا في مجالات الحرب السيبرانية والشبحية.
ومن المتوقع أن تسارع إيران إلى مراجعة منظوماتها الدفاعية وتطوير قدرات الكشف والرصد، وربما السعي للحصول على أنظمة روسية أو صينية متطورة في هذا المجال (وفق تحليل INSS).
الهجوم كشف عن دفاع جوي صامت
الهجوم الإسرائيلي على إيران في يونيو 2025 كشف بشكل واضح أن الدفاع الجوي الإيراني كان فعليًا «صامتًا» أمام التفوق التكنولوجي الإسرائيلي، سواء في المجال الجوي أو الإلكتروني. الهجوم يمثل جرس إنذار لطهران بضرورة تحديث بنيتها الدفاعية لمواجهة تحديات الحرب الحديثة.
إقرأ أيضاً.. إيران تبدأ اصطياد طياري إسرائيل بعد إسقاط طائراتهم.. القصة كاملة| شاهد