إدارة ترامب: إعفاء شركات التكنولوجيا الأمريكية من الرسوم الجمركية سيكون مؤقتًا

إدارة ترامب: إعفاء شركات التكنولوجيا الأمريكية من الرسوم الجمركية سيكون مؤقتًا

القاهرة (خاص عن مصر)- حذّر وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، من أن إعفاء شركات التكنولوجيا الأمريكية على الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية المستوردة من الصين ستكون قصيرة الأجل ومؤقتة، مما يُفاقم حالة عدم اليقين بشأن مستقبل شركات التكنولوجيا الكبرى مثل آبل وإنفيديا ومايكروسوفت.
وفقا لتقرير فاينانشال تايمز، بعث إعفاء شركات التكنولوجيا الأمريكية المؤقت لمنتجات مثل هواتف آيفون ومعدات تصنيع الرقائق، الذي أُعلن عنه نهاية الأسبوع، آمالًا في قطاع التكنولوجيا. ومع ذلك، أشار لوتنيك إلى أن هذه المنتجات قد تُواجه قريبًا رسومًا جمركية جديدة في إطار التحقيقات الحكومية الجارية في قضايا أشباه الموصلات.إعلان

إعفاء شركات التكنولوجيا الأمريكية من الرسوم الجمركية

أكد لوتنيك في مقابلة مع برنامج “هذا الأسبوع” على قناة ABC أنه في حين استُبعدت بعض المنتجات، بما في ذلك الهواتف الذكية، مما يُسمى “الرسوم الجمركية المتبادلة” في الوقت الحالي، إلا أنه سيُعاد تقييمها كجزء من مراجعة أوسع للرسوم الجمركية المفروضة على أشباه الموصلات والصناعات ذات الصلة.
أوضح لوتنيك، في إشارة إلى قرار الرئيس ترامب: “ما يفعله هو أنه يُعلن أنها مُعفاة من الرسوم الجمركية المتبادلة”، مُضيفًا أن هذه المنتجات نفسها ستُفرض عليها على الأرجح رسوم جمركية على السلع ذات الصلة بأشباه الموصلات في المستقبل القريب.
أضاف لوتنيك: “نحن بحاجة إلى أن تُصنع أدويتنا وأشباه الموصلات وأجهزتنا الإلكترونية في أمريكا”، مُشيرًا إلى أن الإعفاء لن يكون دائمًا، وأن الرسوم الجمركية المستقبلية من المُرجح أن تكون جزءًا من الجهود المُستمرة لتعزيز قدرات التصنيع المحلية.

السياق الجيوسياسي والاقتصادي

يُمثل هذا القرار جزءًا من مجموعة أوسع من إجراءات الرسوم الجمركية التي تُعيد تشكيل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. في حين أن الإعفاء الأخير يُقدم بعض الراحة لشركات التكنولوجيا الأمريكية التي تعتمد بشكل كبير على التصنيع الصيني، مثل شركة آبل، التي تُنتج معظم هواتف آيفون في الصين، إلا أنه خلق أيضًا حالة من الارتباك في السوق.
أدى عدم اليقين المُحيط بسياسات التعريفات الجمركية للحكومة الأمريكية إلى تقلبات في الأسواق المالية، مع انخفاضات كبيرة في الأسهم وتحولات كبيرة في عوائد سندات الخزانة الأمريكية في الأسابيع الأخيرة.
لم تُعلق آبل وإنفيديا وشركات أخرى بعد على التراجع المُحتمل، لكنها، إلى جانب جهات فاعلة أخرى في الصناعة، تستعد لمزيد من التطورات.
وفقًا لدانيال آيفز، الرئيس العالمي لأبحاث التكنولوجيا في شركة ويدبوش للأوراق المالية، فإن بيئة التعريفات المتقلبة هذه تُخلق “حالة من عدم اليقين والفوضى الهائلة” للشركات التي تُحاول إدارة سلاسل التوريد والمخزونات وتوقعات الطلب المُستقبلية.

ردود فعل متباينة على الاستراتيجية الأمريكية

في الصين، أثار قرار الولايات المتحدة بالإبقاء على التعريفة الجمركية بنسبة 145% على السلع الصينية مع منح إعفاء مؤقت لبعض المنتجات التقنية ردود فعل. وصفت وزارة التجارة الصينية هذه الخطوة بأنها “خطوة صغيرة” في الاتجاه الصحيح، لكنها أكدت أنه لا رابح في الحرب التجارية، وانتقدت الحمائية باعتبارها ذات نتائج عكسية.
مع استمرار الولايات المتحدة في الضغط من أجل عودة التصنيع إلى الولايات المتحدة، تتضح الحقائق العملية لهذه السياسة أكثر فأكثر. وقد شكك الخبراء في جدوى نقل سلاسل التوريد المعقدة، لا سيما بالنسبة لشركات التكنولوجيا العملاقة مثل آبل، التي تتطلع بالفعل إلى الهند كقاعدة تصنيع بديلة لتقليل التعرض للرسوم الجمركية الصينية.
أقرا أيضا.. قضايا فساد.. بنجلاديش تصدر مذكرة اعتقال بحق نائبة بريطانية

الحرب التجارية الأوسع

أدت الحرب التجارية الأمريكية مع الصين إلى سلسلة من زيادات الرسوم الجمركية والإعفاءات التي ألحقت أضرارًا بالغة بمختلف القطاعات، بما في ذلك قطاعات التكنولوجيا والسيارات والطاقة.
كما فرضت إدارة ترامب رسومًا جمركية باهظة على واردات الصلب والألمنيوم، وتدرس الولايات المتحدة الآن فرض رسوم جمركية إضافية على الرقائق والأدوية وغيرها من الصناعات الحيوية.
في غضون ذلك، واصل الرئيس ترامب التهديد بتصعيد الرسوم الجمركية على الصين، مستخدمًا إياها كوسيلة ضغط في المفاوضات. كما أشار إلى إمكانية توسيع نطاق هذه التعريفات أو إعادة فرضها خلال 90 يومًا في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
أدت هذه الفترة من عدم اليقين إلى تزايد دعوات قادة الأعمال لمزيد من الوضوح بشأن السياسة التجارية الأمريكية، ولتمديد إعفاء جميع السلع الصينية من الرسوم الجمركية.

مستقبل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين

في حين أن إعفاء منتجات التكنولوجيا الاستهلاكية يوفر إعفاءً مؤقتًا للشركات الكبرى، إلا أن التوقعات على المدى الطويل لا تزال غير مؤكدة. وكما أشار لوتنيك ومسؤولون آخرون، من المرجح إعادة فرض المزيد من الرسوم الجمركية قريبًا، لا سيما فيما يتعلق بأشباه الموصلات والإلكترونيات.
هذا يترك شركات التكنولوجيا العملاقة في حالة من عدم اليقين في ظل استعدادها لاحتمال حدوث اضطرابات في سلاسل التوريد الخاصة بها والتوترات التجارية المستمرة مع الصين.
تبرز الطبيعة المتقلبة للرسوم الجمركية في ظل إدارة ترامب عدم القدرة على التنبؤ بالعلاقات بين الولايات المتحدة والصين، والتحديات التي تواجهها الشركات في التكيف مع بيئة تجارية متطورة.