روسيا تواصل إمطار المدن الأوكرانية بالموت.. طائرات بدون طيار وصواريخ

القاهرة (خاص عن مصر)- مع استمرار الحرب في أوكرانيا، يظل القصف الروسي المتواصل للأهداف المدنية سمةً مأساويةً مميزةً للصراع.
فبينما يصمد الجنود على خطوط المواجهة، تتفاقم الخسائر في صفوف المدنيين الأوكرانيين، وخاصةً في مدن مثل خيرسون وكريفي ريه، يومًا بعد يوم، وتمطر الطائرات بدون طيار والصواريخ أرواحًا بريئةً دون تمييز، وتزيد من حزن العائلات التي تتحمل وطأة وحشية روسيا.إعلان
الحرب في أوكرانيا: خيرسون مدينة تحت الحصار
في خيرسون، المدينة الواقعة جنوب أوكرانيا قرب نهر دنيبر، تُشكل هجمات الطائرات الروسية بدون طيار تهديدًا مستمرًا. يصف أرتيم، وهو جندي أوكراني، المنطقة القريبة من النهر بأنها “منطقة حمراء” حيث لم يعد المدنيون يجرؤون على العيش فيها بسبب ضربات الطائرات بدون طيار المتواصلة.
المدينة، التي كانت تعجّ بالأوكرانيين المبتهجين بعد الانسحاب الروسي في نوفمبر 2022، أصبحت الآن أطلالًا، وساحتها المركزية خطيرة ومهجورة، وأُقيم “ستار إلكتروني” دفاعي على طول النهر لمواجهة تهديدات الطائرات المسيرة، لكن الهجمات لا تزال تُعطّل الحياة اليومية.
وأصبح نطاق حرب الطائرات المسيرة في خيرسون مُذهلا، ففي مارس، شهدت مقاطعة خيرسون أكثر من 7000 هجوم بطائرات مسيّرة، على الرغم من إحباط العديد منها بفضل التدابير المضادة الأوكرانية.
شبّه أوليكساندر بروكودين، رئيس الإدارة العسكرية في خيرسون، الوضع بـ”حرب النجوم”، في إشارة إلى المعركة الإلكترونية المستمرة لحماية البنية التحتية للمدينة وسكانها من القصف الجوي.
بينما تدافع القوات الأوكرانية عن المنطقة، لا يزال الروس متحصنين على الضفة اليسرى لنهر دنيبر، مُركّزين على استعادة المدينة، بينما هدف أوكرانيا هو طردهم من الأراضي المحتلة.
وترك هذا الجمود الجنود عالقين في صراع طويل الأمد، غير قادرين على تحويل تركيزهم إلى مناطق أخرى من ساحة المعركة.
أقرا أيضا.. الصومال تمنح ستارلينك تصريحًا للعمل.. إنترنت الأقمار الصناعية يصل مقديشو
الصواريخ تواصل ضرب أهداف مدنية
يتفاقم الدمار في خيرسون بمآسي مماثلة في مناطق أخرى من أوكرانيا، مثل مدينة سومي الشمالية الشرقية، في 13 أبريل 2025، ضرب صاروخان باليستيان سومي خلال قداس أحد الشعانين، مما أسفر عن مقتل 32 شخصًا على الأقل، بينهم طفلان.
يُعد هذا الهجوم واحدًا من هجمات عديدة استهدفت صواريخ مناطق مدنية حيث يُفترض أن يشعر الناس بالأمان، تُبرز طبيعة هذه الضربات المتواصلة وحشية أساليب روسيا، التي لا تستهدف الأصول العسكرية فحسب، بل تستهدف أيضًا أضعف فئات المجتمع الأوكراني.
الحزن والانتقام في كريفي ريه
في كريفي ريه، وهي مدينة تقع غرب زابوريزهيا، أشعل الحزن الناجم عن الضربات الصاروخية الروسية غضبًا ودعوات للانتقام، في 4 أبريل، أسفر هجوم صاروخي على ملعب بالقرب من مطعم عن مقتل 19 شخصًا، بينهم تسعة أطفال.
زعم الروس أنها كانت “ضربة دقيقة” استهدفت جنودًا ومدربين عسكريين غربيين، لكن ناجين وشهود عيان كشفوا أن الصاروخ سقط قبل أن يصيب الملعب مباشرةً بعد حفل عيد ميلاد للأطفال، وقد ترك هذا الهجوم المأساوي سكان المنطقة في حالة من الذعر والحزن، وعزمًا على تحقيق العدالة.
استذكرت ناتاليا، وهي مسعفة محلية، العواقب المروعة للهجوم، والشعور الغامر بالخسارة، وتغطي الزهور والدببة والألعاب الآن الملعب، في تحية مفجعة للأرواح التي أُزهقت.
كان أحد الضحايا، هيرمان تريمبوليتس، البالغ من العمر تسع سنوات، قد فرّ مع عائلته إلى بولندا بعد الغزو، لكنه عاد إلى أوكرانيا بعد عام، ليصبح ضحية لإرهاب بوتين. ويتمسك سكان المنطقة برغبتهم في الانتقام، مدفوعةً بالصدمة والدمار اللذين خلفتهما الهجمات الروسية على المدنيين الأبرياء.
الحرب في أوكرانيا: الخسائر البشرية
في جميع أنحاء أوكرانيا، لا تزال التكلفة البشرية للحرب تتزايد، فبالإضافة إلى الدمار المادي، فإن الخسائر العاطفية والنفسية على السكان بالغة، ولا تزال البلاد صامدة في مقاومتها، حيث يؤكد مسؤولون محليون وجنود مثل أرتيم عزم أوكرانيا على عدم التنازل عن أي أراضٍ أخرى.
بينما يُحافظ السياسيون والقادة العسكريون والجنود على صمودهم وثقتهم الصامدة، يُعاني الشعب الأوكراني معاناةً لا تُوصف، فالحرب المستمرة، التي تُصاحبها غارات صاروخية وطائرات مُسيّرة مُستمرة، تُخلف السكان مُدمرين وعازمين، رافضين الاستسلام لحملة روسيا الوحشية.